يُعتبر المؤلف والأديب نيل جايمان وهو من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من الكُتاب الذين برزوا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، حيث صدر عنه العديد من القصص القصيرة والروايات، وقد لاقت مؤلفاته الأدبية انتشاراً واسعاً حول العالم؛ وذلك لأنه طغى عليها أسلوب الخيال العلمي، ومن أبرز الروايات التي اشتهر بها هي آلهة أمريكية التي نُشرت سنة 2001م، والتي تم تجسيدها في العديد من المرات إلى أفلام سينمائية، كما تمت ترجمة الرواية إلى الغالبية لعظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.
رواية آلهة أمريكية
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد الأشخاص والذي يدعى شادو، حيث أن ذلك الرجل تم إلقاء القبض عليه في وقت سابق، وقد قضى مدة لا بأس بها في السجن، وفي أحد الأيام كانت قد تعرضت زوجته التي تدعى لورا مع إحدى صديقاتها المقربات والتي تدعى إلى حادث سير مروري، حيث أن كل منهما قد لقيت حتفها في ذلك الحادث المؤسف، وعلى أثر ذلك تم الإعفاء عن شادو وإطلاق سراحه من السجن، وبعد خروج شادو من السجن حاول أن يبحث عن عمل يحصل منه على قوت يومه.
وبالفعل لم تمر فترة قصيرة حتى حصل شادو على عمل كحارس شخصي لإحدى الشخصيات التي تملك مكانة في المجتمع، ولكن تلك الشخصية كانت تعود لرجل يتصف بالخداع والمكر والغموض ويدعى وينزداي، وفي أحد الأيام يسافر شادو مع وينزداي إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة؛ وذلك من أجل زيارة أحد الشخصيات التي تربطه علاقة وثيقة مع السيد وينزداي، وفي تلك الزيارة يدرك شادو أن السيّد وينزداي ما هو إلا عبارة عن تجسيد للديانة المتبعة آنذاك.
وفي أحد الأيام اكتشف شادو أمور غريبة حول وينزداي، حيث أنه يعمل بتشغيل الآلهة القديمة والتي كان يرى من وجهة نظره أنه قد ضعفت قوتها مع مرور الوقت بسبب تناقص عدد المؤمنين بها في ذلك الوقت؛ حيث أنه قد لجأ إلى ذلك بسبب المعركة الكبيرة التي قد حدثت بين الألهتين القديمة والجديدة.
ومع مرور الأيام وأثناء تلك الزيارة للولايات المتحدة التقى شادو مع أحد العفاريت الموجودة هناك ويدعى ماد، حيث حدثت بينهم مشاجرة وفاز شادو على ماد، وعلى أثر ذلك يقوم ماد بتقديم هدية إلى شادو، وقد كانت تلك الهدية عبارة عن عملة ذهبية تتميز بسحر خاص، وفي أحد الأيام عاد شادو إلى المكان الذي تم دفن زوجته به في السابق، وهنا يحاول أن يقوم بتجربة العملة الذهبية، وبالفعل قام برميها على قبر زوجته، فاندهش أن الحياة قد عادت لزوجته، ولكن لم يكن ذلك على الشكل ذاته التي كانت عليه قبل وفاتها، إذ أن هذه المرة قد عادت بشكل جزئي لأفعى.
وفي أحد الأيام تقوم الآلهة الجديد بالتخطيط من أجل العمل على خطف شادو، وفي تلك الأثناء تستعين بمجموعة من الرجال الذين يرتدون زي موحد، وتعين عليهم مسؤول عن تلك العملية ويدعى السيد وورلد، وبالفعل تمت العملية بنجاح، إلى أن ما تفاجأ به وورلد أن هناك من يحاول إنقاذ شادو من بين أيديهم، وقد كانت ذلك الشخص هو زوجته لورا بصورتها الجديدة، وهنا تمكنت لورا من قتل مجموعة من الرجال وتنجح في تخليص شادو من بين أيديهم.
