تم تصنيف الرواية من قِبل الأدباء والنقاد أنها تندرج تحت مسمى روايات التحقيق، وقد صدرت عن الكاتبة البريطانية الشهيرة أجاثا كريستي، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية رواية الفتاة الثالثة والتي تم العمل على إصدارها سنة 1966م، تابع المزيد من القراءة عزيزي القارئ لتتعرف على أحداث الرواية.
رواية الفتاة الثالثة
في البداية كنت تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية وهي فتاة تدعى نورما، حيث أنها في أحد الأيام كانت قد طلبت المساعدة من أحد الأشخاص الذي يعملون في مجال التحقيق في جرائم القتل يدعى بوارو، وقد كان ذلك الرجل من أكبر المحققين في المنطقة، حيث أن نورما كانت تعتقد أنها قد ارتكبت جريمة قتل، لكنها حين تواجه المحقق بشكل شخصي ترى أنه رجل كبير في السن وتخاف منه وتفر بالهروب، لكن المحقق عزم على استكمال البحث حول القضية، وهنا اكتشف أنه إحدى صديقاته المقربات والتي تدعى أريادني أوليفر، وهي تعمل في مجال الكتابة والتأليف، هي ذاتها من أرسلت إليه نورما من أجل أن يساعدها في قضيتها.
وفي تلك الأثناء اعتقد المحقق أن هناك جريمة قتل قد أثارت الهلع والخوف داخل نورما، ومن هنا عزم على جمع المعلومات حول الرفاق المقربين منها من خلال عمل زيارة إلى والدي نورما والمنزل الذي كانت تسكن فيه، وقد توصل إلى أن نورما في الحقيقة لم ترجع إلى ذلك المنزل بعد أن ذهبت بزيارة إلى والدها وزوجة والدها أثناء عطلة نهاية الأسبوع، وفي أحد الأيام التقت بها أردياني من باب الصدفة في أحد المقاهي وقد كانت في تلك الأثناء برفقة صديقها الذي يدعى ديفيد، وهنا سرعان ما تتصل أردياني مع المحقق ويقدم من أجل مقابلة نورما في ذات المقهى.
حيث عادت إلى ذهنها وتذكرت جريمة القتل من جديد، وبعد تقديمها لوصف الأوقات الغريبة التي لا تتمكن من تذكر ما حدث فيها، تغادر من جديد وهو يعتريها الخوف الشديد، وهنا ينيط المحقق إلى أردياني أن تقوم بتتبع ديفيد، إلى ينتهي به الأمر في المستشفى بعد أن أصيب في منطقة الرأس، وقد كان ذلك في اللحظة التي كان غادر بها الاستديو الفني الخاص به، وهنا قرر المحقق طلب المساعدة من أحد أصدقائه المقربين والذي كان يعمل كطبيب ويدعى ستيل؛ وذلك من أجل التتبع خلف نورما؛ وذلك خشية أن يحدث لها أي أمر سيء، وبالفعل كان قد أنقذها الطبيب من حادث سير كان من الممكن أن يتسبب لها بالوفاة، إذ سرعان ما نقلها إلى عيادته الخاصة من أجل تقديم العلاج لها والحفاظ على سلامتها.
وفي ذلك الوقت يتم الحديث حول عائلة نورما إذ اكتشف المحقق أن والد نورما والذي يدعى أندرو، حيث أنه كان قد تخلى عنها وعن والدتها التي تدعى جريس منذ أن كان عمر نورما ما يقارب الخمس سنوات، إذ همّ بالفرار مع سيدة أخرى كان يقيم علاقة معها في ذلك الوقت، إلا أن تلك العلاقة لم تستمر فترة طويلة، ثم بعد ذلك عزم على السفر إلى أفريقيا وهناك أقام العديد من المشاريع المالية، والتي حقق من خلالها نجاحات كبيرة، بينما نورما كانت قد قضت حياتها مع والدتها إلى أن توفيت منذ ما يقارب العامين ونصف من بدء أحداث الرواية.
وفي ذلك الوقت كان قد رجع السيد أندرو إلى دولة إنجلترا، وقد كان ذلك بعد أن توفي شقيقه الذي يدعى سايمون؛ وذلك حتى يعمل في الشركة التي تعود ملكيتها إلى العائلة منذ عام، حيث وصل وبرفقته زوجته الجديدة التي كانت ما زالت فتاة شابة في مقتبل العمر، لم تجد نورما أن ذلك الرجل مألوفًا لها على الإطلاق، لكنها في النهاية تقبلته وقد كانت هي الفتاة الثالثة في شقتها، حيث كان هناك المستأجرة الرئيسية وهي سكرتيرة والد نورما الذي قدم حديثًا، أما الفتاة الأخرى فقد كانت تدعى فرانسيس، وهي تعمل في فن الرسم وتسافر كثيرًا إلى معارض الفنون الذي تعمل فيه.
وفي غضون ذلك اكتشفت أردياني أن هناك سيدة تدعى لويز قد توفيت منذ وقت قريب، وقد كان ذلك بعد أن تعرضت للسقوط من نافذة غرفتها الخاصة في ذات المبنى الذي تقيم فيه نورما، وقد مر ما يقارب أسبوع قبل أن يقوم المحقق بإخبار نورما بذلك الأمر، حيث كان يعتقد أن ذلك الأمر يثير الرعب داخل نورما، وهنا تصرح نورما أن والدها قد هرب مع لويز، وفي وقتٍ لاحق عثرت أردياني على ورقةً تربط بين لويز وأندرو.
وفي ذلك الوقت يقوم الطبيب ستيل بإقناع نورما أن تقوم بمواعدة ديفيد من خلال اعلان في الجريدة، ثم بعد ذلك تستغل فرانسيس ذلك الأمر وتضع مادة مخدرة لها، ولكن في تلك الأثناء تقدم فرانسيس على قتل ديفيد، وقد جعلت الأمر كأنه يبدو أن نورما هي من قامت بفعل ذلك، لكن في غضون ذلك كان الدم ما زال على السكين، حيث كان متخثر، وحينما أفاقت نورما وجدت نفسها ممسكةً في يد ديفيد، وهنا قام كل من المحقق وعناصر الشّرطة بجمع أفراد العائلة في منزل نورما، وفي بداية الاجتماع أعلن أنّ أندرو قد توفي بينما كان متواجد في أفريقيا، وأن شخص يدعى روبرت أورويل قد انتحل شخصيته من أجل التخطيط لسرقة ثروة العائلة.
حيث أن ذلك الرجل النصاب قد أمر ديفيد أن يقوم برسم لوحاتٍ إلى أندرو وزوجته التي كانت قد رحلت منذ ما يقارب العشرين عام، وذلك كجزء من الخدعة، والأسوأ قسوةً من ذلك كان أنّ روبرت وزوجته أعطيا نورما مجموعة من أنواع أدوية وعقاقير جعلتها تدخل في حالة هوس وتوهّم بأنها هي المذنبة، بالإضافة إلى ذلك قامت الزوجة بتسميم نفسها على أمل منها في نسبة التهمة إلى نورما، وكانت تلك الجريمة هي ذاتها التي كانت نورما خائفة من أنها قامت بارتكابها، وقد كانت السيدة التي ادّعت بأنها زوجة والد نورما هي ذاتها فرانسيس، ولكنها كانت ترتدي في ذلك الوقت باروكةً شقراء؛ وذلك من أجل إخفاء شعرها ذا اللون الداكن وتبادل الأدوار، وقد قامت بقتل اثنين ممّن كانوا من الممكن أن يكتشفوا بأنها هي ذاتها وزوجها محتالان، وفي النهاية وقع اختيار المحقق على الطبيب ستيل؛ من أجل تقديم المساعدة إلى نورما على أمل أن يتم زواجهم.