حرفة الزراعة من خلال الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


عرف الجاهليون الزراعة وعَمِلوا بها رغم بيئتهم الصحراوية حيث وجد فيها العديد من المناطق الملائمة للزراعة وتغنى الشعر الجاهلي بهذه المناطق مشيرًا إلى هذه الحرفة.

المناطق التي شهدت نشاطًا زراعيًا من خلال الشعر الجاهلي

1- بلاد اليمن: عُرفت اليمن بخصوبة أرضها بسبب غزارة الأمطار وتوفر المياه فيها وكذلك المناخ المعتدل الذي شجع أهل اليمن للتوجه إلى الزراعة وخصوصًا بعد بناء سد مأرب ونظم فيه الأعشى فيه أبياته مشيرًا إلى أهميته حيث قال:

فَفي ذَاك للمُؤتَسِي أُسْوَة ٌ

ومأربُ قفّى عليها العرمْ

فأروى الزّروعَ وأعنابها

على سعة ماؤهمْ إذْ قسمْ

2- مدينة يثرب: اشتهرت يثرب بزراعة النخيل بكثرة وكان شجر النخيل من أبرز الموارد الاقتصادية آنذاك، وعرف عن أشجار النخيل أنها لا تنمو إلا بظروفٍ مناخيةٍ معينة وقد توفرت هذه الظروف في يثرب، وقد دلَّ قيس بن الخطيم على عناية أهل يثرب بالزراعة من خلال أبياته حيث أنشد:

لنا معَ آجامنا وحوزتنا
بَيْنَ ذُرَاها مَخارِفٌ دُلُفُ

3- بلاد البحرين “المُشقر” : اشتهرت البحرين بالزراعة وخصوصًا النخيل ومن المناطق التي اشتهرت بذلك المُشقّر وقد تغنى به امرؤ القيس حيث أنشد:

فَأنْ تَمْنعُوا مِنّا المُشقَّر والصَّفا

فَإنَّ وجَدْنا الخَطَّ جَمًَّا نخيلُهَا

أبرز المزروعات التي تزرع من خلال الشعر الجاهلي

1- النخيل: تصدرت أشجار النخيل المقدمة من حيث الأهمية فقد اهتم الجاهليين بزراعتها فهي ثروة اقتصادية لهم ومنها يحصلون على غذائهم الرئيسي التمر وقد ذكرها الكثير من الشعراء وتعلقت مشاهد النخيل بالظعائن وعنها خط امرؤ القيس:

وَحَدّث بأنِ زَالتْ بَليْلٍ حُمُولُهُمْ

كَنَخْلٍ من الأعراضِ غَيْرِ مُنَبَّق

2- الحبوب “القمح والشعير” : عرف أهل الجاهلية الحبوب واهتموا بزراعتها إيمانًا منهم بفائدتها وقد انتشرت زراعتها في العراق والشاهد على زراعتها ما نظمه ابن مقبل واصفًا شيب رأسه كأنه زرع جاء موعد حصاده:

وبَيَاضًا أحْدّثّتْهُ لِمّتِي

مِثْلَ عِيْدانِ الحصادِ المُنْحَصِمْ

3- العنب: انتشرت كروم العنب في الجاهلية واهتموا بزراعتها لطعمها اللذيذ وكذلك لصنع الخمر منها وقد ذكره شعراء الجاهلية في العديد من مقطوعاتِهم ومنهم عروة بن الورد:

بِآنسةٍ الحَديثِ رُضابُ فيها

بُعيْدَ النَّومِ كالعِنبِ العَصيرِ


شارك المقالة: