خذ الشور من راس الثور

اقرأ في هذا المقال


تتفرد كل أمة من الأمم بإرثها الثقافي الذي تملكه، والذي يمثل الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي سنتناوله لاحقًا، هو: “خذ الشور من راس الثور”.

فيم يضرب مثل “خذ الشور من راس الثور”؟

يُعتبر مثل: “خذ الشور من راس الثور” واحدًا من الأمثال الشعبية الشائعة، والرائج تداولها في مناطق متعددة الوطن العربي، وهو يُضرب عندما يستمد أحد الأشخاص الحكمة والشورى من الجاهلين والحمقى، فالمقصود بالشور هو: المشورة والنصيحة، أما رأس الثور فمقصود بها رأس الأحمق الذي لا يفكر ولا يعقل كالبهائم، ولهذا يقال: “خذ الشور من راس الثور”.

قصة مثل “خذ الشور من راس الثور”:

أما قصة مثل: “خذ الشور من راس الثور”، فيُروى في القصص الموروثة أن إحدى نساء الريف كان عندها ثور، يقوم بمساعدتها في أشغال الحراثة والزراعة، وفي يوم من الأيام أحس هذا الثور بعطش شديد، فما كان منه إلا أن مدّ رأسه إلى جرة صغيرة كانت موجودة في ساحة البيت، ولكنه لم يستطع إخراج رأسه منها، ولما كان زوج المرأة خارج البيت لم تستطع فعل شيء لمساعدة الثور، أو أن تستعيد الجرة سليمة؛ فتوجهت لأحد جيرانها لجلب المساعدة.

من سوء طالع المرأة أن الجار كان رجلًا يدعي العلم والمعرفة، بينما هو في الواقع لا يعرف أي شيء، فحكت له القصة، وطلبت إليه أن يخرج رأس الثور من الجرة، شرط ألا يكسرها، فهي لا تملك سواها، وبعد جهد كبير و طول تفكير غرق فيه الجار، كي يخرج بالجرة سليمة دون أن تنكسر طلب منها سكينًا، فلما ناولته السكين قطع به رأس الثور ولكن رغم ذلك لم يستطع إخراج الرأس من الجرة، وبعد تفكير آخر عميق قال الرجل للمرأة لا بد من كسر الجرة كي تخرج الرأس المقطوعة.

أسرعت المرأة وناولت الجار الفأس، فكسر الجرة، وقام بإخراج الرأس منها، وهو في غاية السعادة بذكائه، وحين عاد الزوج إلى المنزل وجد الثور ذبيحًا، والجرة مكسورة، فسأل زوجته عما حدث، فقصت عليه قصتها مع جارها مدعي المعرفة، فضرب الرجل كفًا على كف وقال حينها : ” خذ الشور من رأس الثور”، ومن وقتها صار قوله هذا مثلًا يضرب عندما يستعين أحدهم بأحمق في مشورة أو نصيحة.


شارك المقالة: