تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن الأدب الفرنسي للكاتب إريك جاغز، وقد تم التطرق من خلال محتوى القصة إلى الحديث حول قصة رجلان كانا في البداية صديقان، إلا أن الأمور السياسية قد أحدثت فجوة بينهما، وقد تسبب ذلك الأمر إلى عداوة كبيرة بين الطرفين واعتداء أحدهما على خصوصيات الآخر، مما تسبب ذلك الأمر إلى الدخول في مبارزة تسببت بموت أحدهم، وقد تم تقسيم الرواية إلى ثلاثة أجزاء يتم سرد الأحداث من وجهة نظر الشخصيات الرئيسية فيها.
رواية المبارزة الأخيرة
في الفصل الأول من الرواية يتم سرد الأحداث على لسان الشخصية الرئيسية الأولى وهو رجل يدعى جان، حيث أنه بعد الخدمة العسكرية التي خدمها في الحرب أقسم هو وكل من زميله الذي يدعى سكوير على الولاء مدى الحياة لكونت يدعى بيير، والذي كان يطلق عليه من قِبل ابن عمه الملك تشارلز السادس لقب أفرلورد، وفي تلك الفترة التي تبعت الحرب علم جان أن الكونت أمر أتباعه الجدد في الحرب أنهم يتوجب عليهم القيام بدفع رسوم للحرب، وسرعان ما أخبر زميله جاك بذلك، والذي بدوره توسل إلى جان أن يقوم بالتوسط له لدى الكونت من أجل تسهيل طريقة الدفع له؛ وقد برر ذلك بأنه لا يمتلك السيولة الكافية للدفع.
وفي تلك الأثناء رأى جان أنه في تلك المرحلة الحساسة بعد الحرب يجب عليه أن يقوم باستعادة موارده المالية التي ضاعت منه في السابق، ولذلك أقدم على الزواج من فتاة تدعى مارغريت، وعلى أثر ذلك الزواج حصل من والدها على مهر كبير وحقوق في العديد من العقارات والأملاك القيمة التي يمتلكها، وحينما علم الكونت بذلك قام باستيلاء على كافة تلك الأموال والممتلكات وبالمقابل منح قطعة أرض واحدة فقط لجان، وهنا أصيب جان بصدمة مما قام به الكونت، فقرر أن يقوم برفع دعوة لدى ابن عمه الملك تشارلز السادس على الأقل في أن يزيد من مساحة الأرض، ولكن الملك رفض تلك الدعوة.
وحينما علم الكونت بتلك الدعوة التي أقامها جان ضده، رغب في أن ينتقم منه، ولهذا قام بتعيين جاك بدلاً منه في قيادة حصن كانت قد احتفظت به عائلة جان لعدة أجيال، ولكن ما حدث في ذلك الوقت أنه حدثت حملة عسكرية ضخمة جداً في اسكتلندا، وعلى إثر تلك الحملة تم تكريم جان كأكثر فارس شجاع، لكنه في تلك الأثناء كان لا يمتلك أي نوع من الأموال.
وفي يوم من الأيام حينما عاد إلى بيته بعد أن كان في زيارة إلى مدينة باريس أول ما وصل أخبرته زوجته مارغريت أن صديقه جاك قد اعتدى عليها حينما كان خارج البلاد، وعلى الرغم من أن جان كان يدرك تماماً أن جاك في حماية الكونت، إلا أن جان قرر أن يتحدى جاك في مبارزة حتى الموت، وبعد عرض الأمر على الملك تشارلز وافق على تلك المبارزة؛ وذلك من أجل أن يتم تبرئة زوجة جان.
ومن هنا يبدأ الجزء الثاني من الرواية والذي يتم سرد أحداثه على لسان جاك، وقد كان في تلك الفترة قد حظي بثقة الكونت؛ وقد كان قد حصل ذلك بسبب خبرته الجيدة والواسعة في مجال المحاسبة وتنظيم الشؤون المالية، وهذا الأمر قد أكسبه مكانة كبيرة لدى البلاط الملكي.
