رواية الغجرية - Gypsy Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر رواية الغجرية من الروايات التي اشترت على مستوى العالم في مجال الأدب الإسباني، حيث كانت تعود كتابتها إلى الأديب والمؤلف الشهير (ميغيل دي ثيربانتس)، وهو من أشهر الكتاب في تلك الآونة، فقد تميزوا بإضفاء روح الفكاهة على الروايات، كما تميزت تلك الرواية وغير من الروايات بطابع السخرية كنتيجة لترجمت الوقائع والأحداث التي حصلت معه في الحياة الشخصية في كتاباته، وتمت نشر الرواية في سنة 1613م.

نبذة عن الرواية

تمت تصنيف الرواية على أنها من الروايات القصيرة، فهي كانت أول خطوة للسير باتجاه كتابة القصص القصيرة، والتي كان يشير إليها الأدباء على أنها الروايات التي تعبر عن الشيء النموذجي، والذي ينبغي على الآخرين أخذ العبرة والحكمة منها والاقتداء بها.

ظهرت الرواية في عصر النهضة، وهو ذلك العصر الذي كثر فيه نشر الروايات القصيرة، حيث وجد هناك تطابق كبير بين رواية الغجرية والروايات التي كانت تنشر في مجال الروايات النموذجية في دولة إيطاليا، لكن ما ميز تلك الرواية أنها كانت من أكبر الروايات في ذلك العصر، فقد كانت تتضمن نموذج الاعتراف إذ يعتبر من أهم العناصر التي يتم بها سرد الرواية، حيث يقود أحد الشخصيات الموجود في الرواية بالاعتراف عن أمور أو أحداث حصلت معه ولم يعلم أحد فيها من قبل، كتقديم تصريح خاص بشخصيته أو حياته.

بدأ الكاتب بكتابة روايته أثناء القرن السابع عشر، واتخذ مدينة مدريد ومورسيا، كمكانين أساسيين تدور فيهما الأحداث، حيث توجه من خلال الرواية إلى المجتمع الذي يسكنه الغجر وتعمق في طبيعة الحياة التي يعيشونها، تعود شعوب الغجر في أصلها إلى الرومان، لكن نتيجة للأحداث والوقائع التي حصلت حول العالم جعلهم ينقسمون إلى قسمين، قسم يعيش في الدول الأوروبية وقسم يعيش في منطقة الشرق الأوسط، ومن سمات الغجر أنه يبقون على ترحال وتنقل دائم بين مختلف بقاع العالم، مما جعل أسمائهم ولهجاتهم تتبع للدولة التي يحلون بها، إذ بقوا على تلك الحال حتى العقود الأخيرة من القرن العشرين إلى أن جاء الحكم النازي.

رواية الغجرية

دارت الوقائع في البداية حول علاقة عاطفية بين صبية تُدعى بريثيوسا من قبائل الغجر، وبين أحد الشباب من طبقة النبلاء، إذ كان يُدعى خوان دي كاركوما، إذ نشأة العلاقة بينهما في مدينة مدريد، عندما شاهد خوان بريثيوسا في المرة الأولى، فقد كانت فائقة الحسن والجمال من وجهة نظرة.

حينها حاول خوان بكل السبل والوسائل الحصول على تلك الفتاة، حتى في أحد المرات كان قد قدم عرضاً لامرأة عجوز في أن يعطيها ما تريد من الأموال والنقود مقابل أن تساعده في الحصول على بريثيوسا، لكن بريثيوسا عزمت على الرفض وأخبرته بأنه إذ كان صادق في حبه لها فعليه أن يطلبها للزواج، واقترحت عليه في غضون ذلك أن يقوم بالحياة وسط مجتمع الغجر لمدة سنتين؛ وذلك حتى يتمكن من تعلم كافة العادات والتقاليد والطقوس اليومية الذين اعتادوا عليها منذ قديم الزمان.

قبل الشاب النبيل الطلب الذي قدمته بريثيوسا على الفور، فسرعان ما انتقل للعيش مع القبائل التي تنتمي إليها، وفور وصوله قام بتحويل اسمه من خوان إلى ليكون أندريس، ثم بعد ذلك انتقلوا معاً إلى مدينة مورسيا، وفي أحد المرات قامت إحدى نساء القوم بدعوتهم إلى العشاء، حينها قامت تلك المرأة بالاعتراف إلى أندريس بما في داخلها من مشاعر وأحاسيس اتجاهه، لكن أندريس لم يقبل تلك المشاعر، ومن هنا ثار الغضب داخل المرأة، ونذرت أنها سوف تقوم بالانتقام منه في أقرب فرصة لها.

خططت تلك المرأة بكل حنكة للانتقام من أندريس، فقامت في أحد الأيام بوضع مجموعة من الأحجار النفيسة والثمينة بين ملابسه، حتى تشير إلى أنه قامة بالسرقة ويحكم عليها بالسجن جراء فعلته، لكن من ما زعزع المرأة أنه وفي ذات اليوم قام أندريس وعشيقته عزموا على مغادرة تلك المنطقة والتوجه نحو مكان آخر، وهنا على الفور قامت المرأة بمنع أندريس من الخروج بمساعدة أحد الحراس، وكشفت أنه قام بسرقة مجوهراتها وأحجارها الثمينة، حتى يقوده الحارس إلى السجن على الفور.

وفي تلك الأثناء سارعت الفتاة الغجرية بالوصول إلى منزل شخص يعد من العائلات النبيلة في مدينة مورسيا وهو ما كان يُسمى فيرناندو وتحدثت له عن كل ما جرى، حينها تعهد ذلك السيد أن يقدم الحماية الكاملة لها؛ لأنه كان من أشد المعجبين بها فقد أوعز إلى المرأة العجوز بتولي الأمور، وبالفعل قامت العجوز الغجرية على الحالك بتقديم المساعدة إلى أندريس، إذ قامت صرحت عن الاسم الحقيقي له، وأشارت إلى أنه من عائلة نبيلة ولا يمكن له اقتراف مثل تلك الرذائل، حتى تم الإفراج عنه، وأصبح السيد فيرناندو يتعامل مع بريثيوسا كأنها إحدى بناته، وفي نهاية الأحداث تمكن خوان من الحصول على حب بريثيوسا والزواج منها؛ وعاشا حياة تملئها السعادة.


شارك المقالة: