رواية اذهب إلى الأسفل يا موسى - Go Down Moses Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر الرواية من الروايات القصيرة التي تعود إلى المؤلف والأديب الأمريكي ويليام فوكنر، وقد اعتبرت من ضمن أفضل سبع روايات للكاتب، كما تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية حال صدورها، وترجمت إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد كان من أبرز شخصياتها رجل يدعى إسحاق مكاسين وما يعرف ضمن أحداث الرواية بالعم باك، وقد لاقت الرواية استحسان كبير حال صدورها؛ وذلك لأنها كانت تتناول في مضمونها الحديث حول إحدى القضايا الشعبية والواقعية، والتي من الممكن أن تحدث في أي مجتمع من المجتمعات الدولية على حد سواء.

نبذة عن الرواية

على الرغم من أن الكاتب قد نشر الرواية في الأصل ضمن مجموعة قصصية قصيرة، إلا أن الكُتاب والأدباء اعتبروا أنها تسير على ذات النهج الذي سارت به رواية اللامقهورون، وهي تدور حول شاب عاش نحو ما يقارب عام مع أعمامه اللذان أُطلق عليهما أسماء العم باك والعم بادي من قبل معظم الشخصيات الموجودة في الكتاب، وقد دار سرد الأحداث حول خبر هروب شخص يدعى توماس وهو عبد يعمل في إحدى المزارع، ولم تكن هذه المرة الأولى التي يهرب فيها، ويعرف العم باك وبودي أين يذهب العبد بشكل مستمر، فهو يذهب إلى مزرعة تعود ملكيتها إلى شخص يدعى هوبير والتي كانت المزرعة المجاورة؛ وذلك من أجل التمكن من مشاهدة محبوبته، وهي فتاة من العبيد تدعى تيني.

اعتمد الكاتب على أسلوب تقديم قصص لا تظهر أهميتها في التاريخ العام للشخصيات، ولكنها من القضايا التي تحصل بشكل يومي في مختلف المجتمعات الدولية، كما كشف الكتاب عن تاريخ وتطور عائلة مكاسين التي تنحدر من كاروثيرس مكاسين وتحتل المزرعة التي أسسها بنفسه، كما أدخل المؤلف في عائلة مكاسين العديد من الخصائص التي اعتبرها ضرورية؛ وذلك من أجل فهم أسلوب الحياة الذي يكمن في المجتمعات الجنوبية من جوانب مختلفة ومتعددة.

بما في ذلك الفجوة العرقية الكبيرة والعنصرية بين البيض والسود والتي بدورها حددت تاريخ الجنوب في العقود السابقة للحرب الأهلية وما بعدها، وقد قام بذلك عن طريق تقسيم شجرة عائلة مكاسين إلى فرعين، أحدهما أبيض والآخر أسود، حيث كان من الواضح أن الفرع الأبيض انحدر من مكاسين وزوجته، بينما الفرع الأسود انحدر من كاروثيرس مكاسين ومن فتاة من العبيد تدعى تومي كانت تربطها علاقة عاطفية مع مكاسين.

رواية اذهب إلى الأسفل يا موسى

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول إحدى القصص التي ترودت على مسامع الشخصية الرئيسية وهو شخص يدعى إسحاق مكاسين، وقد كانت تلك القصة قد سمعها من ابن عمه الأكبر والذي يدعى مكاسين إدموند، وقد كانت تتعلق بمجموعة من الأحداث التي وقعت قبل موعد ولادة إسحق، وقد كان ابن عمه يبلغ من العمر السادسة عشر عامًا، وهو في مكانة والده بالنسبة إليه فقال: ذهب الطفل الصغير مكاسين إدموند مع عمه الذي يدعى باك إلى إحدى المزارع المجاورة والتي كانت تعود ملكيتها إلى شخص يدعى هوبير، وقد كانت تلك الزيارة بهدف السعي خلف عبد كان قد فرّ وهرب منهم، حيث هروب العبد الذي يدعى توماس كان يحدث بشكل متكرر ولعدة مرات؛ وكان السبب الذي يكمن خلف هروبه هو إقامة زيارة إلى الفتاة التي كان يعشقها وتدعى تيني، وقد كانت تلك الفتاة من العبيد التابعين إلى عائلة تعرف باسم البوشامب.

وقد هرب توماس من كل من العم بادي والعم باك، واللذان كانا في تلك اللحظة مجبران على الاعتماد على السيد هوبير للمساعدة، كما كانا مجبران على تناول وجبة العشاء مع هوبير وشقيقته التي تدعى صوفيا، والتي كانت في ذلك الوقت تبحث عن زوج وباستمرار كانت تضع العم باك نصب عينيها، وفي تلك الأثناء كان كل من هوبير وباك يبحثان في الغابة عن توماس وهنا أقاما رهانًا بقيمة خمسمئة دولار، وقد كان الرهان حول ما إذا كانا سوف يعثران عليه خارج غرفة تيني في تلك الليلة، وقد كان في تلك الليلة بالفعل في غرفتها، لكنه ركض هربًا منهم ولكنهم تمكنوا من القبض عليه في النهاية، وهنا اضطر باك وبادي إلى قضاء الليلة في المزرعة.

وفي تلك الأثناء دخل باك وبادي إلى غرفة النوم الخطأ ووجدا صوفيا متمددة على السرير، وهنا سرعان ما أفاقت من نومها وصرخت بأعلى صوتها، وفي تلك اللحظة حاول هوبير استغلال الموقف لصالح شقيقته ومحاولة الضغط على باك من أجل أن يتزوج من صوفيا، لكن رفض باك الفكرة بشكل قاطع وقد اعتراه الغضب الشديد في تلك اللحظة، وهنا اقترح أحدهم أقامه رهان لتسوية الخلاف، وبه سوف يتم السماح لدور واحد فقط في لعبة البوكر، وعلى إثر النتيجة سوف يتم تحديد فيما إذا كان باك سوف يتزوج صوفيا وأنه ينبغي عليه شراء الفتاة، ونظرًا إلى أن الحالة التي كانت بين تيني وتوماس لا يمكن السيطرة عليها.

خسر باك الرهان وأرسل بادي إلى المنزل لجلب الشقيق الأصغر لباك وهو كان أحد لاعبين البوكر الماهرين ويدعى بودي، وأخيراً حينما وصل بودي وحصل على موافقة هوبير لإعطائه فرصة ثانية ولعب دور بوكر آخر، وفي الدور الثاني خسر هوبير وفاز بودي في اللعبة، كما عاد كل من العم باك والعم بودي وبادي وتيني وتوماس إلى مزرعة مكاسلين، وخططوا لزواج تيني وتوماس. ثم بعد ذلك تزوج العم باك من صوفيا في النهاية وأنجبا طفل أطلقوا عليه اسم إسحاق، وهو الشخصية المركزية التي تجمع معظم القصص في الرواية.

وقد استخدم الكاتب صيغة الماضي في الرواية؛ وذلك من أجل إدخال القارئ في العديد من الممارسات الخاصة بأهل المناطق الجنوبية، بالإضافة إلى العقلية التي كان يفكر بها خلال فترة ما قبل الحرب، كما كان يشار إلى العبد توماس عندما قُدّم لأول مرة على أنه حيوان أكثر من كونه بشر، وحينما تراهن كل من هوبير وباك على المكان الذي سوف يظهر فيه العبد، رأى القارئ كذلك مدى بعد العبيد عن البشر، كما كشف الكاتب في وقت لاحق أن توماس هو الأخ غير الشقيق لباك وبودي، وهو نجل والدهما وامرأة من العبيد تدعى تومي، بالإضافة إلى ذلك كان الكاتب قد أقحم باك بالزواج من صوفيا بشكل مشابه لممارسات وطقوس العبودية، على الرغم من أن باك قد قبل ذلك بصمت.


شارك المقالة: