رواية الطاحونة على نهر فلوس – The Mill On The Floss Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر الأديبة العالمية ماري آن إيفانس والملقبة بجورج إليوت في المجال الأدبي، وهي من مواليد دولة إنجلترا من الكتاب الذين تناولوا الحديث في رواياتهم عن القدر وتأثيره على البشر، ومن تلك الروايات رواية الطاحونة على نهر فلوس فقد كانت تتناول في مضمونها الحديث حول القدر واحتمالاته التي تلعب دور كبير في حياة الإنسان، وقد تم العمل على نشر الرواية لأول مرة مقسمة إلى ثلاجة أجزاء عام 1860م.

نبذة عن الرواية

تناول الرواية العديد من الموضوعات للحديث عنها والتي تجسدت في العلاقة التي كانت مضطربة بين كل من الطاقة الروحية للفرد والتي تكمن في الأشخاص الذين كانوا يبذلون كامل جهودهم ويكافحون في حياتهم من أجل الوصول إلى غاياتهم وبين الظروف السيئة والصعوبات التي تواجه الإنسان في حياته، بالإضافة إلى قوى الطبيعة الخارقة وتأثيرها على حياة الناس وكيفية تحكمها في الأحداث، كما تحدثت الرواية على مدى انعكاس الإرادة الحرة على شخصية الفرد ومعايير المجتمع التي تتحكم في المدى الذي لا ينبغي للفرد تجاوزه في تطلعاته وأحلامه في ذلك الوقت.

رواية الطاحونة على نهر فلوس

كانت تدور أحداث ووقائع الرواية في القرن التاسع عشر أثناء الفترة التي اندلعت الحرب بين نابليون بونابرت والقوانين التي مثلت الإصلاح عام  1832م، حيث دارت الوقائع حول شقيقان يعرف الأول باسم توم توليفر والثاني يدعى ماغي توليفر، وهم في الأصل من دولة إنجلترا حيث كانا منذ صغرهم يعيشون في قرية تعرف بقرية القديس أوغ الواقعة في لنكولنشاير وفي هذا المكان يحتوي على طاحونة.

وقد كانت تلك الطاحونة نقطة الاتصال ما بين نهرين وهما نهر ريبل ونهر فلوص، وقد تناولت الرواية وقائع على مدى خمسة عشر عاماً وذلك منذ مرحلة الطفولة إلى أن لقيا حتفهما، وقد كانت الرواية عبارة عن نبذة للسيرة الذاتية التي تعود للكاتبة، حيث تناولت موضوع العار الذي لحق بجورج إليوت جراء العلاقة التي كانت تربطها بالفيلسوف جورج هنري لويس وهو متزوج من امرأة أخرى.

في البداية دارت الوقائع تدور حول شخصية الفتاة وذلك في الفترة التي كانت تبلغ في حينها التاسعة من عمرها، فقد كانت تتحدث عن العلاقة بينها وبين شقيقها توم، والعلاقة الغرامية التي كانت تربطها مع شخص فيليب ويكام، وقد كان فيليب من الأشخاص الذين يتميزون بحدة الذكاء والفطنة، كما أنه كانت تسيطر عليه المشاعر العاطفية والمرهفة بالرغم من أنه يمتلك إحدى الإعاقات التي تتمثل في حدب الظهر لديه، كما تناول الرواية الحديث عن العلاقة الغرامية التي كانت تدور بين كل من فتاة تدعى ماجي وشاب يدعى ستيفن غست، حيث في تلك الأثناء كان ستيفن خطيب لابنة خالة ماجي التي تعرف باسم لوسي دين، وقد كان تلك العلاقة من الخطوط الأساسية في حبكة الرواية.

العلاقة التي كانت بين ماغي وأخيها توم كانت علاقة من العلاقات التي يشوبها التعقيد الكثير، فتوم كان يمتلك أسلوب المثالية والمحافظة الشديدة، بينما ماغي كانت تمتلك أحلام لا محدودة وتطلعات فكرية لا يحدها مدى، وفي فترة من الفترات واجهت أسرتهم العديد من الصعوبات، وعلى أثر ذلك قام والدهم بإعلان إفلاسه مع معاناة مع المحامي الذي يعمل لديه، وهو كان والد فيليب ويكام، حيث بعد ذلك الأمر دخل والدهم في حالة مرض شديد الذي أدى بالتالي إلى وفاته.

ومن هنا بدأ التفكير في كيفية تدبير أمو العائلة، مما اضطر توم إلى ترك التعليم في المدرسة، والتوجه نحو البحث عن عمل يتمكن من خلاله تسديد الديون التي لحقت بوالده، وبالفعل استطاع توم بفضل عمله أن يقوم باستعادة البيت الذي كانت تعيش به عائلته من قبل، ولاذ كان قد باعه والده محاولة في تسديد الديون، وفي تلك الأثناء كانت ماغي تواجه ظروف عصيبة فقد خسرت أحلامها وتطلعاتها الفكرية العالية المدى وبقيت ملزمة بالبيت، فقد كانت تمر في حالة من الإحساس الروحي العالي والذي من خلاله نبذت فيه العالم الخارجي بأكمله، فقد كانت حينها متأثرة بأحد كتب توماس كيمبس الذي يحمل عنوان (التشبه بالمسيح).

في تلك الفترة بدأت علاقتها بفيليب ويكام تتجدد مرة أخرى، الذي كانت قد تعرفت عليه في مرحلة الطفولة، حينما كان زميل أخيها توم في الدراسة، بدأت تواعد بفيليب ويكام بكل سرية دون علم أخيها، فقد كان توم من أشد المعارضين لتلك العلاقة، ويتناولان أطراف الحديث لساعات طويلة في الغابة المجاورة، في البداية تكونت العلاقة بينها على أثر الشفقة التي تشعر بها ماغي على الناس المهمشين، كما كانت تلك الأحاديث متنفس للحديث عن تطلعاتها الفكرية.

إذ أن تلك العلاقة لم تكن مبينة على منطق صحيح منذ البداية، فقد كان والد فيليب هو المتسبب في موت والدها، والتي نتجت عنها عداء كبير بين العائلتين، وحينما علم توم بالعلاقة التي تقوم بينهم، فرض على ماغي الابتعاد عن ويكام، وهنا بدأت ماغي تشعر بخيبة أمل، فقد كانت مقابلاتها لفيليب فسحة للحديث حول فكريها وعاطفتها المنطلق.

بعد مرور العديد من السنوات قامت لوسي ابنت خالتها ماغي بدعوتها من أجل البقاء معها والتمتع بجزء من الحياة المرفهة التي كانت تعيشها لوسي في ذلك الوقت، وفي أحد المرات أخذا بالحديث حول عزف الموسيقى وقد كان في رفقتهن ستيفن جست خطيب لوسي، وهنا بدأت العلاقة الغرامية تأخذ حيز بين ماغي وستيفن، بالرغم من أن كلا الطرفين كانا يشعران بالتصرف الخاطئ، في تلك اللحظات بدأ يظهر فيليب ويكام مرة أخرى من خلال علاقة صداقة بدأت تربطه بستيفن، ولكنه لم يعد له أيّ مكانة في قلب ماغي فقد أغلقت أمره للأبد، حيث بدأت تتعلق بستيفن غست بشكل كبير.

وفي أحد الأيام عزمت لوسي أن تقوم بعمل مفاجئة لكل من ماغي وفيليب وويكام، فخططت لرحلة على القارب في نهر فلوص، لكن أصيب فيليب وقتها بوعكة صحية مما جعل ستيفن يحل محله، حينها قام ستيفن بتقديم عرض لماغي بأن يهربا سوياً إلى مدينة مودبورت وأن يقوما بعقد زواجهما هناك، هنا بدأ يجوب في تفكير ماغي صراع كبير.

فمن جهة تعشق ستيفن كثيراً وكانت قد تعلقت به، ومن جهة أخرى إن ما تقوم به يُعتبر خيانة كبيرة لابنة خالتها لوسي، وبعد أن تم الهروب ووصلوا إلى تلك المدينة، هنا عزمت على الرجوع لقريتها وترك ستيفن، بينما ستيفن أكمل طريقه من هناك إلى دولة هولندا، وعند عودة ماغي أصبحت منبوذة من قبل الناس والمجتمع في مدينتها، بالرغم من أنها أقرت بذبها وطلبت من أخيها لتوم أن يسامحها، إلى أن رفض طلبها وقام بطردها من المنزل، بينما لوسي وويكهام قد غفرا لها وسامحوها.

وفي نهاية كان قد حدث في أحد الأيام فيضان في نهر فلوص، وعلى أثره أسرعت ماغي في أحد القوارب الصغيرة تبحث عن أخيها توم في الطاحونة، وحينما عثرت عليه سارعا في الذهاب للبحث عن ابنة خالتهم لوسي وبقية الأسرة حتى اكتشفا أنهم جميعاً غرقوا في الفيضان ولاقوا حتفهم.

المصدر: The Mill On The Floss Novel


شارك المقالة: