يُعتبر تشارك ديكينز من الكتاب الذين تطرقوا للحديث حول النظام القانوني الذي كان معتمد من قِبل الإنجليزي والتشريعات التي كانت تسود في فترة من الفترات وذلك من خلال روايته التي تحمل اسم المنزل الكئيب، التي طغى عليها طابع السخرية، وأول طريقة تم إصدار الرواية بها هي من خلال مسلسل تلفزيوني في عام 1852م، اعتمد الكاتب بها على التنوع بين الشخصيات وصفاتها بالإضافة إلى القصص الفرعية التي أدخلها على الرواية؛ وذلك حتى يثير السخرية حول تحكم القوانين والقضاء في السيطرة على كتاباته.
نبذة عن الرواية
أثارت الرواية العديد من الآراء حولها، فقد كان يرى البعض أنها أنها عبارة عن وصف مبالغ فيه للنظام التي تسير عليه القوانين في ذلك الوقت، بينما كان يرى البعض الآخر أنها كان لها دور كبير في التحفيز على القيام بتغييرات على الأنظمة والقوانين، وقد تحقق ذلك في السبعينات من القرن التاسع عشر، إذ بدأ النظام بإجراء مجموعة من التعديلات على الأنظمة والقوانين حينها، وعلى الرغم من ذلك كان هناك مطالبات أخرى بإجراء تعديلات أيضاً في إطار أوسع من نطاق الأدب والمؤلفات، كتطوير في أمور المنطقة بأكملها.
رواية المنزل الكئيب
في البداية كانت تدور أحداث ووقائع الرواية حول شخص يدعى ليستر ديدلوك، حيث كان يقطن في مزرعة خاصة به، وفي تلك المزرعة تعيش معه زوجته التي تعرف باسم هونوريا، لكن كان هناك أمر تخفيه هونوريا عن زوجها، ألا وهو أنها كانت قبل الزواج به متزوجة من رجل آخر وهو يدعى الكابتن هاوود، وقد كانت قد أنجبت منه طفلة، فلم تخبر زوجها الحالي بذلك، إذ كانت تعتقد أنه طفلتها قد توفت ولا حاجة لإخباره بذلك الأمر.
الطفلة كانت تعرف باسم إستير في الحقيقة هي لم تتوفى بل كانت ما زالت على قيد الحياة، إذ تولت رعايتها والاهتمام بها امرأة تدعى بارباري وهي أخت والدتها، لم تكن تعلم إستير عن حقيقة أن الآنسة بارباري هي أخت والدتها الحقيقية، فنشأت وهي تعرف أنها والدتها، وبعد وفاة السيدة بارباري يصبح رجل يدعى جون جارنديس هو الوصي على الطفلة، ويعين محامي يعرف باسم كينجي تابع إلى مكاتب القضاة حتى يتولى أمور إستير، بعد التحاق إستير بالمدرسة لفترة ست سنوات، وتقوم بالانتقال حتى تعيش معه في ذلك البيت.
ثم بعد ذلك قام السيد جارنديس يتولى مهمة وصية أخرى لطفلين آخرين الأول طفل يدعى ريتشارد كارستون وطفلة تدعى آدا كلير، وهما ما تربطهما علاقة قرابة لكن من طرف بعيد، فقد كانا المستفيدين من الوصايا التي كانت تطرح في قضايا جارنديس جارنديس، ومع مرور الأيام وحينما بلغا الطفلين ريعان الشباب وقعا في حب بعضهما، لم يقدم جارنديس أي اعتراض حول علاقتهم، لكنه اقترح على ريتشارد أن يقوم في البداية الحصول على وظيفة حتى يتمكن من تأمين الحياة الكريمة له ولآدا، وهنا بدأ يفكر ريتشارد في الدخول لمزاولة مهنة الطب.
وفي أحد الأيام تقابل إستير دكتور يدعى آلان وودكورت في منزل المعلم الخاص بريتشارد، وحينها يصرح ريتشارد إمكانية الاستفادة من قضية جارنديس جارنديس، حينها يطلب منه شخص يدعى جون أن لا يثق بتلك القضية، في قال عنها أنه يطلق عليها اسم لعنة الأسرة.
