تعود الرواية إلى الكاتب والأديب ويليام فوكنر وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان من الأدباء المتميزين والمبدعين في العديد من الأعمال الأدبية المتنوعة مثل الدواوين الشعرية والنصوص المسرحية والروايات، ومن أكثر رواياته التي حققت شهرة واسعة حول العالم ونسبة مبيعات عالية هي رواية البلدة، والتي تم إصدارها في سنة 1957.
رواية البلدة
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية ضمن مجموعة من الأجزاء، وتلك الأجزاء هي عبارة عن ستة فصول، حيث أن كل فصل فيها يتم سرد الأحداث فيه من قِبل أحد الشخصيات الرئيسية التي اعتمدها الكاتب في الرواية، الشخصيات هم ثلاثة فقط، وكل واحد منهم يروي جزأين من الرواية من وجهة نظره، والشخصيات هم الأول شخص يدعى تشيك ماليسون والشخصية الثانية رجل يدعى غافين سيفينز والشخصية الأخيرة هو شخص يدعى كيه راتليف.
في الفصل الأول في الرواية يتم سرد الأحداث من وجهة تشيك ماليسون، حيث أشار إلى شاب يدعى فليم، حيث أن ذلك الشاب في أحد الأيام عزم على الانتقال إلى مدينة جيفرسون وهي من نسج خيال الكاتب، وقد وصفها بأنها تقع في ولاية ميسيسبي؛ إذ تعرض ذلك الشاب في السابق إلى خيانة من قِبل إحدى الفتيات والتي تدعى إيلي، وبعد انتقال الشاب إلى تلك المدينة أصبح شخصية معروفة، وذلك جراء تولية منصب كمشرف على إحدى محطات الكهرباء، وفي وقت لاحق طمح الشاب إلى أن يكون من أصحاب النفوذ والأموال، ولهذا قام بسرقة مادة النحاس من المحطة، وبعد أن تم كشف أمره من قِبل صاحب المحطة والذي يدعى السيد توم واجهة بذلك الأمر، إلا أن الشاب قام بخداع السيد توم، وقام بإخفاء النحاس بمساعدة رجال الإطفاء في البرج المائي.
وفي الجزء الثاني من الرواية والذي تم سرد أحداثه من قِبل غافين ستيفنز، حيث يشير إلى اللحظة التي يقوم بها سيدة تدعى إيك بإنقاذ حارس زنجي من حادثة ما، ولكنها خلال عملية إنقاذها له قد كسرت رقبته، إذ كانت العلاقة التي تربط بين إيك والحارس الزنجي وكأنهم أفراد لعائلة واحده، وفي ذلك الوقت كانت إيك قد عملت على تغير عملها في أكثر من مرة، وكانت باستمرار تفكر في أمور عائلتها الاقتصادية، وفي أحد الأيام عزمت إيك على الانتقال إلى إحدى القرى في المدينة، وهناك تعمل في مهنة التعليم، إلى أن تترفع وتصبح مع الوقت مديرة مدرسة، وفي وقت لاحق يفتتح أبناء إيك فندق في ذات القرية.
في الفصل الثالث من الرواية يتم سرد الأحداث على لسان تشيك ماليسون، حيث يتطرق للحديث عن النميمة التي كانت تدور في ذلك الوقت في مدينة جيفرسون، وقد كانت النميمة تدور حول فتاة تدعى إيولا، إذ أنه في لحظة ما يجري التخطيط إلى إحدى الحفلات الراقصة والتي تعرف باسم رقصة كوتيليون، وفي تلك الأثناء ظهر شخص يدعى دي إسبانيا، وبينما كان يتوجه إلى الحفلة يصدر صوت مرتفع في إطاراته، وبتحريض من غافين تمكن رجلان يدعيان تشيك وغوان أخيرًا من ثقب أحد إطاراته، ثم بعد ذلك تجتاح البلدة حالة من الهلع والتي تمتد إلى الحفلة، وهناك في الحفلة تحدى غافين دي وقاتله، ولكن دي قد تغلب عليه.
وبعد الانتقال إلى الفصل الرابع من الرواية والذي يتم سرد الأحداث فيه على لسان كيه راتليف، حيث صرح بأن غافين قام بإعداد لائحة الاتهام ضد دي إسبانيا، وبصفة أن غافين كان عمدة البلدة، فقد كان صاحب سلطة ونفوذ، كما تم التطرق إلى قضية سرقة النحاس من محطة توليد الكهرباء، حيث أن غافين كان من كبار المدافعين عن العفة والفضيلة والأخلاق الحميدة، وعلى وجه الخصوص عند النساء، وفي تلك الأثناء تلقى غافين رسالة من شخص غامض ومجهول.
وفي الفصل الخامس من الرواية يتم سرد الأحداث من وجهة نظر غافين، حيث أنه في إحدى الليالي كان قد تقابل بإيولا في مكتبه، والتي بدورها حاولت التقرب منه، وقد بررت ذلك برغبتها في أن تخرجه من حالة اليأس والإحباط التي يشعر بها، وبعد تحليل غافين إلى شخصية ودوافع إيولا رفض عرضها.
وفي الفصل السادس والأخير من الرواية والتي يتم سرد أحداثه على لسان كيه راتليف أشار إلى أن دي تفوق على غافين بخصوص ما يتعلق بلائحة الاتهام وسرقة النحاس، وقد كان ذلك الأمر أدى إلى تغيير في مجرى التحقيقات، كما استنتج راتليف في ذلك الوقت أن دي تقدم لطعن أحد الأشخاص من أجل إيولا، وفي النهاية غادر غافين إلى مدينة هايدلبرغ.