تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هنري جيمس، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول الفروقات والمقارنات في المجتمعات من بلد إلى آخر، وقد تم نشرها سنة 1878م.
الشخصيات
- الشاب فيليكس
- يوجينيا شقيقة فيليكس
- جيرترود ابنة عم فيليكس
- السيد وينتورث والد جيرترود
- السيد براند
- شارلوت شقيقة جيرترود
- روبرت أكتون ابن عم يوجينيا
- والدة روبرت
- كليفورد شقيق جيرترود
رواية الأوروبيون
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام وصلت إلى مدينة بوسطن فتاة تدعى يوجينيا مع شقيقها ويدعى فيليكس، وفي اليوم التالي قرر فيليكس أن يقوم بزيارة إلى أبناء عمومتهم، وفي تلك الزيارة أول ما التقى بابنة عمه التي تدعى جيرترود، وفي تلك الفترة كانت جيرترود هاربه من حضور الدروس في الكنيسة ومنغمسة في قراءة كتب الأدب الرومانسي بدلاً من ذلك، وفي ذلك اليوم بقي من أجل تناول العشاء معها، وفي اليوم التالي يقوم بزيارتهم مرة أخرى بصحبة شقيقته يوجينيا، وبعد مرور ثلاثة أيام على نزولهم في تلك المدينة اقترح عليهما عمهم ويدعى السيد وينتورث أن يقيموا في منزل صغير قريب من منزلهم.
وبعد أن استقر كل من فيليكس ويوجينيا في ذلك المنزل اقترح فيليكس على عمه عمل صورة له، ولكن عمه رفض ذلك، حينها قرر فيليكس أن يقوم بعمل لوحة إلى ابنته جيرترود بدلاً من ذلك، في يوم من الأيام بينما كانت تتجول جيرترود في الحدائق التقت مع رجل دين شاب يدعى السيد براند، وهذا الرجل كان بانتظار جيرترود حتى يلتقي بها من أجل أن يقوم بالاعتراف بحبه لها، لكن جيرترود لا ترغب في سماعه ورفضت حتى أن تسمح له بالانتهاء من اعترافه لها، وعلى الفور طلبت منه الرحيل من أمامها.
ولكنه لم يتوقف عن طلبه، إذ قام بالحضور إلى منزل عائلتها وطلب يدها للزواج من والدها، وهنا أخذت بالبكاء بسبب إحباطها من جراء ضغط عائلتها عليها للقبول بالزواج من السيد براند، وفي تلك الأثناء بينما كانت تجلس مع فيليكس خلال صنعه لصورتها، دار بينهم حديث وخلال حوارهم سألت فيليكس وقالت: لماذا يبدو أن أقاربه الأمريكيين لا يهتمون كثيرًا بمتع الحياة، ويعيشون وفقًا لمعايير صارمة، ويبدو أنهم لا يفكرون في سعادتهم الفردية.
وفي يوم من الأيام لاحظت يوجينيا وجود أحد أبناء عمومتها ويدعى روبرت أكتون وهو شخص مؤهل وثري، ومنذ ذلك اليوم وتبدأ بينهم العديد من اللقاءات، وذات مرة أشارت يوجينيا إلى أنها تريد أن تنهي زواجها السابق وهذا الأمر قد تأخر قليلاً بسبب ورقة ترغب عائلة الزوج في توقيعها، وفي أحد الأيام قامت يوجينيا بعمل زيارة لوالدة روبرت، وأثناء تلك الزيارة أخبرتها أن ابنها يقوم بالحديث عنها كثيراً، وهذا الأمر يشير إلى أنه على خطأ.
ولم يمضي الكثير حتى اكتشف روبرت تلك الكذبة التي أخبرت بها يوجينيا والدته، وصرف النظر عن اللقاء بها، وبعد أيام قليلة أخبر السيد وينتورث فيليكس أن أصغر أبناءه ويدعى كليفورد تم إصدار قرار بإيقافه من جامعة هارفارد بسبب مشكلة تناوله للكحول، وهنا اقترح عليه فيليكس أن تأثير مرأة مثقفة عليه قد يساعده على تحسين أخلاقه، امرأة مثل شقيقته، ويوماً بعد يوم يبدأ كليفورد في زيارة يوجينيا.
