تُعتبر غايل فورمان وهي من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الروائيات اللواتي ظهرن في القرن العشرين، حيث أنه صدر عنها العديد من الروايات والقصص القصيرة، وقد كانت الغالبية العظمى من مؤلفاتها الأدبية تصنف ضمن أدب الأطفال، كما تم تجسيد الغالبية العظمى منها إلى أفلام رسوم متحركة خاصة بالأطفال، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية إذا بقيت، وقد تم العمل على إصدار لرواية في سنة 2009م.
نبذة عن الرواية
تناولت الرواية في مضمونها الحديث حول حياة إحدى الفتيات التي ما زالت في مقتبل العمر تدعى ميا هول، حيث أن تلك الفتاة قد تعرضت هي وأسرتها إلى حادث سير مفجع، وهذا الحادث قد أدى إلى وفاة أسرتها بالكامل، بينما هي قد دخلت في حالة غيبوبة، وفي أثناء فترة الغيبوبة تعيش ميا إحدى التجارب الحياة خارج جسدها، حيث أنه من خلال تلك التجربة كان بإمكانها رؤية كافة الأحداث التي تدور من حولها أثناء فترة تلقيها العلاجات في المستشفى، وذلك مثل قدوم أصدقائها وأقاربها لزيارتها فقد كانت تشعر بكل ما يدور حولها.
ومن هنا تبدأ أحداث الرواية بالتعاقب من خلال مجموعة من الذكريات التي تسيطر على ذاكرة ميا، إذ تتخبط داخلها الحيرة في اختياراتها، وذلك بأن تختار عالم الحياة وتكمل حياتها فيه، أو أنها تتبع عالم الذين فارقوا الحياة، ومن هنا كان عليها أن تتخذ قرار حاسم يحدد مصير حياتها، بحيث يكون ذلك القرار بناءً على العلاقات مع الأشخاص في الماضي، والتي كانت تربطها مع الناس من حولها، وفي تلك اللحظة كان لا يوجد أمامها سوى طريقين: إما البقاء مع جدها وجدتها وحبيبها آدم أو أن تقوم بالفرار والهروب من تذوق ألم الفقدان والاستمرار في الحياة بدونهما.
كما تناولت الرواية مواضيع عدة ومنها اتخاذ القرار والحياة والموت، بالإضافة إلى الحديث عن موضوع النضج، وقد دار حولها العديد من الآراء والنقاشات، حيث كانت في غالبيتها إيجابية في إشارة منهم إلى أنها استخدمت فيها شخصيات لها طابع سحري، وأن تلك الشخصيات أثارت لدى القراء الشعور بالحب والعاطفة تجاه العائلة والترابط في العلاقات خارج نطاق الأسرة.
كما أنها تدفع إلى إقناع القارئ أن القصة واقعية وحقيقة، وتقوده إلى مجموعة مختلفة من الاتجاهات المعاكسة، فهناك مرة تقود القارئ إلى الضحك، ومرة أخرى إلى البكاء، وكما أنه في مواقف كثيرة كانت تشده إلى التفكير في قوة الترابط بين أفراد العائلة الواحدة، كما يوجد بها الكثير من علامات الاستفهام في الإرادة والقوة الذاتية والعراك بينها وبين القدر.
رواية إذا بقيت
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول حادث سير كان قد حدث مع إحدى العائلات في أثناء فصل الشتاء، حيث أن تلك العائلة عزمت في أحد الأيام على الخروج في جولة صباحية، وفي ذلك اليوم كانت الأجواء عاصفة بالثلوج، ولكن من سوء حظ تلك العائلة أن رب الأسرة غير معتاد على السواقة في مثل تلك الأجواء الثلجية، وفي لحظة ما فقد الأب على السيطرة والتحكم في قيادة السيارة، مما تسبب في وقوع حادث سير مروع.
وحينما حضرت سيارات الإسعاف ونقلت الجثث كان هناك فتاة واحدة من بين أفراد الأسرة ما تزال على قيد الحياة وتدعى ميا، حيث أن تلك الفتاة كانت قد فقدت عائلتها بالكامل جراء الحادث، وفي تلك الأثناء وجدت نفسها بعيدة كل البعد عن جسدها، والذي كان في ذلك الوقت يوشك على الموت، وسرعان ما تم نقلها إلى المستشفى، وهنا كانت ميا تشاهد أقاربها وهم يهرعون من أجل الاطمئنان عليها، كما كان يتسابق كل من أقرب أصدقائها والذي يدعى كيم وعشيقها آدم من أجل مرافقتها إلى المستشفى.
وفي أثناء فترة إقامتها في المستشفى تفكر ميا كثيراً بخصوص حياتها وتسرد ذكرياتها عن تطور علاقتها مع حبيبها، كما تتنامى مواهبها ويزداد داخلها الشغف في الرغبة في العزف على آلة تشيلو، وتبدأ بالتفكير في كونها ما زالت في مرحلة المراهقة، وهنا تبدأ بالشعور بالضياع ولم تهتم إلى أين سوف يوصل بها الأمر، وتتخبط هنا وهناك في اتخاذ قرار حاسم في حياتها، فإما أن تقرر البقاء مع أقاربها وحبيبها الوحيد آدم، أو العزم على الالتحاق بوالديها وشقيقها الذين فارقوا الحياة وتكون بصحبتهم، وفي النهاية تقرر المغادرة، وحينما وصل آدم إلى الغرفة التي تقيم بها يتوسل إليها من أجل البقاء بجانبه، وهنا ترك المؤلف الخيار للقارئ في أن يضع النهاية التي يرغب بها في أن تذهب ميا أو أن أنها لبّت طلب آدم وتبقى معه.