رواية المسلخ رقم خمسة- Slaughterhouse-Five Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب كورت فونيجت وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في مجال كتابة وتأليف القصص والروايات والمسرحيات، ومن أكثر الروايات التي اشتهر بها هي رواية المسلخ رقم خمسة، وقد ظهر حول الرواية العديد من العناوين الأخرى ففي بعض الأحيان كانت تحمل عنوان حروب الأطفال الصليبية، وفي أحيان أخرى كانت تحمل عنوان مهمة الرقص مع الموت، لقد تم إصدار الرواية في عام 1969م وترجمت إلى العديد من اللغات العالمية.

نبذة عن الرواية

لاقت الرواية انتشاراً واسعاً حول العالم ويعود السبب في ذلك إلى أنها كانت من الروايات المناهضة للحروب، حيث أنها كانت من الروايات التي عمل الكاتب فيها على دمج الخيال العلمي بين وقائعها وأحداثها، وقد اعتبر الأدباء أن الرواية هي واحدة من أوسع الروايات التي لاقت رواجًا وشعبية كبيرة وضخمة جداً على وجه الخصوص في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ وقد كانت تُعزى الشعبية التي حصلت عليها جراء الحقيقة بين ثناياها، إذ بالإضافة إلى أنها كانت تعتمد بشكل كبير على رصيد الخيال العلمي، إلا أن كذلك كانت تدور أحداث الرواية حول الحياة التي عاشها البطل والذي يدعى بيلي بيلجريم وتجاربه التي مرّ بها منذ سنواته المبكرة حينما كان يشغل وظيفة جندي أمريكي ومساعد قسيس خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

كما تحدث عن السنوات التي قضاها بعد الحرب، إذ أنه أصبح بعد ذلك سجين للحرب، وفي تلك الرواية كان قد ركز الكاتب على المرحلة التي عاشها بيلي كأسير حرب من قِبل الجيش الألماني، فبالرغم من القصف القوي الذي كان على تلك المنطقة، إلا أنه بقي على قيد الحياة، وكان الهدف من وصف تلك المرحلة هو تجسيد للحياة التي خاضها الكاتب بحد ذاته حين كان جندي أمريكي، وقد اعتبرت الرواية مثال عظيم على الوضوح الأخلاقي المنقطع النظير، كما وصفت بأنها من أكثر الروايات التي كانت تندد في الاستمرارية في الحروب على طول الزمان.

رواية المسلخ رقم خمسة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في ترتيب غير منظم للقصة، حيث أن الوقائع تبدو بشكل واضح من خلال التجارب التي يخوضها البطل والاسترجاع للأحداث، وإضافة على ذلك أيضاً السفر عبر الزمن من خلال وصف الراوي لقصص بيلي بيلجريم، حيث كان بيلي رجل من أصول أمريكية قادم من بلدة تعرف باسم إليوم، وهي بلده من نسج خيال الكاتب، كما أشار إلى أنها تقع في نيويورك، حيث اعتقد أنه وضعه في حديقة مليئة بالكائنات الفضائية المتواجدة على أحد الكواكب والتي كانت كذلك من نسج خيال الكاتب، وقد أطلق عليه اسم ترالفامادور، إذ أراد أن يوضح من خلال تلك الأحداث أنه تعرض للسفر عبر الزمن.

وفي ذلك الوقت كان بيلي يعمل مساعد للقساوسة في جيش الولايات المتحدة الأمريكية أثناء قيام الحرب العالمية الثانية، كما كان يعمل جندي أمريكي ليس لديه أي خبرة سابقة، وعلاوة على ذلك كان غير متدرب على نحو جيد، وهذا ما جعله شخص مرتبك طوال الوقت، لكنه كان شخص يؤمن تماماً بالقضاء والقدر، ومع مرور الوقت اكتشف بيلي أنه يبغض الحروب ويكره القتال، وعلى الرغم من كل الظروف المرعبة والمهددة لحياته في أي لحظة، إلا أنه لم يقم بأي شيء من أجل حماية نفسه، وهذا ما جعله يتعرض للموت في أكثر من مرة.

ولم تمر فترة قصيرة إلى أنّ الجيش الألماني قام بأسر بيلي، وقد حدث ذلك في أثناء قيام معركة الثغرة، كان بيلي قبل أن يتم أسره قد تعرف على شخص يدعى رونالد ويري، وهو رجل وطني من الرجال الذين يدعون إلى قيام الحرب، كما كان إنسان متنمر سادي وفي كثير من الأحيان كان يتهكم على جبن وخوف بيلي، وبعد أن تم أسر ويري أيضاً من قبل الألمان، تم العمل على مصادرة الألمان إلى كل ما يمتلكه كما أجبر على لبس حذاء مصنوع من الخشب ومؤلم جداً، وبعد قضاء ويري فترة في السجن استسلم في نهاية الأمر إلى مرض الغرغرينا الذي حصل معه جراء الجروح التي كانت تسببت بها القباقيب الخشبية الصلبة.

وفي لحظة ما تم احتضاره في عربة عبر سكة حديدية مليئة بالمساجين، قام ويري بإقناع أحد الجنود من زملائه والذي يدعى باول لازارو بأن بيلي هو من يتحمل مسؤولية وفاته وهو السبب الحقيقي وراء موته، وفي تلك اللحظة تعهد لازارو بأن يقوم بقتل بيلي انتقاماً لوفاته زميله ويري؛ فقد كان يرى ويري أنّ الثأر هو أجمل شيء في الحياة وأراد أن لا يتوقف بعد وفاته، في تلك الأثناء أصبح بيلي شخص غير عالق في الزمن، حيث أنه قام باستحضار بعض اللحظات التي عاشها في حياته السابقة، وأول ما حضر إلى ذهنه هو اللحظة التي تم بها نقل الألمان بيلي والمساجين الآخرين إلى مدينة لوكسمبرغ، وقد كان ذلك مع حلول سنة 1945م.

إذ أن تم إيصال المساجين إلى مدينة درسدن الألمانية؛ وذلك من أجل الالتحاق في العمالة المتعاقدة وهي عبارة عن عمالة قصرية وجبرية، حيث أنه في ذلك الوقت أبقى الألمان على بيلي وزملائه في مذبح متطرف، وقد كان معروف باسم مذبح شلاشتهوف فينف وهو كان المذبح الخامس، وبينما كان يقوم الحلفاء بالقصف الممتد على مدينة درسدن، وعلى أثر ذلك قام الحراس الألمانيين بالاختباء مع المساجين في نفس المذبح، وقد كان ذلك المذبح متواجد جزء كبير منه تحت الأرض كما كان محمي بشكل محكم من القصف من جهة السطح.

ولهذا السبب كانوا هم الوحيدين الناجين من العاصفة النارية التي كانت قد اشتعلت في المدينة على مدار يومين من شهر فبراير عام 1945م، وبعد يوم النصر الذي يقام في أوروبا الذي كان في شهر مايو من نفس العام تم بعث بيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفي وقتها حصل على الإعفاء العسكري في شهر يوليو من ذات العام كذلك.

وبعد مرور فترة وجيزة تم إخال بيلي إلى المستشفى؛ وذلك بسبب ظهور عليه أعراض تشبه إلى حد ما اضطراب ما بعد الصدمة، إذ تم ووضعه تحت المراقبة في قسم العناية النفسية، وهناك كان بيلي في تلك الأثناء يتشارك الغرفة في المستشفى مع شخص يدعى إيليوت روسواتر، وقد كان ذلك الشخص هو ذاته الذي قدم بيلي إلى روايات مؤلف الخيال العلمي الغامض والذي يعرف باسم كيلجور تروت.

وبعد خروج بيلي من المستشفى تزوج بيلي من امرأة تدعى فالنسيا ميرابيل، حيث أن والد فالنسيا كان يمتلك مدرسة إيليوم التي كانت تعتني بالتصحيح البصري، وقد التحق بيلي بالمدرسة فيما بعد، ومع مرور الوقت أصبح بيلي أحد الأشخاص المعنيين بالتصحيح البصري إلى أن أصبح إنسان غني وناجح، وفي عام1947م استقبل بيلي وزوجته طفلهم الأول وقد كان وُلد اسمياه روبيرت، وبعد مرور عامي ولدت طفلة اسمياها باربرا، ومع الوقت وفي ليلة زواج باربرا، تم أسر بيلي من خلال سفينة فضاء خارجية والذهاب به إلى كوكب  يدعى ترالفامادور ويبعد عن الأرض بمسافة تقدر بعدد كبير من السنوات الضوئية.


شارك المقالة: