تُعتبر الكاتبة والمؤلفة فرجينيا وولف وهو من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أهم وأبرز الأديبات اللواتي ظهرن في القرن العشرين، حيث أنه صدر عنها مجموعة كبيرة من الروايات والقصص القصيرة الإبداعية، إذ كانت من أوائل من قام باستخدام تيار الوعي في طريقة السرد، ومن أكثر الروايات التي حققت لها نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي السيدة دالاوي، والتي تم تجسيدها إلى أفلام سينمائية عالمية وترجمت إلى الكثير من اللغات العالمية.
رواية السيدة دالاوي
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول إحدى السيدات والتي تدعى كلاريسا دالاوي، والتي تقيم في مدينة لندن، وفي أحد الأيام وبينما كانت تتجول في فترة الصباح من أجل التجهيز إلى حفلة كانت سوف تقام في المساء في منزلها، كان ذلك اليوم يشبه أحد الأيام بينما كانت في فترة شبابها، حيث كانت تعيش في أرياف مدينة بورتون.
وهنا بدأت تفكر وتسأل نفسها كيف أنه تم اختيارها لزوجها، إذ كانت متزوجة من رجل يدعى ريتشارد، وهنا أشارت إلى أنه كان من الأشخاص الجديرين بالثقة على العكس من شخص كان يدعى بيتر، إذ أن بيتر كان إنسان متطلب ورجل غامض للغاية، كما أنها لم هناك لديها أي خيار آخر من أجل أن تكون مقربة من صديقتها التي تدعى سالي سيتون، ومن هنا تبدأ تراود في ذهنها بعض الأفكار وتدخل في صراعات على أثر زيارة بيتر لها في ذلك الصباح.
لم تكن زيارة بيتر من أجل الاطمئنان على أوضاعها وحياتها، بل كانت من أجل توصيل خبر لها اعتقد أنه خبر سيء، إذ أن في صباح ذلك اليوم يقضي سيد يدعى إيرن سميث، وقد كان ذلك السيد من الأشخاص المقربين إلى كلاريسا، وهو من المحاربين القدامى في الحرب العالمية الأولى، وهو رجل كان يعاني من الآلام عديدة ظهرت به على أثر الحرب، حيث أنه في الصباح كان إيرن سميث يقضي بعض الوقت في الحديقة برفقة زوجته التي تدعى لوكريزيا.
وفي تلك الأثناء كان بيتر يجلس بالقرب منهم، وفي لحظة ما تخطر إلى ذهن إيرن مجموعة من الهلوسات المتكررة والغامضة، والتي كانت الغالبية العظمى منها تخص أحد الأشخاص من الذين تربطهم به علاقة صداقة قوية جداً ويدعى إيفانز، حيث أن إيفانز قد مات أثناء الحرب، في وقت لاحق من ذلك اليوم، وبعد أن تم إخباره أنه سوف يخضع إلى الإيداع الجبري في أحد المستشفيات الخاصة بالأمراض النفسية، وعلى ذلك القرار يقوم إيرن بالإقدام على الانتحار، وفي تلك الليلة وأثناء الحفل أخبر بيتر كلاريسا بذلك الخبر، وحين تسمعه تفرح بذلك، إذ اعتبرت أن انتحاره جاء في محاولة منه من أجل الحفاظ على سعادته.