خصوصيات الترجمة الأدبية

اقرأ في هذا المقال


تنبع أهميّة الترجمة الأدبية من كونها أداة الوصل الأساسية بين دول العالم؛ فمن خلالها بعض الدول أن تتقدّم وتتطوّر، ومن دون اللجوء للترجمة فإن العالم لا يستطيع مواكبة أي تطوّرات قد يكون بحاجة إليها، سنتحدّث في هذا المقال عن بعض خصوصيات الترجمة الأدبية، ويقصد بهذا المصطلح بعض النقاط التي تختص فقط بالترجمة الأدبية.

ما هي خصوصيات الترجمة الأدبية

  • أوّلاً غرابة التراكيب اللغوية، تعتبر النصوص الأدبية ذات تراكيب لغوية تختلف تماماً عن التراكيب اللغوية المستخدمة في النصوص العامّة، فالنثر له أسلوبه الخاص، والشعر لديه تراكيب لغوية وقواعد نحوية وصور شعري خاصّة به أيضاً، ولكن الأمر الغريب هو أن ترجمة النصوص الأدبية لا تقتضي من المترجم الأدبي التركيز على سلامة القواعد النحوية والتراكيب اللغوية فقط، بل هي تقتضي منه مراعاة التكسير في اللغة. والمقصود بذلك هو قدرة المترجم على خرق بعض القواعد في اللغة؛ وذلك من أجل الحفاظ على سلامة التراكيب ونقل المعنى العام للنص.
  • عندما يريد المترجم نقل بعض الصور الأدبية من لغة إلى لغة أخرى؛ فإنّ هنالك بعض التغييرات التي يضطّر المترجم عملها تدفعه لعمل تغيير أو تعديل بسيط على هذه الصور؛ والسبب في ذلك هو بعض الاختلافات في الثقافات أو في العادات والتقاليد، ممّا يضطرّه لاستخدام صور بديلة مشابهة للصور الأصلية في المعنى، ولكن مع محاولة الحفاظ على عدم إظهار هذا التعديل، وهذا ما يسمّيه بعض الأدباء بالخيانة اللغوية.
  • من خصوصيات الترجمة الأدبية هو عدم إمكانية الالتزام بالإيقاع الموسيقي بالنص، والمقصود بذلك هو ترجمة النصوص الشعرية، وهنا أيضاً يضطرّ المترجمون إلى اللجوء للخيانة اللغوية بخسارة بعض الدلالات اللغوية المستخدمة في النص الشعري الأصلي، وفي كثير من الأحيان يضطّر المترجم لاستخدام إيقاع موسيقي مرتجل في النص الشعري المترجم.

وبذلك يقع على عاتق المترجم الأدبي مسؤولية كبيرة في أن يفرض نفسه في مجال ترجمة النصوص الأدبية، ومحاولة إقناع القارئ بمماثلتها للنصوص الأصلية، بالإضافة لإثارة اهتمام أكبر عدد من القرّاء وجذبهم للتعرّف على هذه الأعمال الأدبية المترجمة؛ فلولا تدخّل المترجم الأدبي في معرفة التعامل مع هذه الخصوصيات، لما استطاع أن يقدّم نتاج أدبي ناجح.

المصدر: فن الترجمة الأدبية/محمد عبد اللطيف/1989الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق/محمد محمد/1997دليل المترجمة الأدبي/ماجد سليمان/2002الترجمة الأدبية حلول ومشاكل/أنعام،بيوض/2002


شارك المقالة: