تُعتبر الكاتبة والمؤلفة لوسي مود مونتغمري وهي من مواليد دولة كندا من أهم وأبرز الروائيات اللواتي ظهرن في القرن الثامن عشر، وقد اشتهرت بسلسلة من الروايات العالمية، ومن أكثر مؤلفاتها الأدبية التي حققت شهرة واسعة ونسبة مبيعات عالية حال صدورها هي رواية إميلي القمر الجديد، والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على نشرها للمرة الأولى سنة 1923م.
نبذة عن الرواية
تم عرض الرواية من خلال مسلسل تلفزيوني يحمل العنوان نفسه لمدة تقارب على السنة، وقد تم إعادة نشر المسلسل لثلاث مرات بين سنوات مختلفة، حيث تناولت الرواية في مضمونها الحديث حول فتاة في مقتبل العمر وخلال سنوات دراستها في المرحلة الجامعية اختارت مسار جبال الألب، إذ رغبت أن تحقق حلمها في أن تصبح كاتبة ومؤلفة ناجحة في مسار جبال الألب، والتي كانت عبارة عن قصيدة ملهمة لها منذ الصغر، كما تتبعت مجموعة من الكتب اللاحقة التي تتميز بطابع الرومانسية بالإضافة إلى المغامرات، وقد تم تشكيل شخصية إميلي على أنها بطلة في عشق جمال الطبيعة والفن، كما أنها كانت من المواليين بشدة لأصدقائها، ومن الفتيات المتعطشات للمعرفة ومتفانية بشغف للكتابة.
رواية إميلي القمر الجديد
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية وهي فتاة تدعى إميلي، وقد كانت تلك الفتاة يتيمة الأبوين وهي ما زالت في مقتبل العمر، إذ صورت الرواية الحياة التي عاشتها إميلي من وجه نظرها، حيث أنه بعد وفاة والدها نشأت بين مجموعة من أقاربها، توفيا والديها جراء إصابتهم بأحد أنواع الأمراض الذي يعرف باسم مرض السل، وقد اعتبرت الكاتبة أن إميلي هي أكثر شخصية قريبة منها، حيث أنها تشبهها إلى حد كبير في الصفات والحياة التي عاشتها.
إذ أن العديد من الأحداث التي حصلت مع إميلي كانت قد حدثت بالفعل مع الكاتبة ذاتها في الحياة اليومية، وقد تم وصف إميلي أنها تتميز بشعر ذو لون أسود حاد وعيون بنفسجية بحتة ولها آذان عفوية، كما أن جلدها كان شاحب اللون بعض الشيء، بالإضافة إلى أنها تتميز بابتسامتها البطيئة والغريبة بعض الشيء ولها سحر خاص.
وبعد فترة الوقت تم عرض على إميلي أن تقوم بالانضمام إلى خالاتها والإقامة معهن، وبالفعل تم إرسالها للعيش في إحدى المزارع التي تعرف باسم مزرعة نيو مون الواقعة في إحدى الجزر التي تشتهر باسم جزيرة الأمير إدوارد مع خالاتها الاثنتين، وقد كانت تدعى الأولى إليزابيث والثانية تدعى لورا كما كان مقيم معهم ابن عمها الذي يدعى جيمي، وفي تلك المزرعة تقيم علاقات صداقة مع ثلاثة من الفتيان من عمرها الأول يدعى تيدي والثاني يدعى إيلسي والثالث يدعى بيري، كما كان هناك صبي مستأجر والذي كانت تتفقده العمة إليزابيث بين الحين والآخر كونه ولد في مدينة ستوفين بيب، وهي من المناطق النائية والفقيرة.
وقد كان لكل إميلي وأصدقائها ميزة وموهبة خاصة به، حيث أن إميلي كانت موهوبة في مجال الكتابة والتأليف، والفتى تيدي كانت يمتلك موهبة في مجال التمثيل ويعتبر فنان موهوب، وإيلسي كان موهوب في مجال التأمل والتفكر، ولدى بيري العديد من التوجهات والقرارات السياسية العظيمة، كما كان لكل شخصية منهم العديد من المشاكل مع أسرهم، ومع مرور الوقت تواجه إميلي صعوبة في التأقلم والحياة جنباً إلى جنب مع العمة إليزابيث؛ وقد كان السبب في ذلك هو أن العمة لا تفهم رغبتها وتوجهها إلى الكتابة والمضي في هذا المجال، وفي ذات الوقت كان يتجاهل والد إيلسي والذي يدعى الدكتور بيري موهبة ابنه، كما أن إيلسي كانت طوال الوقت تشعر بالرعب؛ وذلك بسبب سر مخيف كان يتعلق بوالدتها.
وهنا كانت تغار والدة تيدي من المواهب التي يتميز بها ابنها وأصدقائه؛ وذلك لأنها كانت تخاف من أن يكون حبه لهم فائق على حبه لها؛ وبسبب ذلك الأمر كانت تكن الحقد والكراهية لإميلي وبالإضافة إلى السخرية والاستهزاء من رسومات تيدي وحتى من حيواناته الأليفة التي يمتلكها، ولكن لم يكن بيري إنسان جيد مثل الثلاثة الآخرين، ولهذا كانت تحاول والدته في أن تجعل هناك وعد مقطوع بين كل من إميلي وبيري، وهو أن يتم الزواج بينهما حينما يكبران، وهنا قد هددت في حال رفضت إميلي ذلك، فإنها لن تدفع ثمن تعليم بيري.
