يُعتبر الكاتب والمؤلف ميتشل ديفيد ألبوم من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، حيث أنه صدر عنه العديد من المؤلفات والأعمال الأدبية المتقنة والمميزة، ومن أهم وأبرز الروايات التي حققت شهرة واسعة حول العالم ونسبة مبيعات عالية هي رواية الثلاثاء مع موري، والتي تم تجسيدها في العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم تصنيفها من قِبل الأدباء أنها تندرج تحت تصنيف الروايات الفلسفية والسيرة الذاتية، وقد تم العمل على نشرها سنة 1997م.
نبذة عن الرواية
تناولت الرواية الحديث عن الشخصيتين الرئيسيتين في الرواية، وهما الأول يدعى السيد ألبوم والذي ولد في منتصف القرن التاسع عشر في مدينة نيو جيرسي، في الأصل كان يعمل كعازف على إحدى الآلات الموسيقية وعلى وجه التحديد على آلة بيانو، وقد كان يرغب في أن يقضي حياته في العمل في المجال الموسيقي، إلا أنه بدلاً من ذلك توجه للعمل في مجال الكتابة والصحافة وتأليف الكتب، كما عمل لفترة في مجال الإذاعة والتلفزيون أثناء دراسته الجامعية، ومع الأيام التقى أستاذ علم الاجتماع الدكتور موري الذي كان له أثر كبير في كتابته لمذكراته.
ومن جهة أخرى تم التعريف عن السيد موري والذي كان يعمل كأستاذ في مجال علم الاجتماع في إحدى الجامعات التي تعرف باسم جامعة جامعة برانديز، وفي أحد الأيام أصيب بنوع من الأمراض تم تشخيصه بالتصلب الجانبي الضموري، كما كان يعرف في الكثير من الأحيان بمرض لو جيريج، كان موري رجل حكيم جداً ويمتلك الكثير من الخبرات في الحياة، بالإضافة إلى أنه كان ابن أحد المهاجرين من دولة روسيا، لم تكن طفولته خالية من مواجهة الصعوبات بما في ذلك وفاة والدته وإصابة شقيقه بمرض فيروس شلل الأطفال.
وقد ذهب موري في وقت لاحق للعمل كباحث في أحد المستشفيات التي تُعنى بالأمراض العقلية، وهناك تعلم عن المرض العقلي وكيفية التعاطف والتآخي مع الآخرين، وفي وقت لاحق من حياته قرر أن يصبح أستاذًا في مجال علم الاجتماع؛ وذلك حتى يحقق رغبته في أن تؤثر تعاليمه على أكبر عدد ممكن من فئات المجتمع، وقد كان هو المكان الذي التقى فيه بأحد طلابه وصديقه مدى الحياة ميتش ألبوم، وفي تلك الأثناء كان موري متزوج من سيدة تدعى شارلوت شوارتز ولديهما طفلان، وبعد صراع طويل مع المرض توفي موري في أواخر القرن التاسع عشر وقد كتب على قبره عبارة تقول معلم حتى النهاية.
رواية الثلاثاء مع موري
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في نهاية القرن التاسع عشر، حيث أنه في تلك الفترة ظهر أحد الأشخاص والذي يدعى ألبوم، وقد كان السيد ألبوم يعمل ككاتب رياضي ناجح في إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة ديترويت فري برس، وفي أحد الأيام التقى ألبوم مع شخص يدعى موري شوارتز، وقد كان السيد موري يعمل أستاذ في مجال علم الاجتماع، إذ أنه في وقت سابق قام ألبوم بالاتصال هاتفياً مع عالِم الاجتماع وطلب منه السفر إلى مدينة ماساتشوستس من أجل القيام بزيارة له.
ومن هنا قرر ألبوم بعمل زيارة إلى موري كل أسبوع مرة، وتلك الزيارة تكون في يوم محدد من قِبل الطرفين، إذ تم الاتفاق على يوم الثلاثاء، وهنا تم تدوين كامل أحداث كل زيارة في كتاب، وقد كانت عدد عدد الزيارات التي قام بها السيد ألبوم إلى موري هي أربع عشرة زيارة، كما تم إضافة إليها المحاضرات وتجارب الحياة التي عاشها موري، كما تخللها العديد من ذكريات الماضي التي مر بها في حياته وبعض الإشارات إلى مجموعة من الأحداث المعاصرة.
ومع مرور الوقت تم تشخيص موري بأنه مصاب بأحد أنواع الأمراض الذي يعرف باسم التصلب الجانبي الضموري، وقد كان يقضي موري أيامه الأخيرة في تقديم إلى طالبه السابق ألبوم درسه الأخير في هذه الحياة، ومن هنا تم تجزئة الرواية إلى أربعة عشر يوماً، وقد قضى ألبوم كل يوم من هذه الأيام مع أستاذه موري، وخلال تلك الأيام تمت مناقشة بين كل من ألبوم وموري حول العديد من المواضيع المختلفة والمهمة للحياة والمعيشة على حد سواء، كما تضمنت الرواية الحديث حول ذكريات ألبوم عن موري حين كان يعمل كأستاذ له.