رواية الحصين - The Invincible Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الفيلسوف والأديب ستانيسواف لم (StanisławLem) وهو من مواليد دولة روسيا من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، إذ قضى حياته في جمهورية بولندا حتى توفي هناك، أصدر العديد من الأعمال الأدبية ومن ضمنها رواية الحصين أو ما كان يطلق عليها أحياناً اسم الذي لا يقهر، وقد تم العمل على اصدار الرواية عام 1964م، وكانت أو ما صدرت باللغة البولندية، ثم تمت ترجمتها فيما بعد إلى العديد من اللغات العالمية، وقد تم تصنيف الرواية تحت مسمى روايات الخيال العلمي من قبل الأدباء.

نبذة عن الرواية

‏بعد مرور سنوات قليلة على إصدار الرواية تمت ترجمتها إلى اللغة الألمانية والإنجليزية؛ وذلك لأن الأدباء اعتبروها من أبرز الروايات التي ظهرت في مجال الخيال العلمي، كما أنه تم تصنيفها على أنها من أهم وأوائل الروايات التي قامت بتوظيف واستخدام فكرة الروبوتات الدقيقة، والتي كانت تعرف بأنها أقرب شيء من الروبوتات النانو، وهذا النوع من الروبوتات كان قائم على فكرة الذكاء الاصطناعي وذكاء الأسراب، والذي كان بدوره نقيض للارتقاء البيولوجي الحيوي، وهذا ما جعل العديد من الأشخاص الخبراء في مجال الخيال العلمي يعدون قصة الرواية أنها قصة تعبر عن الخيال العلمي العسكري.

رواية الحصين

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في ذلك اليوم الذي استقرت سفينة فضاء ذات حجم صغير جداً، والتي كانت في تلك الأثناء تجوب في الفضاء بين النجوم على أحد الكواكب الذي يعرف باسم ريجيس الثالث، حيث أنه كان يطلق على تلك السفينة الفضائية اسم إنفينسيبل أو المنيع، وقد كان ذلك الكوكب كغيره من العديد من الكواكب لا يقنطه أي سكان، كما كان الكوكب من الكواكب التي تتميز بانخفاض شديد في درجات الحرارة، إذ كان البرد فيه قارص، وقد كانت الغاية من هبوط تلك السفينة الفضائية هو التحقيق في أمر فقدان سفينة فضائية أخرى وهي السفينة الأخت لها وتدعى سفينة كوندور.

وبينما كان الطاقم الموجود على السفينة يقوم بالعديد من التحقيقات والتحريات توصل إلى أنه كان هناك شكل من أشكال الحياة على سطح هذا الكوكب، حيث أنها تلك الحياة حسب معتقداتهم كانت قد تكونت جراء الآليات ذاتية التكرار المستقلة، وبعد إجراء العديد من الدراسات حولها تبين أنها قد خلفتها الحضارة الغربية خلفها، وأنها جاءت إلى هذا الكوكب منذ زمن بعيد جداً، وأن تلك المخلفات قد تطورت مع الوقت جراء الحروب التي أقيمت بين الروبوتات والتي نتج عنها الآلات الدقيقة، وقد كان هذا الشيء الوحيد الذي نجى من بين أسرب عديدة من الآلات، وقد كان شكلها يبدو وكأنه حشرات ذات حجم صغيرة جداً.

وقد أشار العلماء بعد إجراء العديد من الدراسات حولها أن تلك الآلات سواءً أكانت متواجدة على شكل فردي أو بشكل جماعي أو حتى على شكل مجموعاتٍ صغيرةٍ، فهي غير ضارة على الاطلاق للجنس البشري، كما أنها كانت قادرة على أداء مجموعة من السلوكيات البسيطة فقط، ولكن على الرغم من كل ذلك، فإنه حينما يقوم أي شخص بتسبيب الازعاج لها، فإنها سرعان ما تتجمع في أسراب ضخمة جداً تستعرض من خلالها مجموعات عديدة من السلوكيات المركبة والمعقدة والتي بدورها تكون ناجمة عن عملية التنظيم الذاتي، وهذا التجمع يجعلها قادرة ومتمكنة من القضاء والتغلب على أي شخص أو كائن دخيل، بحيث يكون ذلك ناتج عن تدفق قوي للقوة التي تكمن بداخلها، والذي يطلق عليه اسم التدخل المغناطيسي.

وعلى أثر ذلك فقد تعرض مجموعة من أفراد الطاقم الذي كان يعتلي السفينة الفضائية من محو تام للذاكرة، وعلاوة على ذلك فإن مجموعات كبيرة وضخمةً جداً من الحشرات والتي كانت على شكل غيوم كانت قادرة أيضاً على السفر بسرعةٍ هائلةٍ، وإضافة على كل ذلك فإنها قادرة على القفز على قمة طبقة التروبوسفير والذي كان يعرف باسم المتكور الدوار.

وجراء ذلك دعا الكابتن المسؤول عن طاقم السفينة الغاضب إلى محاولة محاربة العدو المنتظر، إلا أنهم اعترفوا في نهاية الأمر أنه لا جدوى ولا فائدة من كافة مجهوداتهم، فقد باءت كل محاولاتهم بالفشل في محاربة تلك الحشرات، إذ أنه في ذلك الوقت قد لاحظوا أن عالم الأحياء الروبوتي قد أصبح جزءاً مرتبطاً تماماً ولا يتجزأ أبداً عن النظام الإيكولوجي لهذا الكوكب، كما أدركوا أن مسألة القضاء ومسح تلك الآلات من الحشرات من على ذلك الكوكب سوف يتطلب تعطيل كامل على صعيد الكوكب في حال فكروا في اللجوء إلى استخدام الشتاء النووي.

ومنذ تلك اللحظة بدأت تتحول القصة إلى تحليل للعلاقة فيما بينهم وبين العديد من المجالات المختلفة في هذه الحياة، ومكان كل منهم في هذا الكون، وعلى وجه الخصوص أنها كانت عبارة عن أحداث تنقل تجربة من عالم الخيال؛ وذلك من أجل التوضيح والإشارة إلا أنه ليس بالضرورة أن يقود التطور الطبيعي مع مرور الوقت إلى السيطرة والهيمنة الكاملة على أشكال الحياة المختلفة والمتنوعة، والتي تتميز بأنها أكثر رقي وتفوق عقلي وفكري.

ومن جانب آخر فقد تطرق الكاتب من خلال قصة الرواية إلى أن تلك القصة الخيالية تتضمن أيضاً معضلة أخرى شبيهةً بتلك الخاصة بكونراد، وقد أبرز ذلك الأمر من خلال الازدواجية في القيم الإنسانية ومدى كفاءة الحشرات الآلية، كما أشار إلى ذلك أيضاً من خلال كيفية المواجهة في البداية، ثم بعد ذلك كيفية الهزيمة والطريقة التي اتبعها الطاقم في الانسحاب الفوري لسفينتهم الفضائية، حيث أشار إلى أن قائد السفينة والذي كان يدعى روهين قام بإجراء رحلةٍ إلى منطقة العدو؛ إذ غامر في ذلك من أجل البحث عن أربعة اشخاص من أفراد طاقم سفينته.

حيث أنه في ذلك الوقت تم فقدانهم في خضم الصراع الذي دار بينهم وبين الآلات، حيث أنه تم وصف ذلك الصراع من وجهة نظر روهين ومساعده الذي يعرف باسم هورباخ أنها محاولة عقيمة وفاشلة لا فائدة منها على الاطلاق، فقد كانت مجرد محاولة ضروريةً من أجل أسباب أخلاقية فقط لا غير، حيث أنهم لم يستفيدوا شيئاً سوى أن روهين تعرض للضرب بينما كان يجول في وسط الجبال التي كانت مغطاة بالشجيرات المعدنية والحشرات من أجل البحث عن باقي الطاقم، إلا أنه قد عثر على أفراد طاقمه مقتولين، وفي تلك الأثناء سرعان ما قام بتجميع مجموعة من الأدلة ورجع فوراً إلى السفينة قبل أن يتعرض إلى أي أذى آخر، وقد تمت عمليته التي أجراها في الجهاز المضاد للكشف بنجاح، حيث أن ذلك الجهاز الكاشف قاموا بصناعته لمثل تلك الأحداث.


شارك المقالة: