دارِهم ما دمت في دارَهم- When in rome do as the romans do

اقرأ في هذا المقال


في الغالب عنما يتضمن المثل ركنين أو كلمتين اثنتين فقط، يعرف هذا في اللغة: بالتجنيس وهو يعني التشابه في لفظين على الرغم من الاختلاف في المعنى.

مضمون مثل “دارِهم ما دمت في دارَهم”:

من الآداب العظيمة بين الناس هو التودد، فهو مطلب مستحسن في الطبع والشرع، أما النفاق؛ فهو إظهار الحسن واخفاء الشر، وذلك من أجل الإيقاع بالشر المضمر داخل الشخص، ولكن الشخص الذي يقوم باظهار جميل، وقابل الآخر بالحسنى؛ من أجل الإصلاح فإنه ليس بمنافق لأنه يريد من هذا الفعل عدة أمور وهي: إبعاد الشر، وإطفاء نار الحقد، وإبعاد العداوة وإنماء الود وإصلاح العقائد بين الناس، فيكون بذلك طالب للود ويريد اكتساب الرجال.

وقد ضرب هذا المثل، في مداراة الضيف ومداهنته؛ لأنه عادة الضيف عنما يخرج من عند المضيف أن يتكلم عن حسن الضيافة والاستقبال والاهتمام، وهو من الأمثال العربية الشهيرة والفصيحة التي تداولت على لسان العرب فقالوها على طريقتهم الخاصة، وكما ضرب ضمن مبادىْ السلوكيات التي يتبعها العرب قديماً في احترام الضيف، وهو ما كان يعتمد على أساس أن لا يقوم الضيف بالتنقيص من قيمة المضيف.

لا يجوز للضيف التشهير بالمضيف أما الناس عامة، والتحدث عن مناقصه إن وجد تقصير من المضيف، فكان يقابل هذا التصرف دائماً القول الشهير “لا ينتصف حليم من جهول”، كما اتصف هذا المثل بالبلاغة في التجانس؛ فكان يقصد في كلمة دارِهم الأولى: المداراة والتودد وحسن احترام المجالس وأصحابها، ودارَهم الكلمة الثانية: يقصد بها الديار التي كان يسكن فيها العرب قديماً.

قصة مثل “دارِهم ما دمت في دارَهم”:

يحكى في قديم الزمان أنه كان هناك شخص يدعى ابن شرف القيرواني الأندلسي قام باستنهاض شخص آخر يدعى ابن رشيق؛ حتى يقنعه في دخول الأندلس، وحينها كان ابن رشيق متردد، فقال شعراً يرد به على ابن شرف:

مما يزهدني في أرض الأندلس … أسماء مقتدر فيها ومعتصد

ألقاب مملكة في غير موقعها … كالهر يحكي انتفاخاً صورة الأسد.

فقام ابن شرف بالرد الفوري عليه بنفس الطريقة الشعر أيضاً حيث قال له:

إن ترمك الغربة في معشر … قد جُبل الطبع على بغضهم

فدارِهم ما دمت في دارَهم … وأرضهم ما دمت في أرضهم.


شارك المقالة: