من منا لا يعرف جحا المضحك، ومن منا لا يخطر بذهنه طرائفه الذكية والمضحكة عند سماع اسمه، فهي اشتهرت على مر التاريخ، ولا زالت تروى إلى الآن، وهنالك الكثير من الكتب التي تتحدّث عنها وسنحكي في هذا المقال بعض المقتطفات من النوادر الشهيرة التي ذكرتها الكتب.
بعض نوادر جحا الذكية المضحكة:
جحا الفيلسوف:
جاء عالم مشهور في مرة من المرات إلى السلطان، وكان معروف بذكائه الخارق فطلب من السلطان أن يقوم بعمل تحدي وأن يحضر له أي شخص يتحدّاه، أول من خطر بذهن السلطان هو جحا فاستدعاه، وقال السلطان له: هيا يا جحا أجب العالم عما يريد، رسم هذا العالم دائرة وبقي واقفاً ينتظر جحا ماذا سيصنع، جاء جحا وقسم الدائرة بعصاه شطرين ثم قام بتقسيمها إلى أربعة أشار بثلاثة من جهته وواحدة من جهة العالم، ضحك العالم وقال للسلطان: هذا الرجل ذكي فأنا أعطيته الدائرة كناية عن الكرة الأرضية وقام بتصديقي وقسمها لشطرين، ثم قسمها لأربع لأن ثلاثة أرباع الكرة الأرضية يابسة والربع الباقي ماء.
جحا والحلوى:
دخل جحا مرة لمحل يبيع حلويات وفطائر، فطلب من البائع أن يعطيه قطعة من الحلوى ليأكلها، وعندما أكلها لم تعجبه فطلب من البائع أن يستبدلها بقطعة من الفطائر، أخذ جحا الفطيرة وانصرف من دون أن يدفع ثمنها، فناداه البائع وقال له: لم تدفع لي ثمن الفطيرة يا جحا، قال له: ولكنّني أعطيتك الحلوى بدلاً منها، قال له البائع: أنت لم تدفع ثمن الحلوى قط، فأجابه: وهل أكلت الحلوى حتّى أدفع ثمنها.
جحا قتل الإمام:
شعر جحا يوماً أن الأئمة في المساجد يلقون الخطب التي لا تناسب واقع الناس ولا تحاكي مشاكلهم، فقتل إمام في مرة ورماه في البئر، ولكن أمّه أرادت إنقاذه من العقاب فأخذت جثة الإمام ووضعت مكانها جثة تيس، ولما بدأت الشرطة التحقيق في الجريمة اعترف لهم جحا بكل صدق، فذهبوا للبئر ليروا الجثة، وعندما وجدوا التيس قال جحا: يا سيدي اللحية هي نفس هذه اللحية، ولكن القرون من أين أتت!.
جحا والمفتاح:
كان جحا في مرة من المرات يسير ويقف وكأنّه يبحث عن شيء ما، فجاء رجل وسأله عمّا يبحث قال له جحا: أنا قد أضعت مفتاح منزلي وقد وقع مني في المنزل وأتيت هنا لكي أبحث عنه، فقال له الرجل: ولماذا أتيت لتبحث عنه هنا بحق السماء لما لا تبحث عنه في المنزل؟ قال له جحا: ولكن هنا النور أكثر!.
حمار جحا والماء:
كان جحا يسير مع حماره في مرة من المرات وكان يحمل على ظهرة كيساً من الملح، عبر الحمار طريق النهر وعندها ذاب الملح ففرح الحمار بأن الحمل قد خف عنه، وفي اليوم التالي حمل جحا على ظهر حماره الصوف وعندما سار الحمار بجانب النهر وقع وابتل الصوف فزاد الحمل عليه وكاد أن يغرق فقال له جحا: هذا درس لك لكي تتعلّم أن مرورك بجانب الماء لا يجعلك تكسب دائماً.
جحا القاضي:
جاء رجل تخاصم مع أخ له إلى جحا في مرة من المرات لكي يحكم له، فقص الرجل الحكاية وكان جحا يجلس بجانب زوجته، فقال جحا له: أنت على حق وأخوك مخطئ، فرح الرجل وذهب سعيداً بحكم جحا وفرحت زوجته بحكمه كذلك، وفي اليوم التالي جاء الأخ الآخر فقص حكايته على جحا فقال له: أنت على حق وأخوك مخطئ فانصرف سعيداً، غضبت زوجة جحا وقالت له: كيف تقول لكل منهما أنّه على حق فهذا غير معقول؟ قال لها جحا: لا تغضبي يا زوجتي العزيزة أنا مخطئ وأنتِ على حق.