رواية المهر الأحمر - The Red Pony Novel

اقرأ في هذا المقال


اشتهر الكاتب والمؤلف جون ستاينبيك وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية بأنه من أهم رواد الأدب على مستوى العالم، حيث أنه كان له تأثير كبير على الكتاب من بعده، كما أنه صدر عنه عدد لا بأس به من القصص القصيرة والروايات، ومن أبرز الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية المهر الأحمر، والتي تم تجسيدها في عدة أفلام سينمائية عالمية، تمت ترجمتها إلى أشهر اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.

نبذة عن الرواية

تم تصنيف الرواية من قِبل النقاد والأدباء على أنها من الروايات القصيرة التي تمت تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء، وقد ألف الكاتب الجزء الأول منها سنة 1933م، ثم بعد ذلك عزم على تكملة أجزاء الفصول التالية للرواية وتم نشرهن في إحدى المجلات العالمية بشكل متتالي على مدار ثلاثة سنوات من سنة 1933م إلى 1936م، وقد تم العمل على إصدار الكتاب بشكله الكامل في سنة 1937م، وقد تناولت الرواية في مضمونها سرد لقصص وحكايات عن فتى يدعى جودي تيفلين، كما كان يتضمن الكتاب على أربع قصص متنوعة عن جودي والحياة التي عاشها في المزرعة التي يمتلكها والده في ولاية كاليفورنيا.

حيث أن جودي كان من الفتيان الذين يمتلكون أحلام صغيرة، والذي كان على الدوام يتشاركها مع مُهر ذو لون أحمر، ثم بعد ذلك تشاركها مع الفرس الذي يحمل اسم نيللي، وكان جودي يتوجه في أحلامه ويتطلع بها إلى استكشاف وحب معرفة ما يقع خلف الجبال التي كانت تغطي الأفق، وقد كان الدافع الذي أثر على أحلامه هو القصص التي كان يسردها على مسامعه جده، والتي كانت تتمثل في الحديث حول البطولات التي كان يقوم بها الهنود عبر السهول والسواحل.

اعتبر الأدباء أن الرواية تحتوي على إحدى القصص المتسلسلة التي تتحدث عن الوادي الطويل، والتي يصور من خلالها المؤلف الحياة الريفية والجبال والأودية، وقد كان الكاتب يتجول في كثير من الأحيان في مثل تلك المناطق، إذ يسعى فيها لإشغال حواسه وبجعلها ملمة بالمكان من جميع النواحي الذي تحدث فيه القصة، وبالإضافة إلى تلك القصص كانت هناك قصة قصيرة مقتبسة من أحد أعمال الكاتب السابقة والتي تحمل عنوان مراعي الفردوس، ولكن في النهاية تم حذف هذه القصة الأخيرة في الطبعة التي نشرت في الأخير.

رواية المهر الأحمر

بدأت أحداث الرواية في ذلك اليوم الذي يقوم به شخص يدعى السيد كارل تيفلين بتقديم هدية إلى ابنه الذي يدعى جودي، وقد كانت تلك الهدية عبارة عن مُهر ما زال صغير في العمر ويتميز بلونه الأحمر، وعلى أثر تلك الهدية كانت قد غمر جودي بسعادة عارمة، ولكن تلك الهدية كانت تتضمن مجموعة من الشروط، ولكن جراء السعادة التي كان قد حصل عليها جودي كان قد وافق بشكل سريع على جميع الشروط التي وضعها أبيه على الهدية، والتي كان من ضمنها تقديم الطعام للمهر على الدوام والقيام بتنظيف الاسطبل الذي يقيم به المُهر، بالإضافة إلى عدة شروط أخرى.

كان جودي يشعر بالرهبة والدهشة من شدة جمال وروعة المهر، وهذا الأمر قاده أول شيء إلى تغيير اسم المُهر وقرر إطلاق عليه اسم جابيلان؛ وقد كان ذلك على اسم أحد أشكال الجبال والتي كانت تتميز بكثرة العشب والممتلئة بأشجار البلوط التي تحيط بالمزرعة من كافة الجوانب، وتلك الجبال كانت موجودة في أحد الوديان الذي يعرف باسم وادي ساليناس.

وبعد مرور عدة أسابيع من تدريب المُهر وإجراء تعارف بينه وبين جودي أخبره والده بخبر سار، ألا وهو أنه سوف يسمح له بركوب المُهر عند قدوم موعد عيد الشكر، وعلى الرغم من أن المسؤول عن المزرعة والذي يدعى السيد بيلي باك يؤكد له أنه لن يكون هناك أمطار خلال ذلك الوقت، إلاّ أن الأمطار كانت قد وقعت وبشكل غزير جداً، وعلى أثر ذلك أصيب المهر بما يعرف بأنه نزلة برد، وقد كان ذلك بسبب بعد تركه تلك الليلة في الحظيرة دون إدخاله إلى الاسطبل، وفي تلك الأثناء يحاول بيلي تقديم العلاج للحصان ومعالجته من الحالة التي أصيب بها، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل ولم تجدي بشيء، وهنا فكر الأب وابنه أن يقوما بالذهاب بالحصان إلى أحد الأطباء البيطريين، وهناك يتم تشخيص الحالة التي تعرض لها الحصان بأنها ما تعرف بالداء الخانق وهو ما يُعرف بحمى الخيل.

وعلى أثر ذلك أوصى الطبيب بأن يتم وضع كيس مبلول كتبخيرة فوق أنف الحصان، وهنا يتم تكليف جودي بمتابعة تلك المهمة بمراقبة وضع الحصان، وعندما حلّ الليل شعر جودي بالنعاس الشديد، وعلى الرغم من حالة القلق المستمرة التي كان يشعر بها على الحصان، إلا أنه غط في سبات عميق، وفي تلك الأثناء كان قد نسي جودي باب الحظيرة مفتوحاً، وبعد مرور وقت قصير أفاق جودي من نومه، وفي ذلك الحين كان الحصان قد غادر إلى الحظيرة وبات يجلس هناك في البرد، وعند وصول السيد بيلي رأى أنه من الضروري أن يتم شق فتحة من جهة القصبة الهوائية للحصان؛ وذلك حتى يستطيع التنفس بشكل سليم، وفي تلك الأثناء بقي جودي إلى جانبه، حيث يمسح وينظف القصبة الهوائية باستمرار.

ثم بعد ذلك غط جودي في النوم مرة أخرى من جديد، وفي أثناء نومه يرى جودي في منامه أن هناك عاصفة رياح قوية وشديدة، وحين استيقظ من نومه شاهد أن الحصان قد اختفى مرة ثانية، وبعد تتبع أثر الحصان وملاحقته يلاحظ وجود مجموعة من الصقور الحوامة تدور فوق مكان قريب منه، وهنا سرعان ما توجه إلى ذلك المكان وعند وصوله شاهد أحد الصقور تأكل بعين الحصان، إذ أدرك أنه لم يتمكن من الوصول في الوقت المناسب إلى الحصان، وأنه لم يتمكن من حماية الجواد والمحافظة عليه.

وهنا سرعان ما يدخل جودي في حالة من نوبات الغضب الشديد، مما أفضى به إلى الدخول في  تصارع مع الطائر ويقوم بضربه مرارًا وتكرارًا، ويستمر في ذلك إلى أن يصل السيد بيلي باك ووالده ويوقفاه عن ذلك، وعلى أثر ذلك مات الطائر، وهنا أراد أن يشير الكاتب من خلال القصة إلى مشكلة عامة وشمولية تتمثل في الأفكار التي تكون قابلة للخطأ عند الشباب البالغين والداخلين في سن النضج، ومدى حتمية الموت لجميع الكائنات الحية.


شارك المقالة: