مفهوم الفضول:
يُعرّف الفضول لدى الإنسان بأنّه عبارة عن الرغبة المفرطة في المحاولات التي من خلالها يجتهد الشخص في الحصول على المعلومات حول موضوع ما، إذ تدفع الرغبة الإنسان إلى التحرك من خلال العقل البشري للتفكير بالشكل الطبيعي؛ وذلك من أجل اكتشاف أمر ما يدور حوله، والذي كان خلف تحريك تلك الرغبة هو دافع الفضول.
فيبدأ حينها العقل بعملية التفكير حتى يوصل الشخص إلى قرار في أنّ الموضوع الذي يدور في ذهنه لا يستحق عناء التفكير والبحث حوله، أو يقوم بالاستمرار في التفكير حتى يتوصل إلى الأدلة الكافية والإجابات التي تساعده على فهم الأمور من حوله.
ويُعد الفضول في بعض المواضيع التي تستحق البحث أمر جيد، ولكن في حين ازدياد الرغبة المفرطة لدي الإنسان في فهم أمور وقضايا لا علاقة له بها، أو حينما يزداد دافع الفضول عنده عن حده، فإنّه يُعتبر أمر غير محبب وغير مرغوب فيه في كافة المجتمعات، كأن تقوم الرغبة في دفع الشخص بشكل غير أخلاقي إلى السعي وراء إيذاء الآخرين.
مضمون مثل “تحاش من يكثر الأسئلة فإنّه نمام”:
تناول المثل الإنجليزي موضوع الأشخاص الفضوليين الذين يكثرون في الأسئلة؛ من أجل الحصول عن معلومات حول الحياة الشخصية للأفراد، إذ تقودهم رغبتهم المفرطة في التقصي حول الحياة الخاصة للآخرين؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ من يقوم بدفعهم حول هذا الأمر هو الوصول إلى إلحاق الأذى بالآخرين.
قدم المثل نصيحة عظيمة وهي بأنّ يقوم الناس بتحاشي وتجنب هذه الفئة من الأشخاص؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ هذا النوع من الأشخاص يكونون نمّامون ويسعون إلى نقل الأخبار الخاصة والشخصية للأفراد بهدف نشر الأقاويل وذيع أخبارهم على الملأ، ممّا يؤدي إلى إلحاق الضرر والأذى بالناس.
فالكثير ما يصادف الإنسان الأشخاص الفضوليين الذين يحشرون أنفسهم فيما لا يعنيهم، بالإضافة إلى تطوعهم الدائم في إبداء نصيحتهم ورأيهم دون الطلب منهم، وتُعتبر هذه الفئة من البشر منبوذة وغير محببه في داخل المجتمعات التي تتواجد بها، حيث يدور في عقلهم الشغف في معرفة أسرار وخبايا الظروف المعيشية للناس.
ظهرت العديد من المرادفات في المعنى الضمني للمثل، ومن تلك المرادفات ما ورد في السنة النبوية الشريفة عن قول رسول الله صلّ الله عليه وسلم (اليد العليا خير من اليد السفلى، والعليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة فاستعف عن السؤال وعن المسألة ما استطعت)، بالإضافة إلى قول (لقمان الحكيم) الذي يتضمن المعنى المقصود ذاته وهو (إياك والسؤال فإنّه يذهب الحياء من الوجه).