الكاتب والمبدع الأمريكي ستيفن كينغ من رواد الأدب على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية والعالم أجمع، وقد تم تصنيف أعماله الأدبية أنها تقع ضمن تصنيف روايات أدب الرعب، وقد حصل على العديد من الجوائز العالمية كتكريم له على أعماله الأدبية، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية أنحف، وقد كانت آخر رواية تم نشرها تحت الاسم المستعار له وهو ريتشارد باكمان، حيث جسدت إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على نشر الرواية سنة 1984م.
رواية أنحف
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية وهو رجل يدعى بيلي، كان بيلي يعمل في مهنة المحاماة وشخص مفرط جسده في البدانة والسمنة إلى حد كبير وموحش، بالإضافة إلى أنه كان رجل يمتلك شخصية متكبرة ومتعجرفة ومتغطرسة للغاية، كان مكان إقامته في ولاية كونيتيكت، وفي أحد الأيام كان قد خاض في إحدى الدعوات القضائية التي أشعرته بالألم؛ وقد كان ذلك جراء إحدى التهم التي وجهت إليه، وهي جريمة القتل غير العمد أثناء قيادته إلى سيارته الخاصة، حيث أنه بينما كان يقود السيارة برفقة زوجته التي تدعى هيدي ويسير في طرقات البلدة، كان يدور بينه وبين زوجته نقاش حاد جداً، مما تسبب في تشتت انتباهه وتفكيره، إلى أن قاده ذلك الأمر إلى دهس إحدى النساء.
وقد كانت تلك السيدة في مرحلة متأخرة من العمر، كما أنها كانت تنتمي إلى قبائل الغجر، وتلك القبيلة كانت من القبائل المتنقلة من مكان إلى آخر، حيث أنه في البداية يتم رفض القضية بينما كانت ما زالت في مراحلها الأولية، وقد كان ذلك بفضل القاضي ورئيس الشرطة، حيث أنهما كلاهما كانا من أهم الأصدقاء المقربين إلى المحامي بيلي، وعلى الرغم من ذلك وبينما كان يغادر بيلي قاعة المحكمة، يتعرض للضرب من قِبل والد المرأة العجوز والذي كان أكبر منه في السن ويدعى تادوز على وجهه ويهمس له بكلمة واحدة في إذنه، حيث قال له: أنحف، وحينما سمع بيلي تلك الكلمة ينذهل من الرجل العجوز وسلوكه معه.
وفي ذلك الوقت بدأ بيلي بفقدان الوزن من خلال وتيرة متسارعة ومستمرة، وقد كان دون أن يبذل أي مجهود منه على الاطلاق، وسرعان ما أدرك بيلي أن تادوز كان قد أحاط به في لعنة، وفي تلك الأثناء يصل إلى مسامع بيلي أن القاضي الذي أصدر الحكم غير العادل في القضية أنه قد حلّت عليه لعنة الرجل العجوز الغجري كذلك، حيث أنه تسببت تلك اللعنة بنمو الحراشف على كامل جلده، كما أن اللعنة قد حلت برئيس شرطة البلدة.
والذي بدوره كان قد ساهم إلى حد كبير في تخفيف التهم التي تم توجيهها إلى بيلي، إذ أصبح صاحب أكثر منظر مرعب، فقد طغى على كافة أجزاء جسده حبوب كبيرة، وتبقى تلك اللعنة تسير خلف القاضي ورئيس الشرطة إلى أن أوصلت بهم إلى الدخول في حالة من الاكتئاب واليأس والإحباط، مما دفعهم في نهاية الأمر إلى الانتحار، ويوماً بعد يوم بقي بيلي يتأثر بتلك اللعنة، ويستمر في خسارة الأرطال من وزنه، على الرغم من محاولاته المستمرة والمكثفة في اتخام نفسه من خلال تناول وجبات طعام متزايدة وكبيرة، إلا أنه تبين أنه لا فائدة من ذلك.
ومن خلال مساعدة مجموعة من المحققين الخاصين برئاسة رجل يدعى ريتشي، وهو أحد العملاء السابقين والذين كان لهم علاقة وصلة مع الجريمة المنظمة، حاول بيلي والذي أصبح صاحب الجسد الهزيل في ذلك الوقت العزم على تتبع الفرقة الغجرية التي كانت تنتمي إليها تلك السيدة التي دهسها في السابق، والتي كانت تتواجد في الجهة الشمالية من البلاد، حيث كان على طول الساحل الذي يصل من نيو إنجلاند حتى ولاية مين، وفي ذلك الوقت قابل بيلي يادوز في المخيم المخصص لهم، وهنا حاول بعد الكثير من الترجي أن يقوم بإقناعه أن يهم برفع اللعنة عنه.
لكن يادوز قابل طلبه بالرفض المطلق على القيام بهذا، إذ أبدا إصراره على أن العدالة ينبغي أن تأخذ مجراها على بيلي، وهنا قام يادوز بطرد بيلي خارج المعسكر الغجري الخاص بهم، لكن ذلك الأمر لم يكن قبل أن ترميه فتاة تدعى جينا وقد كانت تلك الفتاة ابنة حفيد يادوز من خلال مجموعة من الكرات على يديه، وبعد أن يأس بيلي من محاولاته مع يادوز لجأ إلى السيد ريتشي وقد طلب منه أن يقوم بمساعدته إلى التخلص من تلك اللعنة، وأرسل طلبه إلى ريتشي من خلال قيامه بإرسال طبيبًا غوغائيًا من أجل تقديم العلاج إلى السيد ريتشي، بعد أن كان متعرض إلى وعكة صحية، ثم بعد ذلك قام ريتشي بتلبية طلبه بإرسال شخص غامض ومجهول حتى يدب الرهبة في قلوب الغجريين، وكان قد ذهب برفقته السيد ريتشي.
وبعد أن يتمكن ريتشي من السيطرة على معسكر الغجر، كان قد وافق يادوز على مشاهدة بيلي والقيام بإزالة اللعنة عنه، وفي ذلك الوقت أحضر يادوز معه فطيرة مصنوعة من الفراولة، وفي أثناء ذلك قام بجرح يد بيلي وقام بإضافة دم من يده المصابة، وقد أشار في ذلك الوقت إلى أن اللعنة سوف تنتقل إلى شخص آخر، ولكن ليس من الممكن إزالتها بأي طريقة على الاطلاق، ومن المحتمل أنه سوف يتوقف فقدان الوزن لفترة قصيرة ثم يعود بعد ذلك بوقت لاحق، إلا إذا تمكن أحد ما من أكل الفطيرة، والتي بدورها سوف تنقل إليه اللعنة.
وهذا الأمر كان قد سمح إلى بيلي من استعادة صحته، يتوسل يادوز إلى بيلي في أن يقوم بأكل الفطيرة بنفسه ويموت بشرف، لكن بيلي يرفض ذلك تماماً، ويقوم بأخذها إلى بيته، وفي تلك الأثناء عثر بيلي على يد ريتشي مقطوعة في سيارته، وبعد مرور لحظات سمع بيلي من خلال التقارير في نشرات الأخبار أنه تم العثور على ريتشي مقتولاً من خلال الرمي بالرصاص ومكتوب على جبينه بالدم كلمة خنزير.
وفي النهاية عاد بيلي إلى بيته ويعزم على تقديم الفطيرة إلى زوجته هيدي، حيث أنه كان يلقي اللوم عليها في مأزقه هذا، وفي صباح اليوم التالي وجد أن هيدي وابنته التي تدعى ليندا قد أكلتا من الفطيرة، وهنا أدرك أن كلتيهما قد حكم عليهما بالهلاك، وقام بقطع قطعة من الفطيرة لنفسه حتى يتمكن من الانضمام إليهما في ذلك الهلاك.