تُعتبر المؤلفة والأديبة راكويل جارامايلو وهي من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعرف باسم آخر بين الأدباء وهو آر جي بلاسيو من أهم وأبرز الروائيات التي اشتهرت في القرن التاسع عشر والقرن العشرين في كتابة روايات في مجال أدب الأطفال، ومن أبرز الروايات التي اشتهرت بها هي الأعجوبة، حيث أنه تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام الخاصة بالأطفال، كما تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية، وقد تم العمل على إصدارها ونشرها لأول مرة في سنة 2013م.
نبذة عن الرواية
تناولت الرواية في مضمونها الحديث عن واحد من أنجح الكُتب التي تم تدرسيها إدراجها ضمن الكتب المنهجية للتدريس التي يتم تخصيصها للصفوف الأولى من الأطفال والبالغين في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن الرواية تناولت موضوع الأمراض التي تصيب الأطفال وتحدث لهم تشوهات خلقية وكيفية نظرة المجتمع لهم من حولهم، كما تناول ظاهرة التنمر وأثارها وما يترتب عليها من سلبيات وتأثيرات سيئة سواء كانت على مستوى المجتمع أو على مستوى النفسي للشخص المتنمر عليه.
رواية الأعجوبة
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد الفتية الذين يعانون من أمراض تمنعهم من الخروج إلى العالم الخارجي والاختلاط مع المجتمع، كان ذلك الفتى يدعى أوقي وهو في ذلك الوقت في عمر العشر سنوات، ومن في عمره كان في الصف الخامس، لكن بناءً على المرض الذي كان يعاني منه والذي كان وجهه مشوه بسببه لا يجعله يتلقى تعليمه في المدرسة كباقي الطلاب في المدارس، إذ كان يبقى يتلقى تعليمه في البيت من قِبل والدته.
ويعرف المرض الذي يعاني منه ذلك الطفل بمتلازمة تريتشر كولنز، وهذا المرض يظهر على من يحمله خلل وتعظم الوجه والفك، بحيث يجعل من صاحبه إنسان مشوه في وجهه وفكيه، ولكن في يوم من الأيام تظهر لدى والدته رغبة في أن يخرج أوقي إلى العالم الخارجي ويكتشف عالم أكبر من عالمه، ومن هنا قررت عائلته أن تقوم بتسجيله في إحدى المدارس القريبة من المنزل، كان لدى أوقي أخت أكبر منه تسمى أوليفيا، وقد كانت أخته لطيفة جداً وحنونه عليه، حيث أنها كانت على الدوام والتي تضع متطلباته واحتياجات ضمن أولوياتها.
وفي اليوم الدوام الدراسي الأول يحاول أوقي أن لا يقوم أحد من الطلاب النظر باتجاهه ورؤية ملامح وجهه، ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل، حيث أن أوقي أول ما تم تسجيله في المدرسة قام المدير باختيار طالب حتى يقوم بمساعدته، وهذا الطالب يدعى جوليان وهو كان أول شخص قام بالتنمر على أوقي، لكن لم يكن الأمر الذي قام به جوليان هو ما ينطبق على بقية الطلاب، إذ استطاع أوقي أن يُكون علاقات صداقة مع اثنين من الطلاب وهم يدعيان سمر وجاك.
حيث أنهم كانوا من الطلاب الذين يدافعون عنه طوال الوقت من السخرية التي يتلقاها من جوليان والطلاب الآخرين، كما أنهم كانوا يقومون بتقديم المساعدة له في أي وقت يحتاجها، وعلى أثر تلك العلاقات التي أقامها أوقي أصبح ينبض بداخله الأمل، ومن هنا تبدأ أحداث الرواية بالتشابك، إذ أن اوقي يعلم أن صديقه جاك أصبح يميل إلى التنمر عليه، وهنا يلجأ إلى عزل نفسه عن الجميع، مما أثار غضب شقيقته، وأصبحت تلقي اللوم على إهمال أهلها لهم وعدم ذهاب والدة أوقي إلى المدرسة والدفاع عن ابنها.
وفي ذلك الوقت يقوم أوقي بتجاهل جاك في المدرسة، كما أنه يقوم بإخبار صديقه الآخر سمر عن تصرفات جاك في المشاركة بالتنمر عليه، وحينما يسمعه جاك يعتريه الخجل بشكل كبير ويقوم بالاعتذار منه، وحينما شاهد أوقي جوليان سرعان ما غضب به لدرجة أنه قام بصفعه على وجهه، وهنا تتم معاقبة أوقي من خلال فصل مؤقت من المدرسة، وعند حلول فصل الشتاء وعودة الدراسة يواجه اوقي المشكلة ذاتها مرة أخرى، ومن هنا يقرر جوليان أن يقوم بجعل مجموعة من الطلاب يتحدون ضد أوقي وجاك.
وفي أحد الأيام قدمت والدة جوليان إلى المدرسة وأخبرت الإدارة أنها تشعر بالقلق جراء وجود أوقي في المدرسة، إذ بررت موقفها أن المظهر الخارجي لأوقي قد يكون يرعب الطلاب، وفي تلك الأثناء تكون لدى شقيقة أوقي مسرحية سوف تقوم بعرضها، وقد طلبت من والدتها عدم حضور أخيها مسرحيتها في المدرسة؛ وذلك لأنها لا ترغب في أن أي طالب في مدرستها الجديدة يعلم بحالة أخيها، وفي ذلك الوقت سمع أوقي حديثها مصادفة، وعلى أثر ذلك شعر بالغضب وسرعان ما خرج من الغرفة، ومنذ تلك اللحظة بدأت إحدى صديقات أوليفيا المقربات بتجاهلها، وقد لاحظت أوليفيا ذلك الشيء، لكنها لم تكن تعلم بالأسباب.
وفي ذلك الوقت كانت كل من أوليفيا وصديقتها المقربة والتي تدعى ميراندا قد تقدموا لأداء تجارب الأداء من أجل دور الشخصية الرئيسية في المسرحية، وهنا قد أرسى الدور على ميراندا، ومع ذلك أثناء عرض المسرحية تشاهد ميراندا أسرة أوليفيا ضمن الحضور في المسرح، فتدعي ميرندا أنها تعاني من الزكام؛ وذلك من أجل أن تقوم أوليفيا بلعب الدور بدلاً عنها.
ويتم الكشف لاحقًا عن السبب في ذلك أن ميرندا كانت في أحد الأيام وضمن أحد المخيمات التي تقام في العطلة الصيفية كانت قد شعرت بالعزلة والوحدة، وهناك اضطرت على التظاهر أمام الموجودين في المخيم الصيفي أن أوقي شقيقها؛ وذلك حتى تحصل على الشفقة وتتمكن من تكون علاقات صداقة من الطلاب المخيمين الآخرين، لكن على أثر ذلك شعرت ميراندا بالذنب على ما قامت بفعله، وهذا ما جعلها تتجاهل أوليفيا، ولكن بتقديمها أوليفيا حتى تمثل الدور الرئيسي في المسرحية كان بمثابة تقديم اعتذار لأوليفيا.
في نهاية السنة الدراسية تمت دعوة جميع الطلاب في المدرسة من أجل القيام برحلة لمدة ثلاثة أيام متتالية إلى إحدى المحميات الطبيعية، كان أوقي يشعر بالقلق من المشاركة في تلك الرحلة في بداية الأمر، ولكن حينما علم أن جوليان لن يكون موجود في تلك الرحلة؛ وذلك لأنه تمت معاقبته من قِبل الإدارة لمدة أسبوعين بسبب الشغب الذي أحدثه في المدرسة، عزم أوقي على الذهاب في الرحلة مع أصدقائه.
وقد استمتع أوقي في تلك الرحلة كثيراً حتى آخر ليلة، فحينما ذهب هو وصديقه جاك إلى الغابة من أجل الاستكشاف هاجمهم مجموعة من الفتيان من الصف السابع، إذ بدأوا بالسخرية من أوقي ومن ثم قاموا بضربه هو وجاك، وحينها عثروا عليهم بعض أصدقائهم، شنوا حملة ضد المتنمرين، وبعد ذلك بدأوا في التقرب من أوقي على أثر ذلك الموقف، وفي نهاية السنة الدراسية تم تكريم أوقي بميدالية هنري وارد بيتشر؛ وذلك لأنه كان طالب مميز في تلك السنة الدراسية، وهنا علقت والدته على ذلك التكريم وقالت أن ابنها أعجوبة.