تُعتبر المؤلفة والأديبة ستيفاني ماير وهي من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الكاتبات اللواتي ظهرن في مجال كتابة سلسلة من الروايات، ومن أبرز الروايات التي اشتهرت بها هي الشفق، إذ تمت ترجمتها إلى ما يقارب سبعة وثلاثين لغة عالمية، وقد حصلت على العديد من الجوائز العالمية وجسدت إلى العديد من الأفلام العالمية، وتم العمل على إصدارها عام 2005م.
رواية الشفق
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول فتاة تدعى بيلا وهي فتاة كانت ما زالت في مقتبل العمر تبلغ السابعة عشر عاماً، حيث أنّ تلك الفتاة انتقلت من مدينة فينيكس الواقعة في ولاية أريزونا إلى مدينة فوركس والتي تقع في ولاية واشنطن، حيث عزمت على ذلك من أجل العيش مع والدها والذي يدعى شارلي سوان ولكي تفتح مجال أمام والدتها للسفر مع زوجها والذي كان يعمل لاعب رياضي في رياضة البيسبول ويدعى فيل دوير.
وفي ذات الوقت كانت بيلا مترقبة بلهفة إلى المدرسة الجديدة التي سوف تلتحق بها، لكن أيضاً في تلك الأثناء كان يعتريها الخوف والقلق، إذ أنها سوف تقدم على عالم جديد بالنسبة لها، وكانت تفكر دائماً في أنها هل من الممكن أن تكون صداقات أم لا؟ وبالرغم من أنها كانت فتاة خجولة جدًا، إلا أنها تعرفت سريعاً على شاب يدعى مايك نيوتن وشاب آخر يدعى إيريك يورتي.
وفي أحد الأيام كانت تجلس في قاعة الدرس بجانب شخص يدعى إدوارد كولين، وفي كل مرة كانت تشعر بأن هناك تصرفات غريبة وعدائية تصدر عنه اتجاهها، وهذا السبب جعل إدوارد أن يقوم بتغيير المادة التي يأخذها معها، ولكن بيلا بقيت في حالة دهشة وتعجب من تصرفات وسلوكياته، وفي صباح اليوم التالي كانت بيلا تقطع الشارع المقابل للمدرسة للوصول إلى المدرسة، وفي تلك الأثناء كانت شاحنة قادمة بسرعة كبيرة وكادت أن تدهس بيلا.
إلا أنّ إدوارد بفضل القوة الخارقة التي كانت تكمن في جسده، فقد قام بإنقاذها وذلك بدفع الشاحنة بقوة عنها، ومن هنا ونظراً لعدة مواقف شاهدتها بيلا بعينها بدأت تدرك أن إدوارد شخص مختلف تماماً عن بقية الطلاب الموجودين في المدرسة، كان إدوارد على الدوام يطلب منها أن تبتعد عنه وقد كان يصف نفسه بأنه شخص سيء، لكن بيلا كانت في كل مرة ترفض الاستماع إليه وتحاول الاقتراب منه قدر ما تستطيع.
وفي أحد الأيام قامت المدرسة بالتنظيم إلى حفل راقص، وفي تلك اللحظة كان الجميع من الطلاب في الصف يطلبون من بيلا مرافقتها إلى حفلة رقص، لكنها رفضت تماماً وكانت تدعي بأن لديها أشياء ضرورية عليها القيام بها، وحينما علم إدوارد رفضها لمرافقة أي أحد إلى الحفل طلب منها أن يقوم بمرافقتها لإتمام أعمالها ومساعدتها بها.
ومنذ ذلك اليوم بدأت علاقة الصداقة بينها وبين إدوارد تقوى أكثر فأكثر، حتى ذهبت في أحد الأيام إلى شاطئ لا بوش، وهناك كانت قد تعرفت على شخص يدعى جاكوب بلاك، وقد كان من أكثر الأشخاص علاقة بعائلتها، والذي بدوره أخذ يروى لها أساطير وخرافات قديمة تشير إلى أن هذه المدينة تعج بمصاصي الدماء، وأيضاً إنها تحتوي على الكثير من ما يعرف باسم الذئاب البشرية، والذي بدورهم يسعون إلى حماية البشر من مصاصي الدماء.