وفي ذلك الوقت يحاول وينزداي بالعمل على إخفاء شادو عن أنظار الآلهة الموجودة هناك، ومن هناك سرعان ما يذهب به إلى إحدى الولايات التي تعرف باسم ولاية إيلينوي، ومن ثم ينطلق من هناك إلى منطقة البحيرات الكبرى، لكن جماعة الرجال أصحاب البدلات السوداء يستمرون في تتبع شادو؛ وذلك لأن السيد وورلد كان يعتقد بأن شادو هو من تسبب في موت أفراد جماعته.
وفي ذلك الوقت تقوم الآلهة الجديدة على محاولة للاستمرار في التعاون والتفاهم مع وينزداي، لكن لم تقوى على تلك الاستمرارية، إذ سرعان ما تقدم على قتله ومن هنا تشعر الآلهة القديمة بالغضب الشديد وتحرص على مواجهة الآلهة الحديثة ضمن إحدى المعارك، وفي تلك اللحظة كان شادو يحاول بشتى السبل المحافظة على الشموع التي كانت خاصة بوينزداي، حيث كان شادو يعتبرها أنها جزء لا يتجزأ من عقد العمل الذي وقعه مع بوينزادي، كما كان له هدف آخر من هذه الشموع ألا وهو حماية الجزء الخاص بالدين في شجرة العالم.
وفي أحد الأيام يعزم شادو على زيارة الآلهة حيث كان في تلك اللحظة يقف أمام شجرة العالم، ومن هنا يبدأ يخرج ما بداخله من مشاعر بائسة ويائسة، حيث كان في ذلك الوقت يشعر بالإحباط من وضعه والحال التي يعيشها، وأنه يبقى مثل الطير ينتقل من مكان لآخر، وهنا توفي شادو، إذ يبدأ بزيارته إلى عالم الأموات، وكعقاب لاستيائه من الحياة التي كان يعيشها حكم عليه أن يتلقى عقاب على يد أنوبيس وهو كان يعتبر آلة الموت في الزمن القديم، وهنا اكتشف شادو أنه ابن كبير الآلهة، وأن كل ما حصل معه هو حبكة وضعتها الآلهة القديمة، في هذا الوقت يصل أحد أصحاب البدلات السوداء والذي يدعى تاون إلى شجرة العالم، وهنا يأمره وورلد أن يقوم بقطع أحد أفرعها.
وهنا يقوم أحد الآلهة بإقناع آلهة أخرى ذات مقدرة على إعادة شادو إلى الحياة من جديد، وعند عودة شادو يكتشف أن جميع الأحداث التي حصلت معه ما هي إلى مجرد خدعة محبوكة بشكل جيد من قِبل إله الشر وإله الحكمة والمعرفة، إذ هم من خطط لولادته ودبروا الحادث لزوجته، كما تتضمن الخطة لتلك الالهتين أن تقوم معركة بين الآلهة الجديدة والقديمة بمثابة تضحية لوالده؛ وذلك من أجل أن يتمكن أن يستعيد القوة التي كان يتمتع بها من جديد، في حين أن إلاه الشر سوف يحصل على الفوضى التي تسببها المعركة ويتغذى عليها ويستمد قوته منها.
وفي ذلك الوقت تعزم لورا على السفر إلى مدينة روك سيتي، وهناك تلتقي مع تاون وحينما تكشف حقيقته تقوم بقتله وسرقة فرع شجرة العالم منه، وعند مقابلتها لوكي سرعان ما تقوم موته والتخلص منه، وقد استخدمت فرع الشجرة الذي تحول إلى رمح.
وفي تلك الأثناء يصل شادو إلى ذات المدينة ويصل إلى أرض المعركة، وهناك يواجه طرفا المعركة بأنهم لا يمكنهم أن يكسبوا شيء من هذه المعركة؛ وذلك لأن الولايات المتّحدة ليست البيئة المناسبة للآلهة، وفي تلك الأثناء يطلب منهم شادو الرجوع كل منهم إلى عالمه الخاص، وهنا يغادر الشبح وفي النهاية تطلب لورا من شادو أن يقوم بأخذ القطعة النقدية السحرية؛ وذلك لأنها أرادت أن تعود إلى قبرها.
