رواية الساعات - The Clocks Novel

اقرأ في هذا المقال


أبرز من كتب في الأدب البوليسي هي الكاتبة والأديبة أجاثا كريستي، حيث صدر عنها مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية التي تتضمن أسلوب التحقيق، وقد صنفها الأدباء والنقاد أنها من رائدات الأدب، إذ ساهمت في تطور الأدب الأمريكي والإنجليزي إلى حد كبير، ومن أكثر الروايات التي اشتهرت بها هي رواية الساعات، والتي تم العمل على إصدارها سنة 1963م.

رواية الساعات

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية وهي فتاة تدعى شيلا ويب، حيث أنها كانت فتاة تعمل على على جميع أنواع الآلات الكاتبة، وقد وصلت في مساء أحد الأيام إلى الوكالة التابعة إلى سيدة تدعى مارتندال والتي تقع في شارع ولبراهام كريسنت التابعة إلى مقاطعة ساسكس الإنجليزية، وعند وصولها عثرت على رجل كبير في السن، ولكنه على الرغم من ذلك تقدمه في العمر، إلا أنه كان يرتدي ملابس تمتاز بالأناقة، وقد كان ذلك الرجل مطعون حتى الموت، وما ثار استهجانها أنه محاط بمجموعة من الساعات، والتي كان عددها ست ساعات، كان أربع منها متوقفة عند تمام الساعة الرابعة والربع، في حين تعلن ما تعرف بساعة الوقواق عن أن التوقيت في تلك اللحظة هو الثالثة بعد الظهر.

وفي غضون ذلك دخلت سيدة كانت مصابة بالعمى المنزل، وبسبب أنها لا ترى كادت أن تدوس على الجثة، وفي تلك الأثناء هرعت شيلا وهي مصابة بحالة من الذعر والرعب إلى خارج المنزل إلى أن وقفت بين ذراعي شاب كان يسير في الشارع، وقد كان ذلك الشاب في الحقيقة يعمل كعميل لصالح دائرة الأمن العسكري الخامسة التي كانت تابعة إلى مملكة بريطانيا العظمى ويدعى كولين، وقد كان يطلق عليه لقب الحمل، وفي ذلك الوقت أصبحت شيلا تحت رعايته.

وقد كان الشاب في تلك الأثناء يحقق من أجل الوصول إلى دليل من ورقة مكتوب عليها ملاحظة عثر عليها في جيب الضحية، وقد كانت تلك الملاحظة عبارة عن حرف الميم والرقم واحد وستون، ورسمة على شكل هلال مكتوبة على إحدى القطع المصنوعة من القرطاسية الخاصة بالفنادق، وكانت تجري التحقيقات والتحريات في المنزل الذي يحمل رقم 19 ويقع في أحد الشوارع الذي يحمل اسم شارع ولبراهام كريسنت، ويعود ملكية ذلك المنزل إلى سيدة تدعى بيبمارش، وقد كانت تلك السيدة ذاتها المصابة بمرض العمى، ومن هنا بدأت الشرطة تنثر بعناصرها هنا وهناك وتحقق في الجريمة.

وأول ما توصلت إليه التقارير أن بطاقة العمل الخاصة بالرجل المتوفي هي في الحقيقة بطاقة مزيفة، كما أن الملابس التي كان يرتديها لا يظهر عليها أي شيء آخر، حيث أنه في لحظة تم انتزاع عنها جميع الملصقات، وقد توصل المحققون إلى أنه تم قتل الرجل باستخدام سكين حادة، وقد كانت من الأدوات التي يتم استخدامها في المطبخ، ولم تكن متخصصة لجريمة قتل، وفي ذلك الوقت كان محقق يدعى كولين وآخر يدعى هارد يقومان باستجواب جميع الجيران من جميع الجهات، من كانت منازلهم تجاور الموقع الذي تمت به الجريمة من جهة الشارع أو من جهة الحدائق الخلفية، وأثناء التحقيقات بدأ المحقق كولين يشعر بالانجذاب والإعجاب تجاه شيلا.

وبينما كان المحقق هارد يستجوب إحدى السيدات التي تدعى لوتون، وقد كانت تلك السيدة هي العمة التي قامت بتربية شيلا، والتي كان اسمها في الحقيقة روز ماري ويب، كما كان اسم روزماري مكتوبًا على الساعة التي عثر عليها في مسرح الجريمة، لكنها اختفت قبل أن تعثر عليها عناصر الشرطة، وفي تلك الأثناء حاول المحقق كولين الوصول إلى أحد الأصدقاء المقربين إلى والده وهو يدعى بوارو؛ وذلك من أجل طلب المساعدة منه في الانضمام إلى فريق التحقيق في القضية، وقد كان بوارو من المحققين المشهورين على مستوى كبير، وهنا يقدم المحقق بوارو من أجل أن يقوم بتلك المهمة وحل القضية، يقدم له كولين مجموعة من المعلومات المفصلة حول القضية، وبدأ بإعطاء التوجيهات إلى كولين وهو جالس على كرسيه المتحرك، وأول ما أشار إلى كولين به هو الاستمرار في الحديث الجيران.

وفي سياق التحقيقات أوضح الطبيب الشرعي أن الضحية كان قد أعطي مادة تعرف باسم هيدرات الكلورال قبل العزم على قتله، ثم بعد ذلك أشارت إحدى الموظفات مع الطبيب والتي تدعى إندرا برينت عن استغرابها من أمر كان قد قاله في السابق والذي من الممكن أن يكون دليل قوي حول الجريمة، وفي تلك الأثناء حاولت إيصال الأمر إلى المحقق هارد، ولكنها لم تنجح في ذلك الأمر، حيث أنها بعد مرور فترة قصيرة يتم العثور على تلك الفتاة مقتولة بأسلوب الخنق باستخدام وشاحها الخاص، وقد كان ذلك قد حدث في إحدى الكابينات الخاصة بالهواتف العمومية والتي توجد في شارع ابراهام كريسنت.

ولكن إلى ذلك الحد تبقى هوية الرجل المقتول مجهولة حتى ذلك الوقت، وبعد ذلك اعترفت إحدى السيدات والتي تدعى ميرلينا رايفال والتي كان اسمها في الحقيقة فلوسي غاب أن الرجل المتوفي كان زوجها في السابق ويدعى هاري كاسلتون، وفي ذلك الوقت ادعى كولين أنه سوف يغادر إلى دولة بريطانيا في سبيل إحدى القضايا الخاصة به، إلا أنه في الحقيقة كان مسافر إلى ما خلف الستار الحديدي وصولًا إلى دولة رومانيا، ويعود بعد فترة من جديد وبحوزته كمية المعلومات التي يحتاج إليها، ولكن من دون العثور على الشخص الذي كان يأمل أن يجده.

وتطبيقاً لنصائح بوارو تحدث كولين إلى الجيران مرة أخرى من جديد، وهنا وجد فتاة تبلغ من العمر ما يقارب العشر سنوات بين مجموعة المباني المقابلة في الشارع وتدعى جيرالدين براون، حيث أن تلك الطفلة كانت باستمرار تراقب الأحداث في شارع ولبراهام كريسنت، وتقوم بتسجل كل حدث تشاهده في ذات الوقت، حيث أنها كانت مضطرة وملزمة إلى البقاء في بيتها؛ وذلك جراء إحدى ساقيها التي تعرضت للكسر، ومن خلال الحديث مع الفتاة كشفت الفتاة عن شركة خاصة بالتنظيف وقد كانت تعرف شركات التنظيف التي تقدم إلى ذلك الشارع، لكن تلك الشركة كانت جديدة لم تشاهدها من قبل، وقد كانت تلك الشركة قد أوصلت سلة ثقيلة مليئة بالغسيل في صبيحة يوم الجريمة.

وبعد سماع المحقق هارد لهذا الحديث أخبر رايفال أن الوصف الذي قدمته حول المتوفي ليس دقيق، ومن هنا اتصلت رايفال بالشخص الذي كان قد ورطها في هذه القضية على الرغم من أنها كانت مراقبة من قِبل عناصر الشرطة، وبعد فترة قصيرة تم العثور على رايفال مقتولة من خلال عدة من الطعنات في منطقة الظهر في إحدى محطات المترو الواقعة ضمن أنفاق فيكتوريا في مدينة لندن، وفي ذلك الوقت كانت وجهة نظر بوارو هي أن المظهر المعقد الشديد للقضية، لا بد من أن تكون هناك جريمة بسيطة إلى حد كبير، وأن الساعات التي كانت موجودة إلى بجوار القتيل هي مجرد أسلوب استخدم من أجل التضليل، كما هو وجود شيلا وإزالة محفظة الرجل المتوفي وجميع العلامات على ثيابه.

وبينما كان المحققون الثلاثة  متواجدين في إحدى غرف الفندق الذي يعرف باسم فندق كراودن، أخبر بوارو هارد وكولين بما توصل إليه، وقد كان ذلك استناداً على الترتيب الزمني الدقيق، إذ توصل إلى أن مارتندال في الحقيقة هي الشخص الوحيد الذي يملك الدافع لارتكاب جريمة القتل.


شارك المقالة: