تُعتبر الرواية من الروايات التي صدرت عن الكاتب والمؤلف هاروكي موراكامي وهو من مواليد دولة اليابان، وقد صدرت عنه العديد من الأعمال الأدبية التي لاقت نجاح باهر حال صدورها، ومن أبرز المؤلفات الأدبية التي صدرت عنه هي رواية 1Q84، والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد حققت الرواية شهرة واسعة حال صدورها، وهذا ما جعلتها تحصد أعلى نسبة مبيعات.
نبذة عن الرواية
تم العمل على نشر الرواية سنة 2009م، وكانت تتم قراءة عنوانها في البداية بالغة اليابانية التي صدرت بها، وقد تم استخدام حرف كيو بالغة الإنجليزية من أجل إحداث تلاعب في عنوان الرواية؛ وذلك حتى تشد انتباه وإثارة التشوق لدى القارئ أو المتلقي، وفي الحقيقة أراد الكاتب أن يشير به إلى الرقم تسعة، وقد أوضح الكاتب إلى أن البطلة الرئيسية في الرواية كذلك رغبت في إحداث هذا التحويل في العنوان؛ وذلك من أجل الإشارة إلى ما يعنيه الرقم تسعة في اللغة اليابانية، والذي كان عبارة عن اختصار لسؤال، بالإضافة إلى الإشارة إلى العالم الغامض والغريب الذي كانت تقيم به.
رواية إيتشي كيو هاتشي يون
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في أواخر القرن التاسع عشر وعلى وجه التحديد في سنة 1984م، وقد كانت مقسمة إلى ثلاثة أجزاء، حيث أن كل جزء من أجزاء الرواية تدور أحداثه بين شهرين من أشهر السنة، ففي الجزء الأول تدور الأحداث بين كل من شهر أبريل وشهر يونيو، والجزء الثاني منها يدور بين شهر يوليو وشهر سبتمبر، والجزء الثالث يدور بين كل من شهر أكتوبر وشهر ديسمبر.
في البداية كان يتم سرد الأحداث ضمن قصتين على لسان شخصيتين رئيستين وقد كانت الشخصية الأولى تعرف باسم اؤممه والشخصية الثانية تدعى تنغو، وقد كانا في كل فصل يتبادلان الأدوار؛ وذلك من أجل تقوم كل شخصية فيهم بسرد الوقائع من منظورها الشخصي، وفي وقت لاحق في الجزء الثالث ينضم إلى تلك الشخصيتين شخص يدعى أوشكوا؛ وذلك حتى يسرد الأحداث من منظوره الشخصي في فصول خاصه.
وأول حدث بدأت به الرواية هو أنه في تلك اللحظة التي تفكر بها اؤممه باتباع نصيحة أحد سائقي التاكسي والذي بدوره قالها بشكل عفوي من أجل الهروب من الانتظار خلال أزمة سير مزدحمة على الطريق السريع، إذ عمل السائق على اختيار مخارج الطوارئ؛ حتى لا يتأخر عن موعد مهم، وقد كان الأمر في الحقيقة هو عبارة عن عملية اغتيال، ومنذ تلك الحادثة بدأت اؤممه بملاحظة مجموعة من الأمور الغريبة والتي لم تكن تلاحظها في يوم من الأيام في السابق.
حيث أنه في ذات الوقت سمعت من السائق وللمرة الأولى حول حادثة اشتباك مسلح قد حدثت بين مجموعه متطرفة وعناصر الشرطة اليابانية قبل ما يقارب على الثلاث سنوات، وعلى الرغم من أن تلك الحادثة كانت قد تصدرت عناوين الصحف المحلية والعالمية حال حدوثها، كما كان قد سمع بها مختلف فئات المجتمع في كل مكان، إلا أنها هي بالذات لم تكن تعلم عنها أي شيء، ومنذ تلك اللحظة تأكدت وبشكل مفاجئ من أنها أصبحت تعيش في عالم آخر وهو ما يعرف بالعالم الموازي، والتي أطلقت عليه في وقت لاحق( 1Q84)، وقد كان بالنسبة إليها هو العالم الذي يحمل تساؤلات والعديد من الشكوك.