وأول ما تحدث جاك أنه أول ما التقى بمارجريت وقع في حبها، وقد اعتقد أنها تكن له ذات المشاعر؛ وذلك بسبب أسلوبها اللطيف في التعامل معه، وفي يوم من الأيام أثناء غياب جان عن البلاد قامت والدة جان بأخذ جميع الخدم في المنزل من أجل مساعدتها في بعض المهام، وهنا استغل جاك تواجد مارغريت لوحدها في القلعة فذهب إليها وطلب من مساعده أن يطرق الباب، وأول ما فتحت له مارغريت ادعى أن الحصان أوقع حدوته، وهنا تم السماح له بأن يدخل حتى يصلح حدوة حصانه، فالبرد قارس في الخارج، وقد استغل جاك تلك اللحظات ودخل القلعة وأول ما التقى بمارغريت ركع على ركبته وأعلن حبه وعشقه لها.
وهنا ردت عليه مارغريت أنها سيدة متزوجة وطلبت منهم المغادرة على الفور من القلعة، ولكن ما حدث أن جاك طرد مساعده خارج القلعة واعتدى على مارجريت، وقبل مغادرته للقلعة طلب منها أنه من الأفضل لها أن لا تخبر زوجها بذلك، إلا أنه في وقت لاحق أخبر جاك الكونت أن جان يتهمه بالاعتداء على زوجته، وأنه على أثر ذلك قدم طلب لدى الملك على مبارزته، وأنه موافق على تلك المبارزة.
ومن هنا يبدأ الجزء الثالث من الرواية تسرد الأحداث على لسان مارغريت، إذ أول ما صرحت به هو أن كان علاقة الزواج بينها وبين جان تتوتر في كل يوم أكثر مما سبقه؛ وذلك لأنها لم تتمكن من الحمل، وكما أشارت إلى أنها كانت تعامل جاك بلطف من أجل أن تحاول كسب تأييد البلاط الملكي لزوجها، وحينما غادر جان إلى اسكتلندا أمرها بعدم مغادرة القلعة أو السماح لأي شخص بالدخول، وحينما اصطحبت والدة جان جميع الخدم في القلعة لمساعدتها، بقيت في القلعة تلبية لرغبة زوجها في عدم مغادرة القلعة مهما حصل.
وفي ذلك اليوم حصل الاعتداء عليها، وحينما عاد من سفره واخبرته بما حصل أصرت والدته على أن مارجريت يجب أن تسقط اتهاماتها، أو أنها تتحمل أي نتائج قد تؤول إليها تلك المبارزة، فهي كل ما تريده أن يعفى ابنها من حكم المحكمة في حال تبين أن اتهامه إلى جاك ادعاء كاذب.
ولكن كان شرط أن تتم المبارزة أن مارغريت سوف تحرق حتى الموت في حال خسر زوجها المبارزة، وهذا الشرط قد ثار غضبها وتوسلت إلى زوجها إلى أن يكف عن المبارزة، ولكنه أصر على قراره من أجل الانتقام من عدوه بسبب الخلاف السياسي بينهما، وقد تم تحديد موعد المبارزة.
وقبل ذلك الموعد بعدة أيام ولدت مارجريت طفل، وفي النهاية بدأت المبارزة بحضور الملك والكونت وعدد لا بأس به من النبلاء، وفي تلك اللحظات تم تقييد مارغريت في منتصف الحلبة في انتظار حرقها في حالة خسر زوجها المبارزة، وأول ما بدأ في المبارزة من فوق الأحصنة حتى فقدا كلاهما الحصانان، ومن ثم بدآ بالقتال وجهاً لوجه، وعلى الرغم من أن جان قد أصيب بعدة طعنات وصفت بأنها خطيرة، إلا أنه تمكن من تثبيت جاك على الأرض، وفي تلك اللحظة طالبه بالاعتراف ومواجهة الإدانة، لكن جاك يدعي براءته، وهنا سرعان ما هم جان بقتله.
وأخيراً سار جان وهو يشعر بالفخر بمجد انتصاره وتبعته زوجته بكل هدوء، وبعد مرور عدة سنوات توفي جان أثناء الحروب الصليبية بينما واصلت مارغريت إدارة ممتلكاته وعاشت بسلام وطمأنينة طوال الثلاثين عام التي عاشتها بعد وفاة زوجها ولم تتزوج مرة أخرى.