رواية الآباء والبنون

اقرأ في هذا المقال


تعود الرواية للكاتب والأديب إيفان تورغينيف، وهو من مواليد دولة روسيا، وقد أراد من خلالها  تصوير أحد أنواع الصراعات التي تدور بين فئتين من فئات المجتمع في دولة روسيا، وقد تم تجسيد الرواية إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.

رواية الآباء والبنون

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد الشخصيات الرئيسية فيها، وهو شاب يدعى كارل، حيث أن ذلك الشاب قد تخرج منذ وقت قريب من إحدى الجامعات التي تعرف باسم جامعة بطرسبورغ، وفي أحد الأيام كان قد ذهب مع أحد أصدقائه المقربين والذي يدعى بازا روف إلى منزل أبيه المتواضع، والذي يقع في إحدى المقاطعات النائية في دولة روسيا وتعرف باسم مقاطعة مارينو، حيث استقبل أبيه والذي يدعى نيكولاي الشابين في بيته بكل حفاوة وسرور، ولكن بعد ذلك سرعان ما شعر شقيق نيكولاي والذي يدعى بأفيل بالانزعاج من هؤلاء الشابين، وعلى وجه الخصوص من تلك الفلسفة الجديدة والتي وصفها بالغريبة تحت مسمى العدمية والتي كان يدعو إليها الشباب، وعلى وجه الخصوص بازا روف.

وفي ذلك الوقت بدأ نيكولاي والذي كان مسرور للغاية في البداية برجوع ابنه إلى البيت، يشعر شيئاً فشيئاً بقليل من التوتر والضجر وعدم الارتياح، ومن هنا تطور نوع من الإحراج داخل والده تجاه الابن، إذ أن جميع آراء كارل والتي وصفت بالمتطرفة، كما أنها كانت متأثرة بشكل كبير بآراء بازا روف، وهذا ما جعل معتقدات نيكولاي تبدو أنها تنتمي إلى العصر القديم، وبقي نيكولاي يحاول على الدوام أن يبقى في حالة إطلاع دائم بقدر الإمكان، وذلك من خلال القيام بأشياء بسيطة مثل زيادة زيارات ابنه في المدرسة؛ وذلك حتى يبقى قريب من ابنه، ولكن هذا الأمر من وجهة نظر نيكولاي قد باء الفشل.

وما زاد من تعقيد الأمر بشكل أكبر أن الأب أخذ مدبرة المنزل وهي سيدة تدعى فيني تشكا إلى بيته للإقامة معه، وقد أقام معها علاقة وأنجبت منه ابنًا اسمته ميتاي، ولم يكن كارل منزعجًا من هذه العلاقة، فعلى العكس تماماً احتفل بشكل علني بإضافة أخ أصغر له.

وفي تلك الأثناء بقي الشابان في مقاطعة مارينو لعدة أسابيع، ثم بعد ذلك قررا زيارة أحد أقارب كارل في إحدى المقاطعات المجاورة، وهناك بدأوا بمراقبة طبقة النبلاء المحليين، وفي لحظة ما التقوا بسيدة تدعى آنا وهي من السيدات المؤثرات في المجتمع وتتميز بأناقتها وشخصيتها المستقلة، حيث تقطع شخصيتها باتجاه مختلف على نحو مغري والتي صنفت من الأنواع الطنانة أو الرتيبة في مجتمع النبلاء المحيط بها، انجذب كلا الشابين إليها، وفي تلك الأثناء كانت مفتونة بطريقة بازا روف والتي رأتها أنها فريدة ومتميزة، وهنا دعتهم إلى قضاء بضعة أيام في مقاطعتها التي تعرف باسم نيكولسكوي، وبينما كان لا يشعر بازا روف في البداية بأي شعور تجاه آنا وقع كارل في حبها.

وفي مقاطعة نيكولسكوي التقوا كذلك بفتاة تدعى كاتيا، وهي شقيقة آنا، وعلى الرغم من مكوثهم لفترة قصيرة فقط، إلا أنّ كلا الشخصيتين تخضعان لتغيير كبير وجذري، حيث تتأثر علاقتهما ببعضهما بعضًا بنحو خاص، وعلى إثر ذلك بدأ كارل بالعثور على ذاته، والانجراف من أحد المواقع التابعة إلى بازا روف، ومن هنا رأى بازا روف أن الارتباط في علاقة حب هو أمر مؤلم للغاية بالنسبة إليه؛ وذلك لأنه يتعارض مع معتقداته العدمية، وفي نهاية الأمر وبدافع من تعبير آنا الحذر من الانجذاب إليه، أعلن أنه يحبها.

ولكنها لم تستجيب بشكل صريح إلى إعلانه، على الرغم من أنها هي كذلك كانت منجذبة بشكل عميق إلى بازا روف، بينما ترى رفضه للمشاعر والجانب الجمالي للوجود من الأمور التي تسببت لها بالإزعاج، وفي ذات الوقت كانت آنا لديها بعض المشاعر تجاه بازا روف، على الرغم من أنها كانا كلاهما غير متجانسين لإقامة علاقة حب، حيث أن آنا لم تتمكن أن تحرر نفسها له؛ وذلك لأنها لم ترى أن هناك إمكانية في صنع مستقبل جيد معه، وبعد اعترافه بالحب لها وفشلها في إصدار إعلان مماثل، انتقل بازا روف إلى بيت والديه، كما قرر كارل مرافقته.

وفي منزل بازا روف جرى استقبالهم بكل حماس وسرور من قبل والديه، وقد بدأ بتصوير العادات والتقاليد لكل من الأب والأم اللذان يعشقان ابنهما، مع تقديم وصف مثالي للحنين إلى الأشخاص المتواضعين، وعالمهم الذي كان سريع الاختفاء كما تطرق للحديث عن القيم والفضائل البسيطة، وفي ذلك الوقت كانت سخرية بازا روف الاجتماعية تظهر باستمرار مع الغرباء، كما كانت تتضح بشكل أكبر حين يستقر مرة أخرى في أجواء عائلته.

وفي تلك الأثناء قاطع أبيه بينما كان يتحدث إلى كارل، حيث أن بازا روف رأى أن كارل قد أسعد والده من خلال طمأنته أن ابنه سوف يصبح له مستقبل باهر وزاهر في المتجر، وهنا حاول أن يوبخ صديقه على فظاظته، وفي وقت لاحق كاد أن يحدث مشاجرة بين كل من بازا روف وكارل؛ وذلك بعد أن قام كارل بإلقاء نكتة حول القتال بسبب سخرية بازا روف، وقد كانت تلك المشاجرة بينهم قد أظهرت مسافة ومجموعة من التغييرات في علاقتهم، وقد أصبح كارل من أكثر الأشخاص تحدياً لبازا روف، وبعد الإقامة لفترة وجيزة عزموا على العودة إلى مقاطعة مارينو، وقد كان ذلك الأمر الذي خيب أمل الوالدين كثيرًا، ومن هنا غادروا على الفور وعادا إلى منزل كارل.

وفي ذلك الوقت بقي كارل لعدة أيام فقط، وقد قدم عذر من أجل المغادرة والذهاب إلى مقاطعة نيكولسكوي مرة أخرى، وفور وصوله إلى هناك أدرك أنه لا يكن أي محبة إلى آنا، ولكن كل ما أدركه أنه يكن المشاعر إلى شقيقتها كاتيا، بينما بازا روف بقي في مقاطعة مارينو؛ وذلك من أجل إجراء بعض الأبحاث العلمية، وهنا يزداد التوتر بينه وبين بأفيل، وفي أحد الأيام حصل تحدي بين بازا روف وبأفيل، وعلى إثر ذلك التحدي أصيب بأفيل في إحدى ساقيه، وهنا توجب على بازا روف مغادرة المقاطعة، ثم بعد ذلك واصل طريقه بالعودة إلى منزل آنا، في غضون ذلك كان قد وقع كارل وكاتيا في الحب، وأصبحا مخطوبين، وهنا بدأت آنا تتردد في قبول طلب كارل للزواج من شقيقتها، ولكن بازا روف أقنعها بالسماح لهما بالزواج.

في أثناء عودة بازا روف إلى المنزل حدث له تغير جذري، إذ عوضاً عن التركيز على تجاربه، أصبح طبيبًا ريفيًا، وفي أثناء ذلك لم يتمكن بازا روف من التركيز على عمله، حيث أنه أثناء إجراء تشريح جثة فشل في اتخاذ الاحتياطات المناسبة، ولهذا تسبب في جرح نفسه مما جعله يصاب في حالة من التسمم بالدم، وفي النهاية وبينما كان على فراش الموت أرسل إلى السيدة آنا التي وصلت في الوقت المناسب لتسمع بازا روف وهو يصرح لها بأنها كم هي جميلة، وهنا تضع قبلة على جبهته وتغادر، وفي صباح اليوم التالي توفي بازا روف.

المصدر: The Father and Son's Novel


شارك المقالة: