تفسير سورة الطور

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى ﴿وَٱلطُّورِ (١) وَكِتَـٰبࣲ مَّسۡطُورࣲ (٢) فِی رَقࣲّ مَّنشُورࣲ (٣) وَٱلۡبَیۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ (٤) وَٱلسَّقۡفِ ٱلۡمَرۡفُوعِ (٥) وَٱلۡبَحۡرِ ٱلۡمَسۡجُورِ (٦) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَ ٰ⁠قِعࣱ (٧) مَّا لَهُۥ مِن دَافِعࣲ (٨)﴾ صدق الله العظيم.

مناسبة التسمية:

لأنّ الله سبحانه وتعالى بدأ السورة بالقسم بـ (الطور) قال الجوهري: هو الجبل الذي كلّم الله عليه موسى.

موافقة أول السورة لآخرها:

  • بدأت السورة بالقسم والتأكيد على وقوع العذاب قال تعالى: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَ ٰ⁠قِعࣱ (٧) مَّا لَهُۥ مِن دَافِعࣲ) صدق الله العظيم.
  • ثم خُتمت السورة بالتأكيد على وقوع هذا العذاب على الظالمين، فقال تعالى (فَذَرۡهُمۡ حَتَّىٰ یُلَـٰقُوا۟ یَوۡمَهُمُ ٱلَّذِی فِیهِ یُصۡعَقُونَ (٤٥) یَوۡمَ لَا یُغۡنِی عَنۡهُمۡ كَیۡدُهُمۡ شَیۡـࣰٔا وَلَا هُمۡ یُنصَرُونَ (٤٦) وَإِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ عَذَابࣰا دُونَ ذَ ٰ⁠لِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ (٤٧)) صدق الله العظيم، وذلك أن التهديد والوعيد للظالمين، له تأثير على نفوس الناس.

الكلام عن جبل الطور:

قال رسول الله ﷺ: (أربعة أجبل من جبال الجنة وأربعة أنهار من أنهار الجنة وأربعة ملاحم من ملاحم الجنة) قيل: فما إلّا جبل؟ قال: (جبل أحد يحبنا ونحبه والطور جبل من جبال الجنة ولبنان جبل من جبال الجنة [والجودي جبل من جبال الجنة].

المحور الرئيسي للسورة:

دحض الشبهات والشكوك، حول يوم القيامة.

مواضيع السورة المباركة:

  • تهديد من كذَّب عذاب الله، وأنّه واقع عليهم.
  • وعد المؤمنين الصادقين بالجنة، وبيان ما أعدّه لهم فيها.
  • تسلية لقلب النبي صلى الله عليه، وأمره له بالذكر والصلاة في جميع الأوقات.

فوائد ولطائف حول السورة المباركة:

  • فضل الله على عبده المؤمن وأنّه سيجمعه بأهله يوم القيامة قال تعالى: (وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّیَّتُهُم بِإِیمَـٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّیَّتَهُمۡ وَمَاۤ أَلَتۡنَـٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَیۡءࣲۚ كُلُّ ٱمۡرِىِٕۭ بِمَا كَسَبَ رَهِینࣱ (٢١)) صدق الله العظيم، عن ابن عباس في قول الله، عزّ وجل: ﴿والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم﴾ قال: هم ذرية المؤمن، يموتون على الإيمان: فإن كانت منازل آبائهم، أرفع من منازلهم ألحقوا بآبائهم، ولم ينقصوا من أعمالهم التي عملوا شيئا.
  • من رحمة الله بعبده أن لا يجمع عليه خوفين قال صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنّه قال : ( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ) والمعنى من خاف الله في الدنيا أمَّنه الله في الآخرة، قال تعالى: ﴿وَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ یَتَسَاۤءَلُونَ (٢٥) قَالُوۤا۟ إِنَّا كُنَّا قَبۡلُ فِیۤ أَهۡلِنَا مُشۡفِقِینَ (٢٦) فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ (٢٧) إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلُ نَدۡعُوهُۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡبَرُّ ٱلرَّحِیمُ (٢٨)﴾ صدق الله العظيم.
  • قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّیَّتُهُم بِإِیمَـٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّیَّتَهُمۡ وَمَاۤ أَلَتۡنَـٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَیۡءࣲۚ كُلُّ ٱمۡرِىِٕۭ بِمَا كَسَبَ رَهِینࣱ) صدق الله العظيم، في الآية وصف لشفقة الإبوة حتى في الجنة، وهذا من رحمة الله بعباده المؤمنين، جاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: “إنّ الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا رب، أنى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك”
  • قوله تعالى ﴿ وَیَطُوفُ عَلَیۡهِمۡ غِلۡمَانࣱ لَّهُمۡ كَأَنَّهُمۡ لُؤۡلُؤࣱ مَّكۡنُونࣱ (٢٤) وَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ یَتَسَاۤءَلُونَ (٢٥)﴾ قال بعض العلماء: هذا شأن الخادم، فما شأن المخدوم؟؟.
  • قوله تعالى (فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ (٢٧) إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلُ نَدۡعُوهُۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡبَرُّ ٱلرَّحِیمُ (٢٨) صدق الله العظيم، روي أنّ السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقرأ هذه الآيات وتبكي وتكررها مرّات عديدة.
  • قوله تعالى: (وَٱلۡبَیۡتِ ٱلۡمَعۡمُور) صدق الله العظيم، سألِ رجلا علي رضي الله عنه : ما البيت المعمور؟ قال: بيت في السماء يقال له: “الضراح” وهو بحيال الكعبة من فوقها، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة، لا يعودون فيه أبدا.
  • قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ عَذَابࣰا دُونَ ذَ ٰ⁠لِكَ) صدق الله العظيم، قال الرازي: وقيل عذاب القبر قبل يوم القيامة، قاله ابن عباس رضي الله عنه.

شارك المقالة: