يُعتبر الكاتب جون ستابينيك وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أبرز وأهم الكُتاب الذين أبدعوا في مجال الأدب في القرن العشرين، حيث أن الأدباء والنقاد صنفوه بأنه من عمالقة الأدباء والروائيين الأمريكيين، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية الاحتراق الساطع، إذ جُسدت إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تم ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على إصدارها سنة 1950م.
نبذة عن الرواية
في البداية كانت هدف المؤلف من كتابة الرواية هو إقامة تجربة في إنتاج مسرحية على شكل رواية، لكن عوضاً عن تقديم الحوار وتوجيهات المنصة المختصرة فقط كما هو معروف في المسرحيات، يقوم المؤلف بتجسيد المشاهد من خلال تقديم شرح عن التفاصيل الخاصة بالشخصيات الموجودة في الرواية بالإضافة إلى وصف البيئة المحيطة، وقد كانت الغاية من ذلك هو السماح للقارئ الغير مهتم بالاطلاع على المسرح بقراءة المسرحية بأسلوب روائي، وفي نفس الوقت يقوم بنقل الحوار والأداء دون إجراء أي تعديل يذكر من قبل الشركات المعنية بالتمثيل.
وقد كان يرى الكاتب من وجهة نظره أن توفير القليل من المعلومات التي تم تقديمها في سبيل الوصف المادي أو توجيهات المنصة قد أعطى للمخرج والممثلين حيز كبير من الحرية وإمكانية التأدية التخيلية بشكل أكبر، إلا أنه كان ذلك الأمر يقارن بالفائدة التي تجعل الممثلين يدركون أن نية الكاتب في جعل المسرحية متاحة للقارئ العام كذلك.
كانت الرواية هي المحاولة الثالثة للكاتب في مجال التأليف وأول ما أصدرها كانت من خلال كتاب يحمل عنوان رواية مسرحية، وقد فعل كذلك في الروايات التي صدرت عنه، والتي كانت مماثلة من هذه الناحية، ولكن من بين جميع رواياته كانت الرواية المذكورة من الروايات الأكثر اكتمالًا في هذا النوع، حيث اعتقد المؤلف أنه كان أول شخص يقوم بإبراز تلك التجربة وبهذا الأسلوب، إذ صرح بذلك في الوقت الذي كتب به المقدمة، والتي أشار من خلالها إلى غايته من ذلك الأمر.
كما أوضح أن إصدار الروايات بهذا الشكل من شأنه أن يقود إلى المزيد من التجارب، ومن أجل أن يساهم في استمرارية هذا النوع من التجارب وعدم انقراضها مع الوقت، خطط من أجل القيام بافتتاح إنتاج مسرحي ضخم في ذات الوقت الذي تم إصدار الكتاب الذي تتخلله الرواية، وقد كان العنوان الأصلي للكتاب هو في غابات الليل، وقد تمت الإشارة إلى أن الشخصية الرئيسية في الرواية مقتبسة من إحدى الشخصيات المقربة من الكاتب وهو من أعز أصدقائه، كما أوضح من قِبل الأدباء أن كل أمر جسده الكاتب في الرواية كان له مغزى وأهمية لدى المؤلف كالبحر والسيرك.
رواية الاحتراق الساطع
في البداية كانت تسرد أحداث ووقائع الرواية حول إحدى القصص التي يتم تجسيدها من خلال مسرحية توصف بأنها مسرحية أخلاقية بسيطة تتعلق بشخصية تدعى جوي، وقد كان جول رجل كبير في العمر، ولكن على الرغم من عمره إلا أنه كان يعتريه الشغف من أجل الحصول على طفل، وقد كان متزوج من فتاة شابة ما زالت في مقتبل العمر وتدعى موردين، كانت زوجته تحبه إلى درجة كبيرة، ولكنها في ذات الوقت كانت تشك في أنه رجل عقيم، وبما أنه كان في أواخر العمر كانت تسعى زوجته إلى تحقيق تلك الأمنية له قبل موته.
وهنا هنا فكرت في أن تحصل على الحمل من رجل آخر، وبالفعل بعد مرور فترة قصيرة جداً أصبحت حاملاً من قِبل شاب صغير في العمر ويدعى فيكتور، وقد كان هناك شخص آخر في القصة ويدعى آد، وهو بمثابة صديق قديم لفكتور وموردين، والذي بدوره كان يساعد كل من الزوجين أثناء المحنة التي واجهتهم بعد أن أدرك جول أنه في الحقيقة إنسان عقيم ولا يمكنه على الاطلاق أن يحظى بطفل، وأنه لا يمكن الطفل الذي تحمل به موردين أن يكون طفله، وقد أشار الكاتب من خلال الرواية إلى أن فكتور يعمل كبهلوان في السيرك، كما أن آد يعمل كمهرج، ثم بعد ذلك انتقلوا للعمل في مجال الزراعة ومن ثم في البحارة، وينتهي الفصل الأخير في المسرحية بمشهد ولادة الطفل دون وجود أي حوار.