بعض الطرق الأخلاقية لفلسفة سيدجويك في الأخلاق

اقرأ في هذا المقال


كانت طرق هنري سيدجويك الطويلة في طور الإعداد تكشف مراسلاته مع صديقه المقرب هنري جراهام داكينز، وأستاذ كليفتون الذي كان مدرسًا خاصًا لعائلة تينيسون عن مدى تقلب وتطور آرائه الأخلاقية، لا سيما خلال ستينيات القرن التاسع عشر عندما كان يعمل بنفسه بعيدًا عن العقيدة الأنجليكانية.

فلسفة سيدجويك الأخلاقية بين الحس الأخلاقي والنظريات النفعية:

في وقت مبكر من عام 1862 كتب إلى داكينز أنّه كان يدور حول نظرية الأخلاق ويعمل على التوفيق بين الحس الأخلاقي والنظريات النفعية، وبدأ يخبر الناس أنّه منخرط في عمل عظيم وهو ما سيتضح بالفعل، وبحلول عام 1867 كان من الواضح أنّ الكثير من البنية الفكرية الأساسية للطرق موجودة، ووفقًا لمارشال في مجموعة المناقشة بالكلية المعروفة باسم (Grote Club) قرأ سيدجويك مخططًا طويلًا وعامًا لأنظمة الأخلاق المختلفة:

  • الحق المطلق.
  • كن نبيلاً.
  • اجعل نفسك سعيداً.

وأثناء ذلك ألزم نفسه بالقول إنّه بدون تقدير تأثير أفعالنا على سعادة أنفسنا أو سعادة الآخرين، ولن يكون لدينا أي فكرة عن الصواب والخطأ.

سيدجويك وأخلاقيات الاشتراك:

وفي عام 1867 أيضًا أرسل سيدجويك مسودة كتيب عن (أخلاقيات المطابقة والاشتراك) إلى جون ستيوارت ميل داعيًا إلى التعليق عليه، ويعكس هذا العمل كجزء من جهوده مع الاتحاد المسيحي الحر (منظمة لتعزيز الاستفسار الديني الحر والمفتوح)، وصراعاته المتعلقة بالحالة حول ما إذا كان لديه الحق في الاحتفاظ بزمالة نظرًا لآرائه الإيمانية المتزايدة.

رد ميل على جهوده لمعالجة مسألة الاكتتاب والاشتراك على أسس (موضوعية) و (نفعية):

“ماذا يجب أن تكون استثناءات لواجب الحقيقة العام؟ لم يتم التعامل مع هذا السؤال الكبير حتى الآن بطريقة عقلانية وشاملة في آنٍ واحد، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنّ الناس كانوا يخشون التدخل فيه، وجزئيًا لأنّ الجنس البشري لم يعترف أبدًا بعد بشكل عام بأنّ تأثير الأفعال التي تميل إلى إحداثها على سعادة الإنسان هو يشكل لهم صواب أو خطأ”.

حث ميل سيدجويك على تحويل أفكاره إلى هذا الموضوع الأكثر شمولاً، وعلى ما يبدو عندما فعل هذا الأخير خلص إلى أنّه لن يكون من المفيد للسعادة العامة مواصلة هجماته المفتوحة على الدين المنظم، وأسباب هذا الاستنتاج الأكبر واضحة جزئيًا فقط من الطرق نفسها.

لطالما ادعى سيدجويك صراحةً، إلّا أنّ صراعاته مع أخلاقيات الاشتراك شكلت وجهات النظر المنصوص عليها في الطرق، والتي قادته هذه النضالات إلى العودة إلى الفلسفة من خلال تحقيقاته اللاهوتية والفيلولوجية، والتي تعلم من أجلها الألمانية والعبرية وكافح مع التأويل الكتابي، ولقد وجد مشكلة ما إذا كان يجب عليه الاستقالة من الزمالة: “صعبة للغاية ويمكنني أن أقول إنّه أثناء كفاحي مع الصعوبة التي نشأت منذ ذلك الحين مررت بقدر كبير من الأفكار التي تم تنظيمها في نهاية المطاف في طرق الأخلاق.

سيدجويك ومقياس المتعة:

جادل كل من إروين وريتشاردسون بعمق التزامات سيدجويك المتعلقة بالمتعة وانتقاداته لوجهات نظر مثل توماس هيل جرين، حيث غالبًا ما تعكس القناعة (الإشكالية) بأنّ العقل العملي يجب أن يكون واضحًا تمامًا ومحددًا في استنتاجاته، كما أنّه جادل سيدجويك أنّه بدون بعض المقاييس مثل مقياس المتعة، كيف يمكن مقارنة فضيلة بأخرى؟ وهل يمكن للمرء أن يوصي حقًا بجعل الناس أكثر فضيلة على حساب سعادتهم؟ وماذا لو ارتبطت الحياة الفاضلة بألم شديد دون أن يعوض أحد؟ ولكن هنا مرة أخرى فإنّ حجج سيدجويك ليست واضحة كما تبدو للوهلة الأولى.

من المسلّم به كما يشير شيفر: “سيدجويك يعمل على ما هو معقول للرغبة وبالتالي يربط الأخلاق بالخصائص الطبيعية، من خلال السلسلة العادية لاستراتيجيات الفيلسوف، وتناشد التماسك المنطقي والمعقولية والحكم بعد التفكير”.

ومع ذلك كما أشار راولز: “ينكر سيدجويك أنّ المتعة هي صفة قابلة للقياس للشعور بالاستقلالية عن علاقتها بالإرادة، وهذا هو رأي بعض الكتاب كما يقول، ولكنه رأي لا يقبله، ويعرّف المتعة على أنّها شعور عندما تختبره الكائنات الذكية يُفهم على الأقل أنّه مرغوب فيه أو في حالات المقارنة يعد المفضل، ويبدو أنّ وجهة النظر التي يرفضها هنا هي تلك التي يعتمد عليها لاحقًا كمعيار نهائي لإدخال التماسك بين الغايات”.

حث سمنر (Sumner) أيضًا في معالجة مهمة سيدجويك وميل على عكس جيرمي بنثام فذكر:

“بدا وكأنه يدرك أنّ الحالات العقلية التي نطلق عليها الملذات هي حقيبة مختلطة فيما يتعلق بخصائصها الظاهراتية، ومن وجهة نظرهم فإنّ القاسم المشترك بين الملذات ليس شيئًا داخليًا بالنسبة لهم، حيث نغمة شعورهم الخاصة أو أي شيء آخر ولكن شيئًا عنا، حيث حقيقة أننا نحبهم ونستمتع بها ونقدرها ونجدها مرضية ونسعى إليها ونرغب في إطالة أمدهم وهكذا دواليك”.

على الرغم من أنّ السنوات القليلة الماضية قد شهدت إعادة تأهيل رائعة لمذهب المتعة الأخلاقية لا سيما في أعمال كريسب (2006 و 2007 و 2015) وفيلدمان (2004 – 2010) ودي لازاري راديك وسينجر (2017)، فإنّ أشكال مذهب المتعة الذي يتم الدفاع عنه عادة ما يعيد تشكيل أو تأهيل نهج سيدجويك بطرق مهمة.

كريسب الذي يدافع عن تفسير داخلي للمتعة يحث حتى على أنّ كتابات سيدجويك لم تعبر عن ميوله الأفضل حول هذا الموضوع حيث أنّ: “سيدجويك هو في جوهره شخص داخلي عن المتعة وقد تم تضليله من خلال حجة عدم التجانس لتقديم وجهة نظر خارجية منفتحة على الاعتراضات الجادة”.

في الواقع في هذا الصدد قد يبدو سيدجويك وكأنّه يدافع عن موقف وسيط بين الداخلية والخارجية، وكما لاحظ دي لازاري راديك وسينجر في دفاعاتهما الأخيرة والمستنيرة عن مذهب سيدجويكيان ضد كل البدائل الأخرى، بما في ذلك وجهة نظر الرضا بالرغبة التي تبناها سينجر سابقًا.

ومع ذلك قدم شيفير عام 2016 وصفًا دقيقًا ودفاعًا عن فكرة سيدجويك عن المتعة، على أنّها شعور يتم إدراكه وربما بشكل خاطئ باعتباره شعورًا مرغوبًا فيه، وبدلاً من الشعور بإظهار نغمة خاصة من المتعة.

تضمنت إعادة تأهيل مذهب المتعة في سيدجويكان أيضًا الاعتراف بأهمية مقاييس المتعة لفرانسيس يسيدرو إيدجوورث، الذي كان اقتصاديًا لامعاً ومبتدئًا بعض الشيء ومعاصراً لسيدجويك أحد أكثر أتباعه الفلسفيين حماسة، وعلى الرغم من أنّ أحد أعماله حتى وقت قريب كان إلى حد كبير تجاهله في التعليق الفلسفي على سيدجويك.

تم إحياء نهج إيدجوورث في الاقتصاد من قبل شخصيات مثل كانيمان 2011، حيث تقارب المصالح الاقتصادية والفلسفية (والبيولوجية العصبية) في هذه النقطة يشير إلى أنّ مذهب سيدجويكان مذهب المتعة يمثل منطقة نمو جديدة في الأخلاق، ولكن يبدو أنّه من نواحٍ رئيسية يظل وصف سيدجويك متفوقًا على هذه التطورات الحديثة، والتي تعتمد على ادعاء فظ عن الوعي الممتع كحالة يرغب الفرد في إطالة أمدها.


شارك المقالة: