اشتهرت أجاثا كريستي على مستوى العالم، حيث أنه قامت بتأليف مجموعة كبيرة من القصص القصيرة والروايات، وقد لاقت مؤلفاتها الأدبية شهرة واسعة حول العالم؛ وهذا السبب الذي كان خلف المطالبة بترجمة رواياتها إلى العديد من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية هي رواية الجريمة النائمة، وقد تم العمل على نشر الرواية سنة 1976م، كما نالت أجاثا العديد من الجوائز العالمية كتكريم لها على أعمالها الأدبية.
رواية الجريمة النائمة
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية وهي سيدة تدعى ريد، حيث أنه في أحد الأيام تسافر السيدة ريد والتي كانت متزوجة حديثاً مع زوجها لإيجاد بيت لهما في منطقة الساحل الجنوبي التابع إلى دولة إنجلترا، وفي تلك الأثناء وجدت ريد منزل يعود بناءه إلى الزمن القديم جداً، وهي كانت تحب هذا النوع من المنازل، لذا سرعان ما قامت بشرائه، وقد كان ذلك المنزل واسع إلى حد كبير، إلى درجة أنه يشبه بيتها الذي كانت تقيم به في الوطن، وفي ذلك الوقت كانت تشرف ريد على العمال الذين يعملون على إحداث بعض التغييرات في المنزل.
وفي تلك الأثناء كانت قد بقيت في إحدى الغرف إلى أن ينتهي العمال من عملهم، وهنا بدأت ترسم في مخيلتها أن تلك الغرفة التي هي بها الآن سوف تكون في المستقبل غرفة طفلها المستقبلي، لهذا طلبت ريد العمل على تغيير ورق الجدران والتي كانت تتميز بلونها الكئيب والذي كان طاغي على كامل أثاث المنزل، وأن يتم وضع ورق جدران ذو لون زاهي، كما طلبت من العمال أن يقوموا بفتح لها باب جديد يوصل بين الصالة والمطبخ، وفي لحظة ما تبين لها أن ورق الجدران الذي كان مستخدم في المنزل، يخفي خلفه ذات الخلفية التي كانت في مخيلتها طوال الوقت.
وفي أحد الأيام ذهبت إلى مدينة لندن في زيارة لها مع أقاربها وهم المؤلف الشهير الذي يدعى ريموند وبرفقة زوجته وعمته التي تدعى ماربل، وقد كانت سبب ذهابها إلى لندن من أجل حضور مسرحية التي تحمل عنوان دوقة مالفي، وبينما سمعت ريد جملة تقول غطِّ وجهها فقد تشوش نظري ماتت صغيرة، صرخت بصوت عالي؛ حيث عصفت في مخيلتها صورة لرجل يقول تلك الجملة وهو يقوم بخنق امرأة ذات أشعر شقراء تدعى هيلين.
حيث أنه هنا تطرق الكاتب إلى الحديث عن بدايات حياة ريد، إذ قضت ريد مراحل حياتها الأولى في دولة الهند حيث كان يتمركز والدها هناك بسبب عمله، ولكنها انتقلت بعد ذلك بفترة قصيرة إلى دولة نيوزيلندا حيث بيت خالتها بعد موت أمها، ثم بعد ذلك توفي أبيها بعد سنوات قليلة من وفاة أمها، ومن هنا تراود ريد مجموعة من الذكريات القديمة، حينما كانت على متن إحدى السفن، وقد صرحت ماربل أن ريد كانت قد عاشت في زمن ما في إنجلترا مع أبيها وزوجته الثانية، وهذا ما كان يفسر ذكريات ريد، وفي ذلك الوقت تقابلت ريد مع زوجة والدها التي تدعى هيلين، والتي بينما كان والدها على متن إحدى السفن والتي كانت متوجهة في تلك الأثناء إلى إنجلترا من الهند.
وقع والد ريد في حب هيلين وتزوج منها فور وصولهم إلى إنجلترا، وقد استأجر الزوجان منزل في مدينة ديلماوث، وقد كان ذلك المكان الذي نشأت به هيلين، وقد أثبتت الصدف أن الذكريات القديمة من إقامة ريد في ذلك البيت منذ ما يقارب الثمانية العشر عام بينما كانت ريد ما زالت طفلة صغيرة جدًا، وقد كانت باستمرار تتأمل ريد تلك الصورة المخيفة التي تراودها وبعض الكلمات الختامية من مشاهد المسرحية، وفي تلك الأثناء يتم التساؤل فيما إذا تلك الذكريات حقيقية أم لا؟ وهنا وصل زوج ريد الذي يدعى كيلر من نيوزيلندا وقرر ملاحقة هذا اللغز، حيث نشر إعلان يبحث به عن هيلين، والذي يرد على الإعلان طبيب يدعى كينيدي، وهو أخ هيلين غير الشقيق، والتي كانت قد نشأت وترعرعت على يديه، والذي تقاعد من وظيفته وانتقل إلى قرية أخرى.
وفي ذلك الوقت عزمت ماربل على ترتيب موعد لزيارة بعض الأصدقاء في مدينة ديلماوث، وعند وصولها إلى أحد المنازل بدأت تقتلع أعشاب اللبلاب من حديقة المنزل، إذ بها تجد البستاني الذي كان يعمل في حديقة عائلة كينيدي، حيث أن تلك العائلة تتضمن الطبيب وشقيقته هيلين، إذ يصف البستاني في وقت لاحق الكثير من الأحداث التي حدثت هناك، كما وجدت ماربل الطاهية التي تتبع إلى إحدى العائلات التي تعرف باسم عائلة هاليداي والتي تدعى إدي، والتي تتذكر ذلك الوقت بشكل جيد، حيث سرعان ما انتقلت عائلة هاليداي إلى بيت كبير في نورفولك قبل اختفاء هيلين، إذ أرادت الفرار من عائلتها، وقد اعتقد الخدم أن ذلك جراء رغبتها في الزواج من زوجها، ولكن لم يكن الأمر في الحقيقة كذلك، وقد كان هدفها الأساسي هو الفرار من شقيقها ومعاملته السيئة لها.
وبعد مرور وقت قصير وصل إعلان عائلة ريد إلى مسامع الخادمة التابعة إلى عائلة هاليداي السابقة التي تدعى ليلي، وأول ما سمعت أرسلت رسالة إلى الطبيب كينيدي، حيث اعتقدت أنه صديق مقرب، وأشارت إنها لا تعتقد أن هيلين قد فرت؛ لأن الثياب التي وُجدت في حقيبتها لا تدل على ذلك، حيث كان معها فستان مسائي من دون حذاء أو الحزام الذي يرتدى معه، وهنا وافق كل من الطبيب كينيدي وعائلة ريد على أنه ينبغي أن يرد عليها بترتيب لقاء في بيته الحالي، ولكن ليلي لم تذهب إلى الموعد قط.
وفي اليوم التالي عثرت عناصر الشرطة على ليلي مقتولة من خلال خنقها، وقد كانت جثتها متواجدة في مكان قريب من محطة القطار، وقد حدث ذلك بعد وصولها على متن قطار مبكر وتحمل رسالة إلى الطبيب كينيدي، وفي غضون ذلك كانت قد قدمت ماربل نصيحة إلى ريد بأن تقوم إخبار كل شيء إلى الشرطة، حيث أنها كانت قد اكتشفت أن جثة هيلين مدفونة في الحديقة المنزل، وقد كانت ريد هناك بمفردها.
وحينما تقرّب منها الطبيب لقتلها عن طريق خنقها بعد أن فشل في محاولة تسميمها في السابق، وهنا وصلت ماربل وفي جعبتها علبة من المحلول الصابوني، وحينها رشّت في عينيه في محاولة منها إلى إيقافه، وفي النهاية حينما أفاق الطبيب من غيبوبته اعترف بكامل الجرائم التي ارتكبها، وأشارت ماربل إلى أنه ينبغي على الجميع إدراك أنه المجرم منذ أن تم ذكر تلك الجملة في المسرحية.