رواية العاشق المتحرر

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الرواية إحدى الروايات القصيرة التي اشتهر بها الكاتب ميغيل دي ثيربانتس، وهو من مواليد دولة إسبانيا، حيث اشتهر بما يعرف بالروايات النموذجية والتي تنتمي إليها تلك الرواية، وقد قام ثيربانتس فيها بالتوحيد بين عناصر الرواية الموريسكية والرواية البيزنطية، مع بعض الانتقادات إلى ملامح الرواية البيزنطية، إلى جانب موضوع الحب السخي للأسير، كما تناولت الرواية بعض الإيحاءات للسيرة الذاتية للكاتب، ولكن مع وجود بعض الاختلافات.

رواية العاشق المتحرر

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول إحدى الشخصيات الرئيسية وهو شاب يدعى ريكاردو، وقد كان ريكاردو من الشباب الفرسان المقيمين في جزيرة صقلية، حيث أنه في أحد الأيام تم أسره في دولة تركيا، وفي تلك الأثناء بدأ بالحديث عن مجموعة من الأسباب التي دفعت به إلى الأسر ومساعدة أحد أصدقائه المقربين والذي يدعى محمود، وأول ما بدأ به هو بقوله أنه كان هناك فتاة تدعى ليونيسا، وقد كانت تلك الفتاة تقيم في مدينة تعرف باسم مدينة تراباني، كان جمال الفتاة طاغي إلى الحد الذي جعل العديد من الشعراء يتغنون وينضمون الشعر في جمالها، حيث وصفوا شعرها أنه مثل الذهب، وأن عيناها تبرق وكأنها شمس متلألئة، وأن خديها الوردية تشبه الورود الزاهية.

أما أسنانها فقد تم وصفها بأنها كحجارة الألماس البراقة واللامعة، وكما شبهوا شفتيها بأنها كالياقوت، وأنها تمتلك حنجرة كالمرمر، وأن ملامحها متناغمة ومتناسقة لدرجة تثير الدهشة والإعجاب لكل من يراها، وقد كان ريكاردو وقع في غرامها وعشقها، وكيف لا وقد كان كل من يشاهدها يقع في حبها بلمح البصر، فقد كانت تمتلك جاذبية قوية جداً، ولكن تلك الفتاة كانت مغرمة بشخص آخر يدعى كورنيلو، ولهذا كان حب ديكاردو من طرف واحد، وفي أحد الأيام وبينما كانت قد دارت مشاجرة كبيرة بين ريكاردو وكورنيليو ومجموعة من أقارب الطرفين، وقد حصلت المشاجرة في إحدى الحدائق الواقعة على الساحل، في أوج المشاجرة ظهر بعض الأشخاص الأتراك وقاموا بإلقاء القبض على كل من ريكاردو وليونيسا وأسرهم.

بينما كورنيليو فقد تمكن من الفرار والهروب في الوقت المناسب، وهنا كان سوء الحظ قد فرق بينه وبين حبيبته، وهذا ما جعله يدخل في حالة من الاكتئاب والحزن الشديد، وما زاد من حالته هو هبوب عاصفة قوية في إحدى الليالي، وأثناء تلك العاصفة تراود على مسامعه أن ليونيسا قد فارقت الحياة، بينما ريكاردو فقد انتهى به الأمر بتواجده إلى جانب شخصين لطيفين وهم الأول يدعى علي والثاني يدعى حسن، وهم من طبقة النبلاء في الدولة التركية، كما انضم إليهم قاضي المدينة.

وفي أحد الأيام قدم شخص من أصول يهودية يريد بيع فتاه جميله تنتمي إلى الديانة المسيحية، وإذ بركارديو يتفاجأ بأن تلك الفتاة ما هي إلا ليونيسا، وأول ما شاهد كل علي وحسن اقترحوا أن يقوموا بشرائها والاحتفاظ بها إلى أن يحين وقت لقائهم بالسلطان التركي وتقديمها كجارية له، ولكن تنازعت داخلهم الرغبات بقضاء وقت معها قبل تقديمها كهدية للسلطان، كما كانت تلك الرغبة كذلك تراود قاضي المدينة، إذ اتخذ قراره في قضاء بعض الوقت معها، ثم بعد ذلك ارسالها إلى السلطان التركي باسم على وحسن.

وفي تلك الأثناء كان قد تعرف ريكاردو على محمود، إذ اتفق معه إلى أن يدخل منزل القاضي ويقدم له خدماته والتقصي حول ما يريد فعله بالفتاة، ومنذ ذلك الوقت بدأت القضية تتعقد أكثر فأكثر، حيث قام القاضي بإرسال علي وحسن من أجل اقناع ليونيسا أن تحقق رغباتهم، ومن جهة أخرى بدأت زوجة القاضي والتي تدعى حليمة الانجذاب إلى ريكاردو، بعد ذلك اقترح على وحسن تسليمها كهدية للسلطان التركي، ثم اقترحوا خطة تمكنهم من تحقيق رغباتهم أثناء الرحلة.

وبالفعل تمكنوا من حبك خطة تمكنهم من الهرب معها، بينما حليمة فقد كانت لديها الخطة الخاصة بها، وأثناء سفرهم تم مهاجمة سفينة القاضي من قبل سفينتين واحدة تنتمى للقراصنة والأخرى لمسيحيين وما هم إلا حسن وعلي يحاولون الحصول على ليونيسا، ثم دخل كلتا السفينتين في صراع حتى تم تدميرهم بشكل كامل، استغل ريكاردو ومحمود هذا الموقف من أجل الوصول إلى بلدهم صقلية، وحين وصولوا لم يكن يتمنى ريكاردو أي شيء سوى السعادة ليونيسا حيث ظل معتقدا أنها تعشق كورنيليو، لكن مشاعرها تغيرت واتجهت إلى ريكاردو وشهرته التي خرجت من صقلية وامتدت إلى إيطاليا وأماكن أخرى من تحت اسم العاشق المتحرر


شارك المقالة: