رثاء النفس في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


مرَّ الكثير من الشعراء الجاهليين بأحداثٍ دفعتهم إلى رثاء أنفسهم جراء الشعور بدنو الأجل فجادت قرائحهم بأصدق المقطوعات التي تعبر عن القلق المستمر تجاه المصير الغامض وحقيقة الموت.

عناوين شعر رثاء النفس في العصر الجاهلي

1- التأسف على الشباب: تمكن نخبة من أدباء الجاهلية من تخليد مآثرهم في سجلات المشاهير بما تفردوا به في قبائلهم من بسالة وشجاعة، وعاشوا طويلاً ووصلوا لمرحلة التقدم في السن ووجدوا أنفسهم ضعفاء بعد انقضاء أيام الشباب التي تحسروا عليها وبكوها ورثوا شبابهم الذي انقضى ومنهم الأسود بن يعفر الذي نظم:

ولقد لهوت وللشباب لذاذةٌ

بسلافةٍ مُزجت بماء غوادي

2- الهروب من الدنيا: رغم تعلقهم بالحياة وملذاتها إلى أن يضيقون منها عندما تداهمهم الصعاب ولا يتمكنوا من مواجهتها والانتصار عليها فلا يجدون مهربًا إلا بالتذمر والذم وعن هذا يتحدث عمرو بن قميئة: 

رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى

فكيف بمن يُرمَى وليس برام

3- الاغتراب الزماني: والمراد به حياة الشخص في عصر مختلف عما اعتادت في السابق وهذا النوع من الغربة يشعر بها من تقدم بالعمر كثيرًا فيعاصر أجيال مختلفة لها أعرافها وعاداتها المغايرة لما اعتاد عليه، ومن الأدباء الذين نظموا في هذا الموضوع زهير بن جناب الكلبي حيث ردد:

لقد عُمّرتُ حتى لا أبالي

أحتفي في صباحي أم مسائي

وحُقَّ لمن أتت مئتان عامًا

عليه أن يملَّ من الثواء

4- الاغتراب المكاني: تعلق البشر بالبيئة التي نشأوا فيها واحتل الحنين إلى المكان مكانة بارزة في مقطوعاتِهم، وازداد الشعور بالموت عند الابتعاد عن الديار وعن هذا يتكلم امرؤ القيس ويقول:

ولو أني هلكت بدار قومي

لقلت الموت حقٌ لا خلودا

ولكني هلكت بأرض قومٍ

يعيد من دياركم بعيدا

5- الإحساس بقرب الأجل: الموت ظاهرة محتومة على الإنسان لا يملك مهربًا منه مهما حاول جاهدًا من الخلود ومثال على هذا ما نظمه صخر بن عمرو وقت احتضاره:

أرى أم صخر لا تملُّ عيادتي

وملَّت سُليمى مضجعي ومكاني

فأي امرئ ساوى بأم حليلةً

فلا عاش إلا في شقا وهوان


شارك المقالة: