رواية الحرب والسلم - War and Peace Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعد رواية الحرب والسلم من الروايات التي اشتهرت على مستوى العالم وقد لاقت رواجاً عالمياً، إذ تعود كتابتها للمؤلف والأديب ليو تولستوي الذي نال شهرة واسعة جراء كتاباته المميزة، والتي تتناول مواضيع مهمة، وهو من مواليد دولة روسيا، كما تم العمل على نشرها في للمرة الأولى في عام 1865م، واستمر نشرها حتى سنة 1869م، حيث كان المكان الأول الذي تم نشرها به هو المجلة المعروفة على مستوى العالم باسم المراسل الروسي، وقد كانت باللغة الروسية آنذاك.

نبذة عن الرواية

الموضوع الذي تناولته الرواية للحديث عنه هو فترة الحكم في عهد نابليون بونابرت، حيث تمت الإشارة إلى الرواية أنه من أفضل الروايات التي كتبت في مجال الأدب العالمي، وذلك لما تناولته من قضايا واقعية عن حياة الترف التي كانت تعيشها الطبقة المخملية في روسيا، لكن تلك الحياة لم تستمر طويلاً فقد بدأت بالتدهور والتغير حينما جاء الحاكم نابليون وعزم على غزو دولة روسيا، تخطى الكاتب من خلال الرواية الكثير من العادات والتقاليد المتبعة في الأسلوب الكتابي والسردي للرواية، مما جعل الكثير من الأشخاص يصفونها بأنها لا تصنف تحت مسمى رواية في تلك الفترة، وكانت كل تلك الأحداث تدور في الآونة الأولى من القرن التاسع عشر.

اعتمد المؤلف في سرد أحداث الرواية على اللغة الروسية، لكنه كان في بعض الأحيان يعمل على إدخال اللغة الفرنسية، وذلك نظراً إلى أنّ طبقة النبلاء والطبقة الارستقراطية في ذلك الوقت كان تفضل الحديث باللغة الفرنسية وتجيدها أكثر من اللغة الروسية، لكن ما رغب الكاتب بإظهاره من خلال استخدام اللغة الفرنسية للطبقة الأرستقراطية هو أن يشير بها إلى أنها اللغة التي تحمل الخداع والكذب والمكر بين حروفها، وبالنسبة إلى اللغة الروسية كان يشير بها إلى أنها تحمل الصدق والكرامة والأمانة بين حروفها.

رواية الحرب والسلم

في البداية أوضح المؤلف أن الرواية تتناول الحديث عن حياة ووقائع خمس من عائلات الطبقة الارستقراطية وهم: آل روستوف، آل بولكونسكي، آل دروبيتسكوي، آل بزوخوف، آل كوراجين، حيث قام الأديب بالدخول إلى حياة العائلات الخمسة بشكل عميق، حيث علق على كل العقبات والكوارث والمصائب التي قد حدثت معهم وتعرضون لها لمدة ثماني سنوات على التوالي، وذلك من سنة 1805م، إلى سنة 1813م.

أول ما ترأس الحديث بالرواية هو الصورة التي توضح من خلالها قصة الاستعمار والاضطهاد الذي قام به بونابرت اتجاه دولة روسيا سنة 1812م، إذ تقوم العديد من الشخصيات داخل الرواية بمنع الأفراد من التمتع بالحرية في نطاق اختياراتهم، وقد كانت الرواية تشير إلى أهمية ذلك الحدث التاريخي وما عاصره من أحداث تسببت في الحزن الشديد والألم، بالإضافة إلى الأحداث التي تسببت في سعادة الناس.

قدم الكاتب من خلال الرواية عدد كبير من الشخصيات، فهناك من كان له دور كبير في الأحداث التاريخية المهمة، وهناك جزء آخر من من الشخصيات جاء بها الأديب من وحي الخيال، كما كانت الشخصيات في الرواية من أصول متنوعة، فمنهم من أصول روسية ومنهم من أصول فرنسية وأخرى، إذ اعتمد في أسلوبه على تقديم الشخصيات الموجودة على أرض الواقع والحقيقية، حيث كان من الأشخاص المعروفين له بشكل شخصي مثل تقديمه لوالده على أنه نيكولاي روستوف ووالدته تمثلت في شخصية ماريا بولكونسكايا، كما عبر عن زوجته في الحقيقة على أنها شخصية ناتاشا، كما جسد الشخصية التي تمتلكها زوجة شقيقه في شخصية أخرى أيضاً.

كما قدم الشخصية الرئيسية في الرواية والتي كانت تتمثل بالأمير أندريه وبيير، ليعبر من خلالهم عن الشخصية الحقيقية والواقعية لنفسه، فالكاتب أخذ بالتوسع من أجل توضيح الهدف المبتغى من روايته، فقد كان يعتمد بشكل كبير حول تقديم الوقائع على ستة شخصيات رئيسية لها لها أثر في تغيير الأحداث في الرواية، حيث أراد أن يوضح من خلال ذلك الاختلاف في الرواية على بيان مدى قدرة الظروف على تغيير مجرى الأحداث في القصص.

كما عمل الكاتب على توظيف العديد من الشخصيات التي ظهرت عبر التاريخ، كما عمل على تخصيص الكثير من الأجزاء في الرواية للحديث الأعمال التي قاموا بها فش شن الحروب والاستعمارات على الدول مثل تجسيد شخصية نابليون بونابرت وشخصية كوتوزوف، بينما الشخصيات التي لم تحدث أي تغيير لم يقوم بالتطرق للحديث عنها في الرواية.


شارك المقالة: