رواية الضوء في أغسطس – Light in August Novel

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الكاتب والأديب المتميز ويليام فوكنر من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه صدر عنه مجموعة متنوعة من الأعمال الأدبية، ومن أكثر الروايات التي صدرت عنه وحققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية الضوء في أغسطس، والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما ترجمت إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية، وقد تم العمل على إصدار الرواية سنة 1932م.

رواية الضوء في أغسطس

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية في الجنوب الأمريكي، وقد كان الوقت في الثلاثينيات من القرن العشرين، وقد كانت تلك الفترة أثناء القوانين التي شرعت من أجل حظر الكحوليات، بالإضافة إلى القوانين التي تم إصدارها في ذلك الوقت والتي تعرف بقوانين جيم كرو، حيث أن تلك القوانين تضمنت الفصل العرقي والعنصرية في المناطق الجنوبية والتي كانت قد بدأت مع الرحلة التي قامت بها أحد الفتيات التي تدعى لينا غروف، وقد كانت فتاة ما زالت في مقتبل العمر وتتميز ببشرتها البيضاء، وفي تلك الفترة كانت حامل وتقيم في منطقة تعرف باسم مدينة دوينز ميل الواقعة في ولاية ألباما.

وفي تلك الأثناء كانت لينا تحاول العثور على رجل يدعى لوكا، وقد كان ذلك الرجل هو أب ابنها الذي لم يولد بعد، حيث أنه تم طرده في السابق من عمله في إحدى المدن التي تعرف باسم ميل، وقد انتقل بعد ذلك إلى ولاية مسيسيبي، وقد كان قبل سفره قد قدم وعد إلى لينا بأنه عند حصوله على عمل جديد سوف يرسل لها رسالة يخبرها بها بذلك وتتم دعوتها إلى مكان إقامته والزواج منها، ولكن لينا قد أرغمها غيابه واختفائه على الانتقال من تلك المدينة، إذ أنها تعرضت لمضايقات من قِبل شقيقها الأكبر؛ وقد كان ذلك بسبب حملها بطريقة غير شرعية، ومن هنا انتقلت إلى مدينة جيفرسون في ولاية مسيسيبي.

وفي ذلك الوقت كان باعتقادها أنها سوف تجد لوكا حاصل هناك على عمل في مشغل متخصص بصنع ألواح خشبية؛ وذلك لأن خبرته في الحياة تقتصر على هذا المجال، وأنه من الممكن أن يكون قد جهز نفسه للزواج منها، وقد شكك الأشخاص الذين ساعدوها في رحلتها لما مدته أربعة أسابيع في احتمالية إيجاد لوكا، أو أقلها في إمكانية وفاءه بالوعد الذي قطعه على نفسه حينما تلتقي به، وحينما وصلت إلى جيفرسون وجدت لوكا هناك، ولكنه كان قد غير اسمه وأصبح جو براون.

وهناك التقت لينا برجل يدعى باترون وقد كان قد عرف باسم بونش الخجول، وقد كان شخص تميز بالطبع المعتدل، وفي تلك اللحظة كان قد وقع في حب لينا، ولكنه كان قد شعر أنه من الواجب عليه تقديم المساعدة لها في العثور على جو؛ وذلك من منطلق الشرف والفضيلة الأخلاقية، كما كان بونش قد تميز بشخصية عميقة التفكير، بالإضافة إلى أنه كان متدين ولكن بشكل غير ظاهر، تفوق بونش على جو من جميع النواحي، ولكن جراء حالة الخجل التي تعتريه منعته من الكشف عن المشاعر والأحاسيس التي احتفظ بها لها.

وفي الجزء الثاني من الرواية انتقل الكاتب إلى أحداث قصة رجل يدعى جو كريسماس، وهو ما كان شريك لوكا الذي غير اسمه وأصبح جو في العمل، وفي بداية قصة كريسماس الذي كان قد هرب منذ عدة سنوات، وبعد ما كان قد أصيب والده بالتبني أو ربما أنه قد تعرض لحادثة قتل، وعلى الرغم من أنه تميز ببشرته الفاتحة، إلا أن كان قد اشتبه به أن أصول تعود إلى أصول أفريقية أمريكية، إذ استهلك ذلك الأمر بغضب شديد؛ وذلك لأنه كان منبوذ بشكل مرير، فقد كان معظم وقته يتجول بين مجتمع الأسود والأبيض، وهذا الأمر كان قد أثار باستمرار الكثير من المعارك مع السود والبيض على حد سواء.

وفي أحد الأيام قدم كريسماس إلى مدينة جيفرسون منذ ما يقارب ثلاث سنوات من الأحداث المركزية للرواية، وحصل على وظيفة في أحد المصانع التي يعمل فيها باترون، وكان العمل في المصنع هو عبارة عن غطاء لعمليات التهريب التي قام بها كريسماس، وقد كانت تلك العمليات من الأمور غير القانونية حسب القانون الذي أصدر بموجب الحظر، كما أن كان له علاقة غرامية مع فتاة تدعى جوانا، وقد كانت تلك الفتاة أكبر سناً منه، وقد انحدرت أصولها من عائلة أمريكية.

كما كانت فتاة قوية ومن المدافعين بشدة عن عقوبة الإعدام التي أصدرت بحقها؛ لأنها تصلي، وعلى الرغم من أنها كانت مرتبطة بعلاقة عاطفية في البداية، إلا أن جوانا قد دخلت في سن اليأس وتتحول إلى الانغماس بالأمور الدينية، وهذا الأمر الذي أحبط وأغضب كريسماس، وفي نهاية علاقتها مع كريسماس حاولت جوان إجباره تحت تهديد السلاح على الركوع والصلاة، قتلت جوانا بعد فترة قصيرة وقطع حلقها وكاد أن يتم قطع رأسها.

وهنا تم ترك الرواية للقراء في التحري فيما إذا كان كريسماس أو جو هو القاتل، وقد انغمس جو في عمليات التهريب كما غادر منزل جوانا بينما كان يحترق، وحينما توقف أحد المزارعين عابر سبيل من أجل التحقيق قام بسحب الجثة من النار، وفي البداية أول ما توجهت أصابه الاتهام كانت إلى جو، وبينما كانت تتم مطاردته ادعى جو أن كريسماس هو في الحقيقة من أصول أفريقية وقد ولد رجل أسود، وقد كانت المطاردة غير مثمرة، ثم بعد ذلك توجت الأنظار إلى كريسماس كان مختبئ في مدينة بوتستاون، وهي بلدة مجاورة، وعند سماعه بالحادثة سرعان ما عاد إلى جيفرسون، وبينما كان في طريق العودة تم إلقاء القبض عليه وزجه في السجن، ثم بعد ذلك تم نقله إلى جيفرسون.

وفي ذلك الوقت كان قد وصل أجداده إلى المدينة من أجل زيارة شخص يدعى جيل هايتاور وقد كان وزير البلدة السابق والصديق المقرب من باترون، وهنا حاول باترون أن يقوم بإقناع هايتاور بأن يعطي كريسماس المسجون ذريعة، ولكن هايتاور كان قد رفض ذلك الأمر في البداية، وبالرغم من أن جد كريسماس كان يرغب في أن يقوموا بإعدام كريسماس، إلا أن جدته زارته في سجن جيفرسون ونصحته بأن يطلب هو بذاته المساعدة من هايتاور، وبينما كانت عناصر الشرطة ترافقه إلى المحكمة المحلية هرب كريسماس إلى بيت هايتاور، وسرعان ما تتبع أثره أحد الحراس ذلك الأبيض القاسي الذي يدعى جريم، وخلال ثوران وغضب واحتجاج هايتاور تم إطلاق النار على كريسماس، ولكنه استرد عافيته بعد ذلك.

وقبل أن يحاول كريسماس الهروب من تلك المدينة رتب باترون من أجل أن يأتي جو لرؤية لينا، إلا أن جو قد هجر لينا مرة أخرى من جديد، لكن باترون لم يتركه، إذ تبع أثره وتحداه في القتال، وفي النهاية فاز باترون على جو، وعلى الرغم من أنه الأصغر ولكنه الأكثر شجاعة، ثم بعد ذلك سرعان ما يقفز جو بمهارة إلى داخل أحد القطارات المتجهة إلى مدينة تينيسي، ومن هنا يتزوج باترون من لينا ويتوجهان للعيش في مدينة تينيسي، في محاولة منهم للبحث عن جو الذي وصف بأنه فاتر إلى حد ما.


شارك المقالة: