التاريخ لُغة
من أجل التعرُّف على دلالة أيّ لفظ في اللغة العربيّة لا بُدّ من إعادتها إلى جذرها الثلاثي، وإذا أعدنا كلمة تاريخ إلى جذرها الثلاثي، فيكون هذا الجذر” أ رخ ” وقد تباين اللغويين في تفسير معنى جذر كلمة تاريخ ودلالتها. يُشير البعض إلى أنّ معنى هذه اللفظة يُشير إلى الزمن والحقبة، وبمعنى آخر للدلالة على حدوث الأمر، فقد قالوا: أرخ الكتاب ليوم كذا، أي أنّه كتبه في يوم كذا، أو بوقت كذا.
متى أُرّخ تاريخ المسلمين؟
إنّ الجواليقي في كتابه المعرب من الكلام الأعجمي لم يشر إلى معنى لفظ تاريخ بل أشار إلى مادة التاريخ نفسها عندما قال: إنّ التاريخ الذي يؤرّخة الناس ليس بعربي محض، وإنّما أخذه المسلمون عن أهل الكتاب، وتاريخ المسلمين أُرّخ من سنة الهجرة، كُتب في خلافة عمر، فصار تاريخًا إلى اليوم. فالجواليقي يشير إلى صناعة التاريخ وكتابتة بصورة مُنظمة وحسب السنين.
وهذه العملية لم تبدأ إلاّ في عهد الإسلام، إنّ العرب قبل ذلك لم يعرفوا هذا التاريخ المُتمثل بالتدوين الشامل للأحداث إلّا في عهد عمر بن الخطاب بعد أن طلب البعض منه تثبيت تاريخ الرسالة على الكتب حتى لا تختلط الأحداث مع بعضها البعض في اعتماد تاريخ صدور الكتاب، وهو ما يلتزم به حتى يومنا هذا.