ومنذ تلك اللحظة بدأت تدرك حينها مع الكثير من الأدلة التي رأتها بأم عينها أن ذلك الشاب ينحدر من عائلة مصاصي دماء، ولكن مع كل هذا لم تغير شيء من المشاعر التي تكنها لإدوارد، فقد كانت تنجذب إليه بقوة كبيرة، بغض النظر عن أي وضع سوف يكون عليه الأمر بينهم، وفي أحد الأيام توصلت إلى أن إدوارد وعائلته مجرد مصاصي دماء نباتيين، أي أنهم لا يشربون دماء البشر بل دماء الحيوانات فقط، وهذا الأمر ينبع من إحساسهم بأنهم يرفضون من داخلهم أن يكونوا مجرد وحوش يقتلون البشر، لكن هذا الأمر لا يمنع كم أن إدوارد كان يشعر بالخوف على بيلا كلما كانت قريبة منه، وذلك لأنه يخشى أن يفقد السيطرة على نفسه ويقوم بقتلها، ولكن شدة حبه لها جعلته يقسم أن يحميها إلى الأبد وأن لا يسمح لأحد بأن يؤذيها.
ويوماً عن يوم بدأت العلاقة تشتد وتقوى بينهم، كما كانت الحياة بينهما هادئة ولطيفة، وفي أحد الأيام تعرفت بيلا على عائلة إدوارد بالتبني، وهنا بدأت تشعر بيلا أنها ليست غريبة عنهم، كما أن عائلة إدوارد كانت تبادلها ذات الشعور، ومع بداية فصل الربيع كانت الأجواء مناسبة لتخرج بيلا مع العائلة ليقضوا وقت ممتع في وسط الغابة، وعند وصولهم إلى الغابة بدأوا يلعبوا لعبة البيسبول بكامل حريتهم.
حتى تلك اللحظة التي جاء بها إلى مدينتهم وعلى وجه الخصوص إلى الغابة التي كانوا يلعبون بها مجموعة من الأشخاص وهم ثلاثة من مصاصي دماء، وبينما كانوا يسيروا في تلك الغابة سمعوا أصوات بشر يلعبون من حولهم، وهنا سرعان ما بدأوا يبحثون عنهم، وقد وكان هدفهم أن يتغذوا عليهم، ولكن وجدوهم أن جميعهم مصاصي دماء سوى واحدة منهم وهي بيلا، كانت تلك المجموعة مكونة من شابين وفتاة، وقد كان واحد منهم يعرف باسم جيمس وهو مصاص دماء متصيد للناس من حوله، بمعنى أنه يعشق أن صيد أي فريسة من جنس البشر، بحيث أنه في البداية يسعى إلى مطاردتها إلى أن يحاصرها ويقوم بتعذيبها ومن ثم يقوم بقتلها، وفي تلك اللحظة عند رؤيته لبيلا عزم على صيدها من أجل أن يتسلى بها ويتغذى عليها.
وفي تلك الأثناء علمت عائلة إدوارد بما يضمره جيمس، فقررت أن تقوم بتقسيم نفسها إلى مجموعتين، بحيث تستطيع تهريب بيلا خارج المدينة، بينما المجموعة الأخرى كانت تسعى إلى أن توقع بجيمس أو تشتيت تفكيره بعيداً عن بيلا، ولكن جيمس كان شخص ذكي جداً، إذ فكر في أن يتصيد في البداية والدتها أو إيهام بيلا أنه قد صاد والدتها، ويهدد بيلا بأنه سوف يقوم بقتلها في حالة لم يشاهد بيلا في المكان المتفق عليه في الوقت والمحدد لها.
وفي تلك الأثناء حاولت بيلا أن تتخلص من رقابة المجموعة عليها؛ وذلك من أجل محاولة الفرار منهم والذهاب لإنقاذ والدتها، ولكن ما فعله جيمس كان مجرد خدعة للإيقاع ببيلا، فهو في الحقيقة لم يقوم بخطف والدتها، بل ما سمعته كان مجرد تسجيل على شريط فيديو من طفولة بيلا، وبالفعل حينما حصل جيمس على بيلا قام بتعذيبها بطريقة وحشية مما أثار خوفها، ثم بعد ذلك قام بعضها، وكانت تلك الخطوة من أجل الشروع في قتل بيلا أو في محاولة منه لتصبح مصاصة دماء مثلهم، ولكن في آخر لحظة أنقذها إدوارد وسحب السم من جسمها بأكمله، وهنا طلب الزواج منها فوافقت وعاشا حياة سعيدة.