من أكثر الروايات التي حصدت نسبة مبيعات عالية حسب التقارير العالمية هي الرمز المفقود، فقد كانت من تأليف الكاتب والأديب دان براون، وهو الكاتب الذي كان يحقق أعلى نسبة مبيعات لمؤلفاته في ذلك الوقت، وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، فقد كانت هذه الرواية بالذات منتظر لحظة إصدارها ونشرها؛ وذلك لأنها كانت بمثابة عودة جديدة للكاتب وبطل رواياته، فقد كان يوظف أسلوب الإثارة في رواياته، وتم اخياره من ضمن أفضل الكُتاب الذي يترك تأثير في العالم وقد تم العمل على نشرها في سنة 2009م.
رواية الرمز المفقود
في البداية كانت تدور أحداث ووقائع الرواية حول اللحظة التي تم استدعاء فيها البروفيسور روبرت لانجدون، حيث كان يعتقد حينها أنه تم استدعاؤه إلى مدينة واشنطن من قِبل أحد أصدقائه المقربين والذي يدعى بيتر سولومون من أجل القيام بإلقاء محاضرة، ولكن بدل من هذا وجد نفسه في سباق مع الوقت من أجل القيام بحل مجموعة من الألغاز التي تخص الهرم الماسوني، حيث كان ينبغي عليه أن يقوم بحل شفرة الهرم؛ حتى يتمكن من إنقاذ صديقه والأمة العالمية بأكملها من رجل المخبول، والذي بدوره يسعى إلى تدمير المعرفة وزيادة سطوة الظلام.
وفي تلك الأثناء تفاجأ لانجدون بتلقيه إحدى المكالمات الهاتفية من أحد مساعدي صديقه بيتر سولومون، إذ كان يطلب منه فيها أن يقوم بإلقاء محاضرة في مبنى يعرف باسم الكابيتول هذا المساء، لكن حينما وصل إلى تلك القاعة وبدلًا من أن يجدها قاعة محاضرات مجهزة على أكمل وجه وجد نفسه في مكان عبارة حجرة فارغة.
وهنا أخذ لانجدون بتفكير ومحالة فهم ما يدور حوله، وفي تلك اللحظة وجد يد صديقه بيتر مقطوعة في قاعة مبنى الكابيتول، كانت اليد مرسوم عليها ومعدة على شكل أحد الرموز القديمة التي تشير إلى الرغبة بتحويل الإنسان إلى إله يحمل الأسرار.
وقبل أن يقوم لانجدون بإدراك الأمر سرعان ما تم خطفه، وقد كانت تلك العملية منفذة من قِبل وكالة المخابرات المركزية؛ وذلك من أجل أن يقوم بمساعدتهم في إيجاد الحلول وفك شفرة الهرم الماسوني، حيث تم التوصل فيما سبق وتلقوا معلومات سرية تؤكد أن لانجدون هو الشخص الوحيد القادر على فك شفرة الهرم وفهم رموزها.
ولحد تلك اللحظة لم يكن لانجدون يستوعب أن تم خداعة عن طريق شخص يسمى مالاك، فقد اتصل به مدعياً أنه أحد مساعدين بيتر، وقد كان حينها قد طلب منه أن يقوم بإحضار الصندوق معه، وقد كان ذلك الصندوق قد قام بيتر بائتمانه عليه حتى يتمكن من العودة وأخذه، فقد عرف لانجدون فيما بعد أن هذا الصندوق يوجد بداخله شيئاً مهم للغاية، فهو يحمل حجر الأساس للهرم، وقد كانت تلك هي القطعة المطلوبة؛ لفك الشفرة التي كانت محفورة على الهرم.
وفي ذلك الوقت كان مالاك بعد أن تمكن من خطفه لبيتر القيام بخداع أخت بيتر التي تسمى كاثرين، وجعلها تضع كامل ثقتها به، فكاثرين كانت من أبرز العالمات التي استطاعت أن تخلق طفرات في العلم المختص بتحديد مدى قوة العقل البشري.
وحينها قام مالاك بتدمير عملها بشكل كامل كما عمل على تفجير مختبرها وذلك في اعتقاد منه بأنه سوف تتم مكافأته من قِبَل قوَى الظلام، كما أقدم على محاولة قتلها مرات عديدة، لكنها في كل مرة كانت تتمكن من الهروب، وفي ذلك الوقت عزمت على الانضمام إلى لانجدون في جهوده من أجل المساعدة في إنقاذ بيتر، وفي إحدى المحاولات تمكن لانجدون وكاثرين من الفرار من وكالة المخابرات المركزية، والتي كانت لا تهتم بحماية بيتر ولم تضع مهمة إنقاذ بيتر ضمن أولوياتها، حيث كان ذلك بفضل مساعدة مهندس يعمل في الكابيتول وهو من الأصدقاء المقربين بيتر والذي يسمى ويليام بيلماي.
بدأت محاولات لانجدون وكاثرين تتكاثف من أجل العمل على فك شفرة الهرم بأسرع وقت، وقبل أن تتم عملية القبض عليهم قاما بإجراء مكالمة هاتفية من هاتف مالاك، إذ اعتقدوا حينها أن بيتر قد تم إطلاق سراحه؛ لأنهم كانوا قد تحدثوا إلى أحد حراس الأمن والذي ادعى حينها أنه يتواجد في المنزل، وهنا تم السماح لهم من قِبل قائد المخابرات أن يقوموا بالذهاب إلى منزل مالاك، ولكن كان كل ذلك مخالف لاعتقاداتهم، فقد اتضح فيما بعد إنّ مالاك قام بإخداعهم مرة أخرى، إذ قام بأسرهم كرهائن، وعلى أثر ذلك عزم على قتل عميل المخابرات الذي تم إرساله معهم.
وفي ذلك الوقت قام مالاك بالضغط على لانجدون من أجل أن يقوم بإخباره عن الموقع الذي ترمز إليه الإشارات الموجودة على الهرم الماسوني، كما قام بأخذ جرعة دم من كاثرين تاركها تواجه حتفها، لكنها لم تمت، ثم بعد ذلك علم على أخذ بيتر إلى غرفة المعبد الموجود في بيت الهيكل وقدم مالاك نفسه قربانًا هناك.
وهناك في غرفة المعبد قام مالاك بأمر بيتر أن يصرح له بالكلمة المفقودة؛ لكي يقوم بكتابتها على جبينه فقد كان ذلك هو الجزء الوحيد من جسده الذي لم يكن مرسوم عليه وشم، قام بيتر بإعطائه رمز من أجل أن يقوم بكتابته حيث استمر مالاك في طقوسه حيث اعتقد أن بيتر قام بإخباره الرمز الحقيق، وهنا أخبر مالاك بيتر أنه هو الشخص الذي سيُقتل كقرباناً وأخبره أنه هو ذاته ابن بيتر الذي اعتقد أنه ميت منذ زمن.
سيطر على بيتر الحزن والغضب، وعوضاً من أن يقوم بقتل ابنه بالسكين الذي تناوله، فقد ضرب السكين في حجر المذبح محطمًا بذلك النصل، وفي تلك الأثناء قامت إحدى المروحيات بالتحليق في سقف المعبد، حتى قامت بتحطيم حاسوب مالاك المتنقل، فقد منعت بذلك شريط الفيديو، الذي قام مالاك بصنعه عن مبادرته حول الماسونية من الخروج للعلن، وحينما كان قائد المروحية يحاول أن يخرجها من المبنى اصطدمت بالكوة الموجودة في السقف وعملت على تحطيمها، فتناثرت قطع الزجاج وعملت على مالاك.
وبدل من أن يكون الاستقبال المبهج الذي كان متوقع في العالم الآخر حال وفاة مالاك، ذهب مالاك إلى عالم من الظلمات والخوف، وبسبب تفاني ووفاء لانجدون لبيتر فقد أخبره بيتر في النهاية بالمكان الذى قام بدفن فيه (الكلمة المفقودة)، حيث اتضح أنها في الحقيقة نسخة من الكتاب المقدس والتي تم دفنها في النصب التذكاري الواقع في واشنطن، وانتهت الأحداث بلانجدون وكاثرين يشاهدان ضوء الشمس فوق النصب التذكاري في واشنطن كإشارة لانتصار الخير على الشر.