اقرأ في هذا المقال
انتشر النثر في الجاهلية رغم قلة الكتابة وبرز في ذلك الوقت العديد من الأدباء المتميزين بنثرهم الذي تفرد بالكثير من الخصائص.
خصائص النثر الجاهلي
يتميز النثر في الزمن الجاهلي بالسمات التاليّة:
1- خالية من الإبهام.
2- وضوح المعاني حيث يستنبط النثر معانيه من الثوابت الخُلُقية والعادات الاجتماعيّة رفيعة المستوى.
3- زيادةالحكم والأمثال واستعمالها يعبر عن معيشتهم وتجاربهم في ذلك الوقت وجاءت وصاياهم وخطبهم متواضعة.
4- الابتعاد عن التصنع في الصياغة ونقاء التعبير وكذلك اختصار التراكيب وروعة الصياغة المستعملة في النثر.
5- اندماج النمط النثريّ مع الطبع البدوي الخالي من التصنع.
أسباب قلة النثر الجاهلي
لم نشاهد من النثر القديم إلا القليل ولهذا الأمر أسباب عديدة ومن هذه الأسباب نذكر ما يلي:
1- سلاسة حفظ الشعر أكثر من النثر، وذلك لوجود القافية المتواجدة بالشعر.
2- اهتمام القبيلة بالشّاعر بسبب دفاعه عنهم والفخر بهم أكثر من الناثر.
3- صعوبة الطرق المستعملة في المواضيع الأدبيّة بجميع أشكالها.
أنواع النثر الأدبي الجاهلي
1- الخطابة: نوع من أشكال الأدب الجاهلي حيث برع فيه أهل المشرق وهي كلام نثري شفهي تعد للمناسبات مثل الحرب لبث الحماس في نفوس المقاتلين وكذلك تلقى في الأفراح والأتراح.
2- القصص: كان الراوي يستمد قصصهِ من الأخبار والأحاديث وكذلك من الأساطير ، وكان يبهر المتلقين بما يضيفه من خياله فيحزنهُم مرة ويفرحهم مرة.
3- الأمثال: تعد أبداع نثري وصل للبشر كما هو دون تبديل أو زيادة ومن مميزاته التركيز والإيجاز بالإضافة لسهولة الحفظ وشاع بين الأشخاص ويقال في المناسبات.
نموذج على النثر الجاهلي
خطبة أكثم بن صيفي في عزاء عمرو بن هند بشقيقه
“إِنَّ أَهْلَ هَذِهِ الدَّارِ سَفْرٌ، لا يَحُلُّونَ عَقْدَ الرِّحَالِ إِلا في غَيْرِهَا، وَقَدْ أَتَاكَ مَا لَيْسَ بِمَرْدُودٍ عَنْكَ، وَارْتَحَلَ عَنْكَ مَا لَيْسَ بِرَاجِعٍ إِلَيْكَ، وَأَقَامَ مَعَكَ مَنْ سَيَظْعَنُ عَنْكَ وَيَدَعُكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الدُّنْيَا ثَلاثَةُ أَيَّامٍ: فَأَمْسِ عِظَةٌ وَشَاهِدُ عَدْلٍ فَجَعَكَ بِنَفْسِهِ، وَأَبْقَى لَكَ وَعَلَيْكَ حِكْمَتَهُ، وَاليَوْمَ غَنِيْمَةٌ”.