ومن جهة أخرى وفي مسار آخر للرواية يتم التعريف عن تنغو، والذي في أحد الأيام قد طلب منه أحد أصدقائه المقربين والمعلم المقرب منه والذي يدعى كماتسو أن يقوم بإعادة كتابة إحدى الروايات الخيالية والتي تمت كتابتها بأسلوب سيء جداً في السابق، حيث أنها في وقتهم الحالي بدأت وكأنها رواية واعدة، وحين اكتمل منها انبهر الاثنان من حبكتها؛ ومن هنا عزما على طرح الرواية ومشاركتها في إحدى المسابقات الأدبية.
وعند تقديم الرواية للمسابقة لم يكن هناك أي شك في فوز الرواية، إذ كتبت بأسلوب جيد ومحكم ومتقن للغاية، وبعد أن قابل تنغو مؤلفة الرواية الأصلية والتي تعرف باسم فوكا، وقد كانت في ذلك الوقت طالبه في المرحلة الثانوية، وهنا أخبرها بما ينوي فعله، لم تعارض على ذلك نهائياً، وعلى إثر ذلك قام بكتابة الرواية بأسلوب جديد لتفوز بالمسابقة وتتصدر مبيعات الكتب.
وهنا سرعان ما اكتشف تنغو أن فوكا تعاني من أحد الأمراض الذي يعرف باسم مرض عسر القراءة، وأن كل ما قامت به هو أن أملت الرواية على إحدى صديقتها المقربات والتي بدورها قامت بكتابتها، وفي تلك اللحظة مما زاد شكوكه هو أن الرواية من نسج الخيال، وأنها هي في الواقع كانت تقدم وصف لأحداث حقيقة وواقعية عاشتها فوكا أثناء طفولتها، وبعد أن قابل تنغو أحد العلماء والذي يدعى البروفسور ييبسون وهو الوصي على فوكا علم أنها ابنة أحد أصدقاء البروفيسور كماتسو، والذي بدوره كان مؤسس المجتمع الزراعي التعاوني وتابع إلى إحدى المنظمات التي تشتهر باسم ساكي جاكِه، والذي تحول في وقت لاحق بشكل غامض إلى ديانة رسميه، وقد انقطعت العلاقة بين كل من كماتسو مع البروفيسور من وقتها.
وفي يوم من الأيام وبعد فترة قصيرة من تأسيس تلك المنظمة الزراعية، وجد البروفيسور أن فوكا والذي كان عمرها في ذلك الوقت عشر سنوات موجودة على عتبة منزله، وهنا اكتشف أنها مصابه بصدمة عصبية افقدتها القدرة على الكلام بشكل مؤقت، وبينما أقامت فوكا مع البروفيسور وابنته التي تدعى أزاميل طلبت منه ابنته في ذلك الوقت أن تكتب إحدى القصص التي تمليها عليها حول حياة عاشتها طفله في أحد المجتمعات الزراعية التعاونية، حيث أن تلك الطفلة قد التقت في فترة مبكرة من عمرها مع مجموعة من الأقزام والتي أطلقت عليهم مصطلح الناس الصغار.
وفي النهاية بدأ عالم كل من اؤممه وتنغو المتوازي بالتقارب من بعضه البعض شيئاً فشيئاً، وحينما تعرف اؤممه على فتاة تدعى تسو باسا، وهي طفله كانت في ذلك الوقت في العاشرة من عمرها، والتي بدورها هربت من المنظمة؛ وقد كان السبب الذي يكمن خلف فرارها هو تعرضها إلى الاعتداء الوحشي من قِبل زعيم الجماعة، والذي أصبح في وقت لاحق بناءً على طلب من أرملة غنية هدفه الأساسي هو إجراء الاعتداء الوحشي على الفتيات هو القيام بالاعتداء ذاته على اؤممه، وقد كانت تلك المهمة من المهمات الشبه مستحيلة والصعبة بالنسبة له، حيث أنه لم يتم التعرف على شكل الزعيم ذلك أو كيفية الوصول إليه، وعدا عن ذلك في كون المنظمة الزراعية هي عبارة عن مجموعة منغلقة جداً من المستحيل أن يسهل اختراقها.