وفي ذلك الوقت كانت ديدلوك هي من الأشخاص الذين استفادوا من تلك الوصية في بداية الأحداث في الرواية، وخلال الاستماع إلى إحدى الإفادات خطية من السيد تولكينغهورن وهو الذي كان يعمل كمحامي خاص عن الأسرة، تدلي بقولها في تلك اللحظة السيدة ديدلوك على أن خط اليد كان قد أثّر فيها المشهد بشكل كبير إلى درجة أنه كاد أن تسيطر عليها حالة إغماء عليها، وهذا الأمر كان قد لاحظه تولكينغهورن وتحقق منه بعد ذلك.
فعمل حينها على تتبع الشخص الذي قام بنسخ الخط، وقد كان من الناس الفقراء لا يعرف سوى أن اسمه نيمو وهو ما يعني باللغة اللاتينية لا أحد، وبالفعل كان لا يوجد أحد يعلم عنه أي شيء سواء شخص مشرد يعمل في مهنة التنظيف يقطن حي فقير في أطراف مدينة لندن، وفي تلك الأثناء تقوم السيدة ديدلوك بنفسها بالتنكر في اللباس المخصص للخادمة والتي تدعى هورتينس، وتذهب لمقابلة السيد جو، وحينها تدفع له مبلغاً من المال مقابل دلها على القبر الذي تم دفن السيد نيمو فيه.
وهنا يبدأ التوتر والخوف يتصاعدان داخل السيد تولكينغهورن، فقد كان يعلم أن زوجها رجل جيد ولا يريد أن تتسبب السيدة ديدلوك له بمشاكل، مما يجعله يستمر بملاحقتها وتتبع كافة تحركاتها، وعلى أثر ذلك كان يقوم السيد تولكينغهورن بتعيين خادمتها في التجسس عليها ومعرفة كامل الأحاديث التي تجريها من الآخرين، كما يعمل على إقناع القائد المسؤول عن جو والذي يدعى بوكيت أن يقوم بإرسال جو إلى مكان بعيد عن المدينة؛ وذلك حتى يمنع في أي شكل من الأشكال وصول السيدة ديدلوك إلى نيمو.
وفي يوم من الأيام تشاهد ديدلوك ابنتها إستير وتلتقي بها في إحدى الكنائس فيدور بينهما حيث لفترة ليست بقليلة، لكن دون أن تشعر واحدة منهن بطبيعة العلاقة التي تربطهما في الأصل، ومع مرور الوقت تعلم ديدلوك أن إستير بنتها التي كانت تعتقد أنها متوفية، لكن في ذلك الحين تكون إستير قد أصيبت بوعكة صحية شديدة، فقد أصيبت بمرض الجدري وقد كان ذلك بعد الرعاية التي كانت تقدمها للصبي جو.
عزمت ديدلوك على إخبار ابتها بالحقيقة الكاملة، لكن بعد أن تسترد عافيتها وصحتها، ومر الوقت واستعادة إستير عافيتها وقامت ديدلوك بإخبارها بالحقيقة الكاملة، حينها انتاب إستير مشاعر عارمة من الفرح والسعادة بأنها تمكنت في النهاية من معرفة والدتها والالتقاء بها، لكن ما صدم إستير في ذلك الوقت أن والدتها طلبت منها أن لا يعترفان بتلك العلاقة مرة أخرى.
ومع مرور العديد من السنوات كان ريتشارد قد لازمه الفشل وسوء الحظ عند محاولته لوجود أي مهنة، حينها عزم على عصيان الأوامر التي تفرضها قضية جارنديس وجارنديس وحاول بأي طريقة إنهاء تلك القضية لصالحه هو وآدا، وعلى أثر ذلك يخسر جميع ممتلكاته وأمواله، ويدخل في وعكة صحية جراء هذه العملية، فقرر حينها أن يقوم بالزواج من آدا بدون علم أحد وبسرية تامة، ثم بعد ذلك تحمل منه آدا، ويستمران في حياتهما بسعادة.
وعند رجوع السيد وودكورت إلى إنجلترا وقد كان ذلك بعد أن نجاته من موت محتم جراء غرق السفينة التي كان على متنها تحظى إستير بسعادة عارمة، وانتقلت الأحداث لتتم موافقة إستير على عرض الزواج الذي تقدم به جون جارنديس وهو الوصي عليها، وفي تلك الأثناء اكتشف هورتينس وترلكينغهورن الحقية التي كانت تخفيها ديدلوك عن الجميع، لكنها عزمت على الهروب حين قام تولكينغهورن بمواجهتها بالحقيقة، فتركت خلفها ملاحظة اعتذار عن سلوكياتها.