بين حانا ومانا ضاعت لحانا

اقرأ في هذا المقال


المثل هو  عبارة فيها فائدة، والإيجاز واحدة من أهم مميزات المثل، وقد توارثت الأجيال في جميع الأمم تلك الأمثال مشافهةً من جيل إلى آخر، والمثل جملة محكمة البناء بليغة العبارة، شائعة الاستعمال عند مختلف طبقات المجتمع، وإذ يلخّص المثل حكاية عناء سابق وخبرة غابرة اختبرتها الجماعة، فقد حظي عند الناس بثقة تامة، فصدّقوه لأنه يُهتدى به في حلّ مشكلة قائمة بخبرة مكتسبة من مشكلة قديمة، وتلك المشكلة القديمة انتهت إلى عبرة لا تُنسى، وقد قيلت هذه العبرة في جملة موجزةٍ قد تُغني عن رواية ما جرى هي الأمثال.

فيم يضرب مثل: “بين حانا ومانا ضاعت لحانا”؟

تحوي اللغة العربية الكثير من الأمثال الشعبية القديمة التي تعبر عن مواقف حدثت مع أسلافنا قديمًا، وإن كانت هذه الأمثال هي ترجمة لمواقف بعينها قد حدثت بالفعل في زمن من الأزمان السابقة، فإن العرب تُسقط هذه الأمثال على مواقف وأحداث مشابهة للمواقف الأصلية بمعانيها ومضامينها، والتي تنطبق على هذه المواقف والأحداث، وتعبر عنها بطريقة أو بأخرى، وأما المثل الذي سنتناوله في السطور التالية، فهو مثل: طبين حانا ومانا ضاعت لحانا”، والذي يُضرب للمرء يضيع عليه الكثير، وهو يحاول إرضاء أطراف أخرى.

قصة مثل: “بين حانا ومانا ضاعت لحانا”:

أما المثل “بين حانا ومانا ضاعت لِحانا”، فقصته تدور كالتالي: يُقال إنه في قديم الزمان كان هناك رجل متزوج من امرأتين، إحداهما تُدعى “حانا”، وهي صغيرة في السن لا يتجاوز عمرها العشرين سنة، بخلاف “مانا”، والتي كانت امرأة عجوز كبيرة بالسن، فكان هذا الرجل كلما دخل عند “حانا” غرفتها ومازحها، أمسكت بلحيته وانتزعت شعرة بيضاء منها، ثم قالت: “يصعب عليّ أن أرى الشعر الأبيض يلعب بهذه اللحية الجميلة، وأنت ما زلت شابًّا”، وعندما يذهب لغرفة “مانا” أمسكت الأخرى بلحيته، وانتزعت شعرة سوداء، وقالت: “يكدرني أن أرى شعرًا أسود بلحيتك، وأنت رجل كبير السن جليل القدر”، وبقي على هذه الحال مدة من الزمن، حتى نظر إلى نفسه يوًما في المرآة وأفزعه أنه فقد شعرًا كثيرًا من لحيته وظهرت ناقصة، فأمسك لحيته بغضب وقال المقولة الشهيرة: “بين حانا ومانا ضاعت لحانا”، والتي راحت مثلًا تتناقله الألسن حتى يومنا هذا، والذي عادة ما يُضرب في الرجل المتزوج من اثنيتن، وقد أرهقتاه كثيرًا، وهو يلبي طلبات كل واحدة منهما، حتى ضاع عليه الشيء الكثير في حياته تلبية لطلبات زوجتيه.


شارك المقالة: