رمتني بدائها وانسلت

اقرأ في هذا المقال


يتداول الناس الأمثال وتتناقلها ألسنتهم، غير أنه في الأغلب تدور على ألسنة النساء بشكل أكبر من الرجال، فغالبيّة الأمثال تتحدّث عن المواقف التي تحدث مع النسوة فيما بينهن، فمنها ما يتحدّث عن قصّة تعدد الزوجات وما يحدث بينهنّ من خلافات قد تكون فكاهيّة في بعض الأحيان.

فيمَ يُضرب مثل “رمتني بدائها وانسّلت”؟

مثل “رمتني بدائها وانسلت”، معناه عيرتني بما فيها من عيوب ثم مضت، أو اتهمتني بما هو فيها وغادرت، ومثل “رمتني بدائها وانسلت” مثل من بين الأمثال الشعبية المشهورة، ويتم تناقل المثل عند العرب للرد على الشخص الذي يحاول أن ينسب أي عيب فيه إلى شخص آخر، وهذا العيب موجود في قائله، وقصة هذا المثل تعود إلى امرأة قالته للرد على ضرتها عندما حاولت رميها بعيب فيها انتصارًا منها لنفسها، ورد الكيد والعداء على صاحبه، وهذا المثل ذو أصل عربي، وله قصة طريفة حدثت، وهي ذات مغزى.

قصة مثل “رمتني بدائها وانسلّت”:


يُروى أنه كان هناك رجلًا يدعى “سعد بن مناة”، كان متزوجًا من أكثر من امرأة، وذات مرة شاهد فتاة شديدة الجمال؛ فأعجب بها وأراد أن يتزوجها، وبالفعل تقدم لخطبتها والزواج منها، وكانت هذه الفتاة تدعى رهم بنت الخزرج، فلما تزوجها سعد، أنجبت لها ولدًا سماه مالكًا، الأمر الذي زاد من غيرة زوجات سعد، وصرن يكلن لها الشتائم والسباب، حتى إنهن كُنّ يقلنّ لها: يا عفلاء، والعفل هو شيء يصيب المرأة بعد الولادة، وتعاب به النساء، فكانت تبكي من وقع الوصف عليها، وكانت رهم شديدة الحزن مما يُطلَق عليها، فكانت تبكي كلّما نادينها بذلك الاسم، وفي أحد الأيام شكت رهم همّها لأمّها، وحدّثتها عمّا يقلنَه زوجاتُ زوجها لها، وتشتكي لها من أمر ضرائرها، وسبابهنّ لها.
أشارت الأم على ابنتها رهم أن تبدأ هي بمسبتهنّ في حال اشتبكن معها، وبالفعل مع أول اشتباك حدث مع إحداهن، بادرت رهم ضرتها بالقول: يا عفلاء، وبدلًا من أن تغتاظ الضرة أو تبكي كما كانت تفعل رهم، أخذت تضحك، وتقول: “رمتني بدائها وانسلت”، أي سبتني بما فيها وليس فيّ، أعابتني بما فيها وجعلته فيّ، وأصبح ذلك المثل يُطلق على أولئك الذين يقذفون النّاس بما ليس فيهم، ويتهمونهم بأشياءَ ليست فيهم بل بأنفسهم؛ كالسارق الذي يتّهم غيره بالسّرقة، والكاذب الذي يتّهم غيره بالكذب، ومنذ ذلك اليوم تداول الناس ذلك المثل.


شارك المقالة: