رواية اللؤلؤة - The Pearl Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب جون ستاينبيك وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، كما اعتبر من الكُتاب الذين استلهموا كتاباتهم من وقائع وأحداث حقيقية، وقد استلهم الكاتب رواية اللؤلؤة من إحدى المدن الواقعة في دولة المكسيك التي كانت غنية جداً باللؤلؤ، وقد تم تجسيد تلك الرواية إلى العديد من الأفلام السينمائية، وهذا ما جعلها تلقى شعبية كبيرة في مختلف أنحاء العالم، كما تم استخدام الرواية للتدريس في المدارس كقصة ترمز إلى ظواهر سائدة في المجتمعات.

نبذة عن الرواية

تناولت الرواية الحديث عن موضوع الطمع والشر الذي يكمن في النفس الإنسانية، في البداية كان قد بدأ الكاتب في تأليف الرواية على أنها مجرد رواية قصيرة يريد من خلالها إنتاج فيلم سينمائي يحمل عنوان لؤلؤة العالم، بينما النسخة الأصلية كانت تحمل عنوان لؤلؤة لاباز، ويعود السبب في التسمية إلى مدينة لاباز الواقعة في المكسيك، ثم بعد ذلك تم تغير العنوان أكثر من مرة، وقد كشف من خلال الرواية طبيعة الحياة في المكسيك والتي تظهر بها الكثير من الظواهر السائدة في مختلف المجتمعات الدولية، كان الكاتب كثير السفر إلى دولة المكسيك وهذا ما جعله يطلع بشكل كبير على الكثير من مظاهر الحياة وأشكالها في تلك الدولة.

رواية اللؤلؤة

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد الأشخاص الذي يعمل كصائد للسمك ويدعى كينو، حيث أنه في أحد الأيام تعرض ابنه الذي يدعى كايوتو إلى لدغه من عقرب، وقد كان ابنه ما زال طفل صغير جداً، وفي تلك اللحظة سرعان ما يهم والد الطفل كينو على البحث عن أي طريقة يعالج بها ابنه من تلك اللدغة خوفاً من أي أعراض سيئة قد تحصل لابنه، حتى وصل به الأمر إلى أن يقوم بدفع مبلغ من المال إلى الطبيب الذي يعمل في المدينة؛ حتى يقدم العلاج لابنه سريعاً ويحميه من تلك اللدغة.

ولكن ما تفاجئ به الأب أن الطبيب رفض تماماً أن يقدم أن العلاج والمساعدة للطفل؛ وذلك بسبب العنصرية التي كانت تسيطر عليه، وهذا الأمر جعل كينو يدخل في حالة من الغضب الشديد، وما مضى فترة قصيرة إلى أن عثر كينو على قطعة صغيرة من اللؤلؤ، وبالرغم من صغرها إلا أنها براقة كبيرة جداً، لكن تلك اللؤلؤة كانت لا تساوي شيئاً في نظر كينو مقابل علاج ابنه، إذ كان على استعداد كامل بأن يعرضها للبيع من أجل أن يزيد المال ويقدمه للطبيب حتى يرضى أن يقدم العلاج لابنه.

كان ذلك النوع من اللؤلؤة تعرف بأنها من أنواع اللؤلؤ الثمينة والنفيسة، وهذا ما جعل الكثير من الأشخاص يطمعون ويتمنون الحصول عليها، وفي إحدى الليالي المظلمة تعرض منزل كينو للهجوم من قِبل مجموعة من الأشخاص، ومن هنا قرر كينو أن يقوم بالتخلص من تلك اللؤلؤة؛ وذلك حفاظاً على حياته وحياة عائلته، وبالفعل في صباح اليوم التالي أخذ كينو اللؤلؤة إلى المكان الذي يقام فيه مزاد تجار اللؤلؤ في المدينة.

ولكن ما شاهده أن المزاد ما هو إلا مجرد خدعة للفاسدين، بحيث يدعي الأشخاص الذين يشترون اللؤلؤ في المزاد في العادة أنهم يريدون شراء كل لؤلؤة في المدينة، ويتظاهرون أمام الجميع أنهم في منافسة شريفة فيما بينهم من أجل الحصول عليها، ولكن في حقيقة الأمر كانوا جميعاً مجرد وسطاء يتقاضون رواتبهم من شخص واحد، وبعد أن يشتروا اللؤلؤ ويحصلون عليه يقومون بتسليمها إلى ذلك الرجل الغامض.

وكان الرجل الغامض بدوره يقوم ببيعها إلى أشخاص غريبين عن القرية، وقد كان من خلال ذلك الأمر يقوم بخداع السكان المحليين في المدينة، إذ كانوا المشتريين يقنعون البائعون أن جميع تلك اللؤلؤيات مزيفة، وعلى أثر ذلك كذلك حاول المشترون الطماعون إقناع كينو بأن تلك اللؤلؤة التي معه أيضاً مزيفة، وهنا رفضوا أن يدفعوا سوى مبلغ قليل من المال، هنا فكر كينو قليلاً ووجد أنه من الأفضل أن يذهب إلى أشخاص آخرين يتاجرون في اللؤلؤ.

وبالفعل عزم كينو أن يقوم بعبور الجبال حتى يتمكن من الوصول إلى العاصمة؛ لعله يجد تاجر آخر يدفع مبلغ أكبر، وعندما قام كينو بإخبار زوجته والتي تدعى جوانا عن ما يجول في رأسه قالت: إنّ تلك اللؤلؤة قد جلبت الظلام  لحياتنا كما أنها جلبت لنا الجشع والطمع، وهنا قررت أن تتخلص من تلك اللؤلؤة بأي طريقة، وفعلاً قامت بالتسلل من فراشها وأخذت اللؤلؤة وخرجت بها من المنزل في إحدى الليالي المظلمة ورمت بها في المحيط، وفي صباح اليوم التالي حينما علم ذلك كينو هاجمها بكل شراسة وتركها لوحدها على الشاطئ، وهنا سرعان ما بحثت زوجته عن اللؤلؤة وعثرت عليها وعادت خلفه سريعاً.

وبينما كان كينو في طريق عودته إلى المنزل قام أحد الأشخاص الملثمين بالتعرض له والهجوم عليه، ولكن كينو سرعان ما انقض عليه وقام بقتله، إذ كان يعتقد كينو أن الرجل قد سرق اللؤلؤة منه، ولكن زوجته أخبرته أن اللؤلؤة توجد معها، وفي اللحظة التي وصل بها كينو وزوجته إلى المنزل وجدوا أن النار مضرمة به بالكامل حتى أنها وصلت إلى قارب العائلة وأصبح مدمر تماماً، وفي تلك اللحظة سيطر الغضب الشديد على كينو.

ومنذ ذلك الوقت قرر كينو زوجته أن يختاروا مكان يختبؤوا به عن أعين الناس، وقد وقع الاختيار على منزل أخ كينو والذي يدعى جوان توماس الواقع في العاصمة، ومن هنا جمعوا المؤن وتجهزوا لرحلتهم إلى العاصمة، وعند حلول المساء قام كينو وزوجته وابنهم بمغادرة القرية، ومع بزوغ الفجر وبعد أن استراحوا لفترة وجيزة شك كينو أن هناك أناس يلحقون بهم، وقد كان ذلك بعد رؤيته لآثار لمجموعة من الأشخاص، وهنا أدرك كل من كينو وعائلته أنهم لن يستطيعوا الاختفاء عن أنظار هؤلاء الرجال، وهذا ما جعله يفكر في صعود ابنه وزوجته إلى أعلى الجبل، بينما هو تدارى عن الأنظار في كهف عثر عليه بالقرب من نبع ماء، وهنا حاولوا أن ينتظر أن يقوم هؤلاء الأشخاص باللحاق بهم.

وفي تلك الأثناء بدأ كينو يفكر في طريقة يتخلص بها من هؤلاء الرجال، فقد كان كل ما يريده أن يصل مع عائلته إلى العاصمة بسلام، وهنا عزم على مهاجمة الرجال لحماية عائلته، وفي تلك اللحظة سمع الأشخاص صوت يشبه صراخ وبكاء طفل، ولكنهم لم يديروا أي اهتمام لذلك الصوت، فقد اعتقدوا أنه مجرد صوت نباح ذئب، وللتخلص من هذا الصوت قام أحد الرجال بإطلاق النار من بندقيته صوب ذلك الصوت، وقد كان ذلك باتجاه المكان الذي تختبئ به جوانا وطفلها، وهنا سرعان ما هاجم كينو الرجال وقام بقتل ثلاثة منهم.

وفي تلك اللحظة شعر أن هناك شيء ما قد حدث لعائلته، وسرعان ما تسلق الجبل حتى يتفقد عائلته، إذ وجد أن ابنه قد أصيب في رأسه من الرصاصة التي أطلقها أحد الرجال ومات من أثرها، وفي صباح اليوم التالي عاد كل من كينو وجوانا إلى مدينة لاباز مع جثة ابنهم التي كانت ملفوفة في حبال، إذ في تلك اللحظة لم يعودا يريدان تلك اللؤلؤة المشؤمة؛ ولهذا قرر كينو وزوجته أن يقوما بإعادتها مرة أخرى إلى المحيط والتخلص منها.


شارك المقالة: