تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هاينريش بول، وتم العمل على نشرها عام 1951م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول الدمار التي تسببت به الحرب العالمية الثانية.
الشخصيات
- آدم فينهلس
- سوزان صاحبة الأراضي السلوفاكية القديمة
- إيلونا حبيبة آدم
- العقيد بريسن
- الرقيب ألويس شنايدر
- الملازم باور وه
- سزاركا من يحضر الخضار للمستشفى
- الجندي جريك
- الجندي فينك
- فيلسكت مسؤول معسكر
رواية أين كنت يا آدم
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية في تسعة فصول غير مترابطة إلى حد ما، ولكنها تشكل مجموعة من الانطباعات وترسم صورة مروعة للدمار الذي سببته الحرب، ويتم سرد قصص الشخصيات المختلفة الذين عبروا طريق ملازم أول ويدعى آدم فينهلس من رؤساء وجنود، وصاحبة الأراضي السلوفاكية القديمة التي شاهدت الألمان يتقدمون وشهدت انسحابهم، بالإضافة إلى اليهودي الكاثوليكي إيلونا، الذي ينتهي طريقه في معسكر اعتقال، في هذه الرواية هم جميعًا ضحايا لعملية لا تنتهي تدعى الحرب العالمية.
يُظهر الكاتب وحشية آلة الحرب البطيئة هذه، كما أنه عكس اليأس العام في اللغة والطبيعة، فالناس أصبحوا متعبون وعديمي اللون ومكسورون بعد سنوات من الدمار، يصبح الأكل والشرب معلومة مهمة في الأوصاف مثلها مثل وصف الطبيعة، التي يرمز فراغها إلى فراغ الروح البشرية.
على ما يبدو على الرغم من أحداث الحرب، فإن الشخصيات تبحث عن الحياة والحب، لكن الكاتب يخيب آمال كل أمل ويظهر عبثية الحياة البشرية في الحرب وقتل الرئيس آدم على يد شخص فاشل على عتبة منزل والديه، كما قتل إيلونا بوحشية بقذيفة ألمانية، وأصبح علم الاستسلام الأبيض كفنه.
بدأ الفصل الأول في الرواية بوصف الحالة المزاجية للجنود الذين هم على وشك خوض المعركة، وقد تم وصف الملازم آدم ومزاجه خلال المسيرة بتفصيل كبير، وحينما انتهت المعركة وجد الناجون أنفسهم في المستشفى، ومن بين الناجين كان عقيد، وعلى الرغم من إصابته، إلا أنه لم يبدي أن يشعر بالألم.
وفي الفصل الثاني يتم الحديث به من وجهة نظر العقيد المصاب ويدعى بريسن، حيث أنه خلال إقامته في المستشفى يستطرد تلك الذكريات وينظر إلى الصور المعلقة على الجدران.
وفي الفصل الثالث ظهرت مجموعة من الشخصيات المركزية وهما من يدعى ألويس شنايدر ويحمل رتبة رقيب ومن يدعى باور وه من يحمل رتبة ملازم، وهما مصابان كذلك ويقيمان في المستشفى ومن خلال وجهة نظر الرقيب ألويس شنايدر يتم وصف الروتين اليومي في المستشفى على سبيل المثال رجل يدعى سزاركا وهو من يقوم بجلب الخضار والفواكه للمستشفى، وموعد حضوره كان منتظم، ومن ثم يتم الحديث من وجهة نظر الملازم باور وهو من تحولت حياته بعد حادث دراجة نارية إلى تكرار كلمة بيلجوغورش، إذ يقوم بتكرار تلك الكلمة كل 50 ثانية، كما أنه على الرغم من تعرضه للإصابة، إلا أنه في القريب سوف يخضع لمحاكمة حرب بتهمة التشويه الذاتي لعدم ارتدائه خوذته أثناء القيادة.
ومن ذلك المستشفى الذي يتواجد فيه الجميع كان العدو يقترب بسرعة، إذ بعد فترة وجيزة أصبحت الدبابات الروسية تقف أمام المستشفى، وأول ما وصلت تلك الدبابات خرج الرقيب ألويس شنايدر ورفع علمًا أبيض عليه الصليب الأحمر واقترب ببطء من الدبابات، وخلال سيره أمام الدبابات داس عن طريق الخطأ على عطل كان موجودًا لفترة طويلة في ساحة المستشفى، وفي تلك اللحظة أخطأ الجنود الروس في التفجير برصاصة، مما جعل تلك الدبابات تطلق النار على المستشفى بأكمله، وفي وقت لاحق فقط أدركوا الجنود الروس أنه لم يتم إطلاق رصاصة واحدة من الجانب الآخر.
وفي الفصل الرابع تم التطرق للحديث عن شخصية جندي يدعى جريك، حيث يتم وصف مخاوفه وأفكاره بدقة وصولاً إلى أدق التفاصيل، يتمركز جريك في ذات المستشفى الذي يقيم به الملازم آدم، ولكن جريك لم يمكث طويلاً في المستشفى إذ غادر في إجازة إلى بلدة قريبة، وفي تلك البلدة قام ببيع سرواله لرجل من أصول يهودية وخشى أن يتم إلقاء القبض عليه بسبب ذلك؛ وذلك من هناك غادر إلى أحد المخيمات.
وفي الفصل الخامس يتم الحديث عن الملازم آدم من جديد، حيث أنه وقع في حب فتاة تدعى إيلونا، وهي معلمة من أصول يهودية، ولكنهما لا يتمكنا من البقاء سوياً؛ وذلك لأن آدم قد تلقى أوامر بالانضمام إلى مسيره، كما أن إيلونا كانت ترغب في اللحاق بعائلتها والتي تقيم في الحي اليهودي، وأصرت على رؤيتهم مرة أخرى مهما كلفها الأمر، وهذا ما جعلهما ينفصلان دون تبادل العناوين، وهنا نقلت آدم عربة أثاث ذات لون أحمر، ومن المفروض أن تنقله تلك العربة مع جنود آخرين إلى المقدمة.
وفي الفصل السادس سقط عربة الأثاث الحمراء وكل من الملازم آدم وجريك وجندي يدعى فينك ومجموعة من الجنود الآخرين في إحدى القرى لخوض معركة هناك، وعلى إثر تلك المعركة توفي فينك، بينما جريك والذي كان يعمل كطبيب يعاني من آلام شديدة بسبب مرض في معدته، ومع ذلك فإنه يشعر بالارتياح عندما توفي تحت سقف حظيرة أصيب بقذيفة وانهيار.
وفي الفصل السابع تم ترحيل إيلونا إلى أحد معسكرات الاعتقال مع مجموعة من اليهود الآخرين في عربة أثاث ذات لون أخضر، وفي ذلك المعسكر كان من يدعى فيلسكت هو المسؤول هناك، وهو ما يمتلك شخصية عنصرية، وأكثر ما يعشق شيئين: وهما فكرة العِرق والجوقة المختلطة، وعند وصولهم إلى المعسكر يتم فرز السجناء وفقًا لقدرتهم على الغناء، وبناءً على ذلك يتم تعيينهم في جوقة المعسكر أو يتم قتلهم على الفور، يتعين على إيلونا أيضًا أن تختبر وتغني أغنية كاثوليكية باللغة اللاتينية، لم يستوعب فليسكت تحمل فكرة أن فتاة اليهودية يمكن أن تكون كاثوليكية، ويمكن أن تغني بشكل جيد، كما أنه لا يبدو أن مظهرها يتناسب مع الأيديولوجية العرقية.
وفي الفصل الثامن يتم عرض عبث الحرب بشكل أوضح، يتم نقل الملازم آدم إلى جمهورية سلوفاكيا، وعلى وجه التحديد إلى تلك الحدود التي تفصلها مع بولندا؛ ذلك من أجل المساعدة كمهندس معماري في بناء جسر سبق أن نسفه الثوار، وهناك ظهرت شخصية سيدة تدعى سوزان وهي ما تقيم في نزل قريب من الجسر، كانت في كل يوم تقوم بمراقبة الجنود وأدركت أنهم لا يفعلون أي شيء بنّاء طوال اليوم ويحصلون على ثروة من ذلك، فهم يعيدون بناء الجسر بجهد كبير وفي وقت قصير جدًا، ليجد نسفه مرة أخرى فور اكتماله لأن الروس يقتربون منه، وبهذا المثال صور الكاتب تلك الحرب على أنها تبدو سخيفة وغير مجدية في أبسط صورة، وللتأكد تمامًا من أن القارئ لا يجد أي فائدة في إعادة بناء الجسر وتفجيره.
وفي الفصل الأخير عاد الملازم آدم إلى مسقط رأسه، وحينما توقف للحظات عند فندق فينيك رأى العقيد الذي التقى به في الفصل الأول، لقد تم إلقاء القبض عليه من قبل القوات الأمريكية، وفي النهاية لاحظ الملازم أنه يبدو الآن أكثر سعادة وحيوية من ذي قبل، وأخيراً توفي الملازم على عتبة منزله بقذيفة مباشرة، وظهرت جثته وهي مغطاة بالعلم الأبيض في منزل طفولته.
الهبرة من الرواية هي أن الحرب لا يمكن أن تخرج من بلد دون أن تسبب كوارث عظيمة بها.