في تلك الفترة وقع فيليكس في حب جيرترود وهي كذلك كانت تبادله ذات المشاعر، وذات يوم أخبرته جيرترود أن والدها يريدها أن تتزوج من السيد براند رغماً عنها، وفي تلك الأثناء كان فيليكس يلاحظ أن شقيقة جيرترود وتدعى شارلوت منجذبة إلى السيد براند، مما دفعه إلى إقناع السيد براند أن شارلوت تحبه، إذ أرادا هو وجيرتورد أن يشاهدا كل من السيد براند وشارلوت يجتمعان، وهذا الأمر كان من شأنه أن يترك له وجيرترود الحرية في متابعة علاقة الحب بينهما.
وفي إحدى الأمسيات جاء روبرت أكتون الذي كان بعيدًا بضعة أيام، وخلال فترة ابتعاده اعتقد أن يكن الحب ليوجينيا، وفكر في أن يقوم بزيارتها، وفي ذلك الوقت كانت يوجينيا مع كليفورد، ولكنها حينما سمعت أن روبرت قادم لزيارتها، على الفور قام بإخفاء كليفورد في غرفة خلفية، وأثناء محادثتها مع السيد روبرت تكرر موضوع زواجها مرة أخرى، ثم بعد ذلك اقترح عليها أن يذهبوا سوياً بمفردهم لرؤية شلالات نياجرا.
وهنا خرج كليفورد بشكل غير متوقع من مخبأه، وكانت تلك لحظة محرجة للغاية بالنسبة ليوجينيا، فتركها تختلق قصة غير صحيحة عن سبب وجوده في منزلها، وفي وقت لاحق حينما تحدث روبرت مع كليفورد، أدرك السيد روبرت أنها لم تقل الحقيقة، وأدرك أن حقيقة قدرتها على الكذب بدأت في التأثير على أفكاره، مما دفعه للتوقف عدة أيام عن زيارتها.
في تلك الأثناء أخبر فيليكس شقيقته يوجينيا أنه يريد الزواج من ابنة عمه جيرترود، وهنا كذبت على يوجينيا على شقيقها وادعت أن روبرت عرض عليها الزواج منه، وأنها مترددة وغير متأكدة من رغبتها في ذلك، ولكن لم يمضي الكثير من الوقت حتى اكتشفت أن هدفها في العثور على رجل ثري في الولايات المتحدة قد فشل، ولكنها كانت تفخر بتجاربها، وذات يوم قررت العودة من حيث أتت إلى دولة ألمانيا، ولكن قبل ذلك قررت القيام بزيارة إلى السيد روبرت ووداعه هو ووالدته، وأثناء مغادرتها وادعت أنها أرسلت أوراق إلغاء زيارتها إلى الولايات المتحدة، وقد كانت تلك كذبة أخرى منها، وهنا أعرب السيد روبرت عن أسفه لأنها قررت المغادرة، ولكنه لم يقدم أي اقتراح لإبقائها هنا.
وفي النهاية قام فيليكس بزيارة عمه وطلب يد جيرترود للزواج، وهنا صُدم عمه في البداية، لكن ابنته الأخرى شارلوت تتحدث معه لصالحها في الزواج من السيد براند، ثم تأتي جيرترود وتعلن أنها مصممة على الزوج من فيليكس، وأخيراً جاء السيد براند ليقول إنه يرغب في الزواج من شارلوت، فوجد فيليكس سعادته في أمريكا، إذ سوف يتزوج هو وجيرترود ثم يعيشان في الولايات المتحدة لفترة ومن ثم السفر والتجوال في كافة الدول الأوروبية مع حبيبته، وسوف يريها العالم الذي تتوق لرؤيته كما وعدها.
كما أن السيد براند سوف يتزوج من شارلوت، وهي ما كان من وجهة نظر السيد براند أكثر ملاءمة له من جيرترود، ولكن البارونة يوجينيا مونستر التي لم تنجح في خططها للبحث عن ثروتها في أمريكا، رفضت قطعياً حتى البقاء لحضور حفل زفاف شقيقها، فتحزم أغراضها وحقائبها وتعود إلى ألمانيا.
العبرة من الرواية هو أنه على الرغم من الفروقات العديدة والمختلفة من مجتمع لآخر، إلا أن هناك العديد من الأمور المشتركة بين مختلف المجتمعات.