تُعد رواية حطم الفجر من الروايات التي أصدرها التي اشتهرت على مستوى العالم، حيث صدرت عن الكاتب والأديب الأمريكي (إرنست همينغوي)، حيث تمت كتابة النسخة الأصلية من هذه الرواية باللغة الإنجليزية في البداية، ثم بعد ذلك تم تحرير الكتاب الذي كتبت به الرواية، على يد المؤلف باتريك همينغوي، إذ كان ذلك إلى جانب النسخة الأصلية من الرواية التي قام والده أرنست همنغواي بكتابتها، وفي عام 1999م، تم العمل على نشر الجزء الأخير من الرواية.
رواية حطم الفجر
في البداية كان أحداث الرواية والوقائع تتمحور حول المراحل الحياتية والمواقف التي كانت تحدث خلال حياة الروائي همنغواي، وذلك أثناء الفترة التي كان قد قضاها في أحد غابات الصيد الموجودة في الناحية الشرقية أفريقيا، إذ كانت تلك الفترة من سنة1953م إلى 1954م، إذ قام من خلال الرواية بعمل بدمج ما بين تلك التجارب والخبرات والخيال، بالإضافة إلى التأثير بمواضيع أخرى متنوعة دخلت على حياة المؤلف ذاته.
وفي ذلك الوقت قامت أحد الصحف والتي تدعى (لوك) بتحمل كافة التكاليف التي تترتب على المدة التي يقضيها همنغواي في أفريقيا، وذلك مقابل أن يقوم بكتابة كم من المقالات للصحيفة، بحيث يقوم من خلالها سرد بعض من المواقف والأحداث التي حصلت معه بشكل شخصي، حينها على الفور بدأ أرنست بتحرير النسخة الأصلية من بعد عودته من تلك الرحلة.
وعلى الرغم من أنه كان يقضي وقتاً طويلاً في كتابة القصة، فقد قضى ما يقارب عامين متتاليين، إلّا أنه اعتبر كتابه لا يصلح للنشر، فقام بتركه دون أن يكمله، وبعد مرور أعوام عديدة من التاريخ الذي وقع به وفاته، قاموا مجموعة من الكتاب، بتجميع كافة أعماله الأدبيّة في مكتبة (جون كينيدي)، مضيفين إلى ذلك النسخة الأصلية للقصة التي كتبها في إفريقيا.
وفي سنة 1997م، قام باتريك بالبدء بمراجعة النص الأصلي؛ وذلك من أجل غايات النشر، ثم بعد ذلك مضى في طريق تحرير روايات والده، بدلاً من اللجوء إلى الحديث حول الأحداث الرئيسية التي كانت تدور آنذاك، حيث كان يقوم بتجميع أكبر عدد ممكن من المحتوى الأصلي للنص، ويضيف إليه عناصر من الخيال؛ لينسج أحداث ملتحمة داخل الرواية.
وخلال الفترة التي بدأ بنشر الكتاب، وبالرغم من أنّ صحيفة (نيويورك تايمز) هي أول من نشرته في قائمتها، في مصنف الكتب الأكثر مبيعاً، في شهر سبتمبر لسنة 1999م، لم يجعل ذلك الأمر الكتاب يمر مرور الكرام، حيث تلقى الكثير من الانتقادات السيئة من قِبل الصحيفة، وذلك حول جودة الروائية للعمل، فقد اعتبر هشاً ضعيفاً بالمقارنة مع الأعمال التي طرحها (همينغواي) في السابق.
بينما كان العمل قد لاقى استحساناً وقبولاً كبيراً من الوسط الأكاديمي الذي يُعنى بالتحليلات حول أعمال الكاتب، والذين عبّروا في ذلك الوقت عن كمية التعقيد الذي يحمله الكتاب، وكمية الاستمتاع التي يشعر بها القارئ، لدرجة أنه من المرجح أن يندرج تحت قائمة الكانون الخاصة بإرنست، فقد كانت النسخةُ التي قام باتريك الابن بنشرها، أداةً سهلة لتوجيه الكثير من الانتقادات، وكان قد تمنى بعض الكتاب لو كان بمقدور همنغواي الأب، تحرير تلك الرواية ونشر النسخة الأصلية لها.
في البداية كان إرنست يرغب في الرجوع إلى إفريقيا، بعد رحلة الأدغال التي قام بها سنة 1933م، حيث كان يرافقه آنذاك زوجته الثانية (بولين فيفير)، فتلك الرحلة حركت بداخله الكثير من مشاعر الشغف؛ لتحرير قصته (ثلوج كليمنجارو)، والعمل على ضمها إلى كتابه (روابي إفريقيا الخضراء)، وعندما انتهى من كتابه (الشيخ والبحر) عام 1953م، فكر في كيفية إمكانية سفره لزيارة القارة الإفريقية مرة أخرى.
وذلك فقط من أجل اللقاء بابنه باتريك، والذي كان يقيم في مدينة تنزانيا، حيث قامت الصحيفة الأمريكية بالعرض على لوك عرضاً جيداً، وهو في أنها تتحمل كافة تكاليف الرحلة إلى هناك، وقضاء مدة أربعة شهور مخصصة لذلك 15 ألف دولاراً؛ لدفع تكاليف الرحلة و10 آلاف دولاراً إضافية مقابل المقالة، والتي منها تم اختيار قصصه القصيرة حول إقامته في الأراضي الإفريقيّة، بشرط ألا يقل طول المقالة عن 3500 كلمة.
كما شمل ذلك العرض عقداً مع المصور المعروف (إيرل ثيسن)، وهو من المشهورين بخبرتهم الطويلة في جلسات التصوير في مجال التصوير السينمائي، وافق إرنست على العرض، و عمل على مغادرة كوبا في يونيو من العام نفسه، مرافقاً حينها لزوجته الرابعة، (ماري).
وبعدما قام برحلة قصيرة في أنحاء أوروبا، أبحر هو وزوجته إلى تنجانيقا، قادمين من فينيسيا، وكان فيليب بيرثيبال دليل هيمنجوي في رحلته عام 1933 إلى الأدغال، حيث عرض خدماته أثناء تلك الرحلة على همنغواي، ثم وصل بعد فترة قليلة من وصول الزوجين، وفي ذلك الوقت حصلت ثورة الماو ماو، وبمناسبة إحدى رسائله، بعد وصولهم تم منحه فخرية حرّاس الغابات.
غادرت المجموعة من شواطئ السالنجاي، حيث اتخذ ثيسين صوراً لأرنست مع مجموعة من قطعان الفيلة، وعبَروا بعدها إلى هور الكيمانا ووادي الرفت، إلى أن وصلوا منزل باتريك، والذي يقع في المنطقة الوسطى من تنزانيا، واحتموا بالجزء الشمالي الجبلي من كليمنجارو، حيث أمضوا الشهرين الأخيرين، عقب تلك الأحداث ترك بيرثيبال المجموعة، وقام بتعيين إرنست في وظيفة ريفية، ألا وهي حارس على العديد من المصائد مع بعض المكتشفين في المنطقة، ويقال أنّه فيما بعد شَعر همنغواي بالغرور؛ وذلك لتوليه تلك المهمة، ففكر بتأليف كتاب حول هذه التجربة التي مر بها.