اقرأ في هذا المقال
تقدم الحال على عامله وتأخره عنه:
الأصل في الحال أن تتأخر عن عامل الحال، وقد تتقدم الحال عليه في حالة الجواز، بشرط أن يكون الحال هنا فعلاً متصرفًا، نحو: “راكباً جاء خالد” أويكون الحال هنا صفة تشبه الفعل المتصرف – كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة- نحو: “مسرعاً محمدٌ منطلقٌ “ومن الفعل المتصرف كمثالٍ على الحال قوله تعالى: “خشَعاً أبصارهم يخرجون” [القمر:7] وقولهم: “شتَى تؤوب الحلبة” أي أنهم متفرقين يرجعون.
فإنْ كان العامل في الحال على شكل فعلٍ جامدٍ، أو الحال صفة تشبهه وهي اسم التفضيل أو معنى الفعل دون أحرف، فلا يجوز تقديم الحال هنا عليه، فالأول نحو قولك: “سعيد خطيباً أفصح منه كاتباً وإبراهيم كاتباً أفصح من خليل شاعراً” ففي هذه الصورة يجب علينا تقديم الحال، كما سنتعلم في هذا المقال.
واعلم أنَّ اسم التفضيل يكون صفة تشبه الفعل الجامد، من حيث أن اسم التفضيل لا يتصرف بالتثنية والجمع والتأنيث، كما تتصرف الصّفات المشتقة الأخرى، كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة، وهو لا يسد مسدها في كل الحالات إلّا في بعض الأحوال، وذلك إن اقترن اسم التفضيل بأل أو أضيف إلى معرفة، فيصرف اسم التفضيل وقتها إفراداً وتثنية وجمعاً وتذكيراً وتأنيثاً.
متى يتقدم الحال على عامله وجوباً؟
يتقدم الحال على عامله وحوباً في ثلاث صور:
- أن يكون الحال له الصدارة في الكلام، نحو: “كيف رجع سليم؟” فإنّ أسماء الاستفهام هنا لها الصدارة في الجمله.
- أن يكون العامل في الحال معنى التشبيه، دون أحرفه، عاملاً يكون في حالين يراد بهما تشبيه صاحب الحال الأولى بصاحب الأخرى، نحو: ” أنا فقيراً كمحمودٍ غنياً”.
- أن يكون العامل في الحال اسم تفضيل، عاملاً في حالين، فضَلُ صاحب الحال إحداهما على صاحب الحال الأخرى، نحو: “سامرٌ فقيراً أكرمُ من خليلٍ غنياً”، أو كان صاحب الحالين واحداً في المعنى مفضلاً على نفسه في حالة دون أخرى، نحو: “سعيد ساكتاً خير منه متكلماً”، فيجب في هذه االحالة للمفضَل، بحيث يتوسط اسم التفضيل بينهما، كما رأيت.
فإن كان التشبيه العامل في الحالين فعلاً أو صفة مشتقة منه يجوز تقديم حال المفضّل عليه وتأخره عنه، فالأول نحو :”خالد ماشياً يشبه هيثماً راكباً، والثاني نحو: “يشبه خالد ماشياً هيثماً راكباً”.
متى يتأخر الحال عن عامله وجوباً؟
يتاخر الحال عن عاملها وجوبا في أحد عشر موضعاً:
حذف عامل الحال:
يحذف العامل في الحال. وذلك على قسمين: جائز وواجب. والواجب في خمس صور:
- أن يبين بالحال الازدياد او النقص بالتدريج، نحو: “تصدّق بدرهمٍ فصاعداً، أو فأكثر”، ونحو: اشتر ِ الثّوب بدينارين فنازلاً، أو فأقلَّ، أو فسافلاً” . وشرط هنا هذه الحال أن تكون مصحوبة بالفاء كما رأيت، أو بٍثُمّ. والفاء أكثر.أن تذكر للتّوبيخ، نحو: “أقاعداً عن التدريس، وقد قام الناس؟ “، ونحو: “أمتوانياً وقد جدَّ قُرناؤكَ؟ “. ومنه قولهم: أتيمُّماً مرةً، وقيسيّاً أخرى؟ “.
- أن تكون مؤكدة لمضمون الجملة، نحو: “أنت أخي مواسياً”.
- أن تسد مسدّ خبر المبتدأ، نحو: “تأديبي الغلام مسيئاً”.
- أن يكون حذفه “أي حذف العامل” سماعاً، نحو: “هنيئاً لك”.