رواية اللامقهورون - The Unvanquished Novel

اقرأ في هذا المقال


اشتهر المؤلف والأديب ويليام فوكنر وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية بتنوعه في الأدب، إذ صدر عنه مجموعة كبيرة من النصوص الأدبية كالمسرحيات والمقالات والدواوين الشعرية والقصص القصيرة والروايات، حيث أنه كان من الكُتاب الذين انغمسوا في الأدب بشكلٍ كبير، ومن أكثر الروايات التي حققت شهرة واسعة حول العالم ونسبة مبيعات عالية هي رواية اللامقهورون، والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما ترجمت إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.

رواية اللامقهورون

أول ما صدرت الرواية كانت مجزئة إلى سبعة أجزاء، أي أنها كانت تتألف من سبعة من القصص القصيرة، وهذا ما جعلها تصدر في الأصل بشكل منفصل كل جزء لوحده في إحدى المجلات التي تعرف باسم مجلة ساتردي ايفنينغ، كانت الأحداث في القصة تسرد في بعض الأحيان بشكل مباشر حيث توالت خلف بعضها البعض، وفي أحيان أخرى كانت الأحداث متباعدة بعض الشيء بمواقيت مختلفة، فهناك من كان بين الحدث والآخر بضع شهور أو بضع سنوات، وقد امتدت الأحداث بين الأعوام 1862 و1873، وأول ما بدء الحديث حول الشخصية الرئيسية والذي يدعى بايارد سارتوريس وأحد أصدقائه المقربين وقد كان من العبيد ويدعى رينجو، حيث أنهم كانا يلعبان في الرمال في مزرعة التي تعود ملكيتها إلى عائلة سارتوريس.

وفي إحدى اللحظات قاطع أحد العبيد والذي يدعى لوش لعبتهم، إذ أشار إلى أن الجيوش التابعة إلى الاتحاد كانت قد دخلت إلى المناطق الشمالية الشرقية من ولاية مسيسيبي، وعلى وجه الخصوص بالقرب من بلدة جيفرسون، لكن في الحقيقة لم يدرك الأولاد معنى ذلك الكلام، ولكنهم سمعوا والد بايارد والذي يعرف بأنه العقيد جون سارتوريس وهو يخبر جدة بايارد والتي تدعى السيدة ميلارد أن مدينة فيكسبورج قد سقطت، ومن هنا قد أدرك أن لوش من الواضح أنه علم بالهزيمة.

وعلى إثر ذلك عزم كل من بايارد ورينجو على مراقبة لوش، وقد شاهد الأولاد بعد مرور عدة أيام أحد الجنود التابعين إلى جيش اليانكي يعتلي على ظهر خيل، وفي تلك الأثناء أطلق الأولاد النار على الجندي، ثم بعد ذلك هرعوا مسرعين إلى المنزل، ومن هنا قامت الجدة على إخفائهم تحت تنورتها المنفوخة، وحينما قدم الرقيب الغاضب للبحث عنهم أصرت أمامه أنها لم ترى الأطفال على الإطلاق منذ وقت وأنهم غير موجودين في المنزل، وهنا أمر العقيد الذي يدعى ديك والذي كان ضابط لدى الجيش اليانكي بتوقف البحث، وأوضح إلى أنه قد فعل ذلك بدافع الشفقة، وليس لأنه صدق حديث الجدة، ومن هنا تعلم الأولاد أن يقوموا بضرب الحصان فقط وليس الفارس.

وبعد مرور عام قامت الجدة وفقًا لتعليمات أشار إليها بها العقيد سارتوريس بنقل أحد الصناديق المملؤة بالفضة إلى مدينة ممفيس؛ وذلك من أجل أن تخبأه، وفي تلك الأثناء أصرت الجدة بعد ما أتمت الحفر وإخراج الصندوق من الأرض على أن يقوم بحمله مجموعة من العبيد وأن يوصلوه إلى غرفة نومها؛ وذلك حتى تتمكن من مراقبته أثناء الليل، وفي ذلك الوقت كانت الرحلة إلى مدينة ممفيس تمر من خلال المناطق التي يقوم باحتلالها الجيش التابع إلى الاتحاد، وقد كان رجال يحملون البنادق ويهاجمون المسافرين، كما أنهم كانوا يقومون بسرقة حيواناتهم، وقد كانت الجدة في الكثير من الأحيان تقوم بردعهم.

وفي تلك الأثناء سرعان ما تناول بايارد ورينجو حصانًا من الحظيرة المجاورة لمنزل بايارد وحاولا اللحاق بالمهاجمين، حيث أنهم تركوا الجدة لوحدها في الدفاع عن نفسها، وفي صباح اليوم التالي اكتشفتهم القوات التي كانت بقيادة العقيد سارتوريس، إذ كانوا نائمين تحت إحدى الأشجار، ومن هنا أعادوهم إلى مدينة جيفرسون؛ وذلك بسبب قلق العقيد على الجدة، وأثناء عودتهم وجدوا اللصوص في الطريق، وقد كانوا مجموعة من الجنود الشماليين، والذين بدورهم استولوا على مؤنهم، وهنا سمح سارتوريس للرجال بالهروب.

وفي النهاية تمكنت الجدة من الوصول إلى المنزل بأمان وسلامة، ولكن في ذلك الوقت كانت قد دخلت قوة من جيش الاتحاد في اليوم الموالي إلى المنزل؛ وذلك من أجل البحث عن العقيد سارتوريس، ولكن العقيد كان قد همّ بالفرار، وعلى أثر ذلك قام جيش اليانكيز بحرق المنزل وأخذوا الصندوق المليء بالفضة.

وفي تلك الأثناء قررت الجدة بأن تقوم بالطلب بشكل شخصي من قائد جيش اليانكيز بالسماح بإعادة صندوق الفضة والعبيد والحيوانات، ومن هنا انطلقت مع كل من بايارد ورينجو إلى منطقة ألاباما، وقد كان ذلك المكان حيث يتواجد جيش الاتحاد، وقد تجاوزوا خلال الطريق جيش من العبيد المحررين، والذين كانوا بدورهم يبحثون كذلك عن اليانكيز، كما أنهم توقفوا في الطريق عند منطقة هاوخورست، وقد كان ذلك المكان الذي تقيم فيه لويزا عمة بايارد، ومن هنا تطلع رينجو إلى رؤية خط السكة الحديد الذي يمر من مكان قريب، ولكنها كانت قد تدميرها بالكامل وحرق المنزل.

وفي تلك الأثناء طلبت منه فتاة تدعى دروسيلا وهي ابنة عم بايارد أن يتوسط لها عند والده بأن يسمح لها بالانضمام إلى الجيش كجندي، وبعد موافقة والدها رافقتهم إلى معبر النهر حيث يتواجد جيش اليانكيز، وقد فخخت القوات الشمالية الجسر فوق النهر، وقامت بإسقاط العربة في الماء، ولكن اليانكيز اخرجوهم، كما أنهم كانوا مزودين بعدد العبيد؛ وذلك لأن العقيد ديك قد قدم إلى الجدة أكثر من مئة شخص من العبيد، بالإضافة إلى العديد من الحيوانات وعدة صناديق من الفضة، وهنا قد طردت الجدة معظم العبيد، وعملت على استغلال الأمر بمساعدة رينجو؛ من أجل الحصول على ما يقارب اثنا عشر حصان إضافي من معسكرات الاتحاد.

وفي ذلك الوقت تكررت عملية الاحتيال بشكل متكرر، وبناء على ذلك تمكنت الجدة بعد مرور عام وبمساعدة زينجو من تأسيس تجارة مزدهرة من الحيوانات المهربة وبمساعدة كذلك شخص يدعى آب سنوبس، وقد كان رجل صاحب بشرة بيضاء فقير، وهنا قام رينجو بتجهيز مجموعة من الطلبات الجديدة وقد استخدمتها الجدة في طلب الحيوانات، ثم قام سنوبس ببيع الحيوانات مرة أخرى إلى جيش اليانكيز، وقد كان ثلاثتهم يمارسون التجارة بشكل خطر، وبهذا قرروا المضي قدمًا برفقة بايارد، بالرغم من أن الجدة لم تكن مرتاحة على الإطلاق، حيث كان سبب خوفها هو إصدار جيش الاتحاد مذكرة من أجل تقصي والتتبع للتجارة غير القانونية.

وقد انطلق الجنود من أجل مواجهتهم بعد وقت وجيز من مغادرتهم المخيم، ولكن في تلك الأثناء كانت الجدة قد أعطت الحيوانات للسيد سنوبس من أجل أن يبقيها آمنة، وحينما يصدر رينجو إشارة في الغابة، سرعان ما يختفي بايارد والجدة ببساطة بين الأشجار، وقد أصبح من الواضح بعد ذلك أن الجدة لم تحتفظ بالأرباح لنفسها، وإنما قامت بتوزيعها على الفقراء في المجتمع.


شارك المقالة: