تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتبة ماري رينو، وتم العمل على نشرها عام 1953م، وتناولت في مضمونها حول بعض الوقائع التي حدثت أثناء اشتعال الحرب العالمية الثانية، تابع معنا عزيزي القارئ الأحداث للنهاية لنرى ما حصل في تلك الفترة.
الشخصيات
- الجندي لاوريلورنس سبود أوديل
- الممرضة رينو
- الضابط أندرو راينز
- رالف لانيون الضابط البحري
- الفتاة لوري إحدى المرضى
رواية العجلة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى وعلى وجه التحديد في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة دونكيرك في فترة بداية الأربعينات من القرن التاسع عشر خلال اشتعال الحرب العالمية الثانية، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من المستشفيات العسكرية الموجودة في تلك المدينة كان يقيم العديد من الجرحى والمصابين جراء الغارات التي كان يتم شنها على المواطنين والمشاركين في الحرب، وذات ليلة أثناء إحدى الغارات الليلية انقطع التيار الكهربائي على ذلك المستشفى والمدينة بأكملها مما تسبب في وفاة العديد من المرضى.
وفي ذلك الوقت كان هناك شاب يدعى لاوريلورنس سبود أوديل، وقد كان أوديل من الجنود الذي تعرضوا إلى إصابة بالغة أثناء تصديه للغارات في تلك المدينة، ومن جهة أخرى كانت هناك ممرضة تدعى رينو تم تدريبها في وقت سابق حتى تصبح ممرضة وتقدم المساعدة للمصابين من الحرب، تولت رينو في تلك الفترة أمر رعاية أوديل، ومن شدة اهتمامها به وقع بحبها، ولكن ما جرح قلب أوديل أنه ذات يوم تم إرسال رينو إلى واحد من المستشفيات والذي حدث به ضغط بسبب حالات الطوارئ في واحدة من المدن والتي تعرف باسم وينفورد.
وفي الوقت ذاته ما لم يعلمه أوديل هو أن رينو مرتبطة بعلاقة غرامية من أحد ضباط البحرية، ولم تكن علاقتها به قد نشأت بين يوم وليلة، إذ مرّ على تلك العلاقة عدة سنوات منذ أن كانت رينو تلميذة في المدرسة الداخلية، وفي تلك الأثناء قبل أن تسافر رينو كانت ينبغي عليها أن تحزم الأمر بشأن مشاعر تجاه الضابط البحري، حيث أن ذلك الضابط هو في الأصل أصغر من رينو سناً، وعلاوة على ذلك فقد كان لا يعرف ضميره طريق الرحمة، وفي فترة من الفترات تم إلحاق الضابط للعمل في واحد من المستشفيات البعيدة، مما جعل رينو تنهي علاقتها به، وجراء ابتعادها تلاشت مشاعر أوديل تجاهها كذلك.
ومن ناحية أخرى كان هناك ضابط يدعى أندرو راينز، وذلك الضابط باستمرار كان لديه اعتراض على التحاقه بالخدمة العسكرية بدافع الضمير، وينتمي إلى واحدة الجماعات والتي تعرف باسم جماعة الكويكرز، وطوال حياته لم يكن أندرو قد انخرط أو ارتبط بعلاقة عاطفية مع أي فتاة، وعلى الرغم من أنه باستمرار كان لا يحب عمله، إلا أنه يريح ضميره بإتقانه وإتمام أي مهمة توكل إليه على أكمل وجه، وبعد النجاحات التي حققها في عمله تم ترقية ليصبح منظم في المستشفى العسكري، بالإضافة إلى أنه تم توكيل إليه مهمة علاج فتاة كانت مشاركة في الحرب وتدعى لوري، وفي ذلك الوقت كان هناك قبطان يدعى رالف لانيون وهو قائد إحدى السفن البحرية التجارية التي أخلت لوري من دونكيرك، وكل من أندرو ورالف كانا معجبين بلوري.
وذات يوم عرض كل من أندرو ورالف إقامة علاقة غرامية مع لوري، ولكن كل منهم في وقت مختلف، وفي تلك الأثناء كان ينبغي على لوري أن تختار واحد منهما، وبدأت بإجراء مقارنة بين طبيعة شخصية كل واحد منهما من جانبين مختلفين من الحب اللذين يتميز بها كل من أندرو ورالف، وقد أوضحت أن أندرو ذو طبيعة نقية ويتميز باللطف والود، بينما رالف فهو يمتلك شخصية قيادية أقوى ويمكن الاتكال عليه في أي أمر، وهنا بدأت تدور بعجلة الحب بينهما، حتى تستقر على اختيار واحد منهما.
وفي نهاية دراستها لموضوع الشابين أجبرت الظروف لوري على اختيار وتفضيل رالف على أندرو، وهذا القرار أثار استياء أندرو إلى حد كبير، ودخل بحالة من اليأس والإحباط والاكتئاب دفعت به إلى زعزعة ثقته بنفسه والتخلي عن معتقداته السابقة ونظرته للحياة، وحينما أخبرت لوري بقرارها لرالف ظهر الإيثار الذي بداخله وأوضح لها أنه إذا كانت مترددة في قرارها، فإنه مستعد للتضحية بحبه لها، كما أن رالف كان يفكر كثيراً في حياته العملية المتنقلة باستمرار من مكان إلى مكان، ولذلك شرح لها كيفية نظام عمله، وأشار إلى أنه لا يجبرها على اتباع أسلوب حياته الخاص في الحياة المهنية، ولكن لوري وافقت على إقامة تلك العلاقة متحدية كامل الظروف التي قد تواجهها.
وفي يوم من الأيام أقيم في المدينة الحفلة تم دعوة العديد من الشخصيات البارزة في المدينة، وعلى وجه الخصوص من أولئك الذين كان لهم دور كبير في المساعدة والمساندة في ظل ظروف الحرب التي تحيط بالبلاد، وفي تلك الحفلة التقى كل من رالف والممرضة رينو، وفي لحظة من اللحظات كان كل منهما يحدق بنظرات طويلة في الآخر، وحينما لاحظت لوري ذلك شعرت بالقلق من أن يكون رالف معجب برينو، وبعد أن تقدم رالف نحو رينو وتعرف عليها وسألها عن أحوالها تطرقا للحديث عن المواجهات والتحديات التي تواجههم في الحرب.
ومن ضمن الحديث طرحت رينو فكرة في أن هناك الكثير من الأشخاص من اللذين لديهم تشوهات خُلقية بسيطة، ولكن لديهم إمكانيات كبيرة في أن يكونوا أبطالاً ومحاربين نبلاء، كما أشادت رينو بالمُثل الشبابية التي تتمتع بها تلك الفئة من الناس، وبعد أن سمع رالف تلك الفكرة من رينو تجدد بداخله الأمل وأشار إلى رينو أنه معجب بأفكارها وأنه لا بد وأن يكون بينهما لقاءات أخرى عديدة من أجل وضع خطط من أجل محاولة المساهمة في مساعدة البلاد مما حل بها جراء تلك الحرب.
ومنذ ذلك اليوم وقد التحقت رينو بالمستشفى العسكري بالقرب من المكان الذي يعمل به رالف، وبعد أن تم طرح فكرتها على المسؤولين، لاقت استحساناً وقبولاً كبيراً، وكما كان هناك أشخاص قد رحبوا بفكرتها، إلا أنه هناك كذلك مجموعة من الأشخاص المعترضين على تلك الفكرة، وقد برروا اعتراضهم على أن الأداء في الخدمة العسكرية يحتاج لأشخاص منظمين.
ولكن الغالبية العظمى أخذت بفكرتها وأخذوا بالبحث عن هؤلاء الذين يمتلكون تشوهات بسيطة وتحويلهم إلى أعضاء نافعين في المجتمع؛ وذلك من أجل حماية البلاد من الحرب، وكذلك من أجل أن تصنع تلك الفئة من أنفسهم كائنات فعالة والشعور بطبيعتهم البشرية، وبالفعل هذا ما حدث وأصبحت تلك الفئة من أكثر الفئات التي حققت نجاحات باهرة في عملها، وهذا ما انعكس بشكل إيجابي على الحالة النفسية التي كانت تعاني منها تلك الفئة جراء نظرة المجتمع المختلفة لها.
العبرة من الرواية هي أن المظاهر الخارجية هي مظاهر زائفة لا يمكنها أن تظهر طبيعة الشخص الحقيقة.
مؤلفات الكاتبة ماري رينو
- رواية الصبي الفارسي The Persian Boy Novel
- رواية حريق من السماء Fire from Heaven Novel
- رواية قناع أبولو The Mask of Apollo Novel