تُعد أجاثا كريستي من مبدعات الأدب، حيث أنها لها باع طويل في كتابة وتأليف القصص والروايات، وقد وصفت من قِبل الأدباء والنقاد أنها من من رائدات الأدب، فقد ساهمت إلى حد كبير في النهوض بالأدب الإنجليزي والأدب الأمريكي، ومن أهم الروايات التي صدرت عنها هي رواية انتقام العدالة، والتي تم العمل على إصدارها سنة 1971م.
رواية انتقام العدالة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول إحدى الشخصيات الرئيسية وهي فتاة تدعى ماربل، حيث أنها في أحد الأيام كانت قد تلقت رسالة من أحد الأشخاص والذي يدعى جايسون رافييل، وهو شخص كان يعمل في مهنة المحاماة وثري جداً، أول ما قابلته ماربل كان أثناء قضائها العطلة، في ذات الوقت واجهت بها جريمة قتل، لكنها بالفعل تمكنت من حلها، وعلى إثر رؤيته لجهودها في حل الجرائم طلب منها أن تنظر في جريمة، وتلك الجريمة كانت حول خطيبة ابنه، ولكن جايسون لم يكن أدلة سوى القليل حولها.
ومن هنا أول ما بدأت به ماربل هو الانضمام إلى جولة بين البيوت والحدائق البريطانية الشهيرة برفقة خمسة عشر شخصًا آخرين، حيث أنه قد تم تنظيمهم من قِبل السيد جايسون ليكونوا برفقتها في مهمة التحقيق ومساعدتها في حال احتاجت إلى ذلك، وفي ذلك الوقت كانت من ضمن المجموعة سيدة تدعى إليزابيث والتي كانت تعمل في السابق كمديرة مدرسة، حيث أن إليزابيث أدلت ببعض المعلومات التي تدور حول الفتاة التي تدعى فيرتي، حيث أن تلك الفتاة في الواقع كانت مخطوبة لابن السيد جايسون الذي يدعى مايكل، وقد كان مايكل من الشباب الذين يصفون بأنهم طائشين، وتلك الخطبة لم تستمر طويلاً إذ سرعان ما انفصلا عن بعضهم البعض، وقد كان من ضمن المجموعة المرافقة إلى ماربل في الجولة سيدة تدعى كوك، وقد كانت تلك السيدة قد قابلتها ماربل لفترة قصيرة في مدينة سانت ماري ميد في السابق.
وقد حصلت ماربل على معلومات أخرى حول القضية من سيدة تدعى لافينيا، حيث أن جايسون كان على معرفة بالسيدة لافينيا وشقيقتيها في السابق، وخلال تلك الجولة كان قد اقترحت لافينيا أن تقضي ماربل في منزلها أيام قليلة، وافقت ماربل على دعوة لافينيا، ثم بعد ذلك التقت بشقيقات لافينيا، واللواتي كان في مرحلة متقدمة من العمر ولكن لم يقدمن على الزواج نهائياً، وهن الأولى تدعى كلوتيلد والثانية تدعى أنثيا، وهنا اكتشفت ماربل من خلال حديثها مع مدبرة المنزل أن فيرتي كانت قد انضمت إلى أسرة لافينيا بعد وفاة والديها، ومنذ ذلك اليوم أصبحت فيرتي مرتبطة بشكل كلي بالسيدة كلوتيلد، ولكن ذلك لم يدم طويلاً، حيث أنه في أحد الأيام توفيت فيرتي، بعد أن تم قتلها بطريقة وحشية، ومن هنا تم إلقاء القبض على مايكل وزج به في السجن.
وفي صباح اليوم الذي قررت به ماربل عودتها إلى جماعتها واستكمال الجولة، اكتشفت أن سيدة تدعى تيمبل تعيش في تلك المنطقة منذ فترة طويلة قد أصيبت جراء انزلاقها عن انهيار صخري أثناء تنزهها في اليوم السابق، وقد كانت في الوقت الحاضر مقيمة في المستشفى بسبب دخولها في غيبوبة، وعلى أثر ذلك اضطرت المجموعة على البقاء ليلة إضافية في انتظار الأخبار من دليل المجموعة حول صحة تيمبل، وفي غضون ذلك تلقى أحد الأشخاص والذي يدعى وانستيد وهو كان يعمل بروفيسور وطبيب شرعي، بالإضافة إلى أنه عالم نفسي يهتم ومتخصص في العقول الإجرامية تعليمات من السيد جايسون؛ بأن ينظم إلى المجموعة في جولة التحقيقات.
وفي تلك الأثناء كان يخضع مايكل إلى فحوصات نفسية وقدرات عقلية، وقد كان ذلك بناءً على طلب تم تقديمه من مسؤول السجن الذي كان مسجون فيه، وبناءً على المعطيات التي ظهرت في النتائج اتضح أن مايكل لم يمتلك أي قدرة على القيام بجريمة قتل، وهنا أشار مسؤول السجن إلى ماربل أنه بعد إطلاع والد مايكل بدا أنه غير مهتم لحالة ابنه، وقد كان في ذلك الوقت تم ذكر أن هناك امرأة شابة من المنطقة مفقودة وتعرف باسم نورا برود.
وقد كانت المخاوف تتمركز حول أن يتم العثور عليها مقتولة، وبينما اصطحب البروفيسور ماربل من أجل زيارة ورؤية تيمبل، كانت تيمبل في لحظة من الوعي، حيث طلبت تيمبل من ماربل أن تبحث عن فيرتي هانت، وتتوفى بعد ذلك على الفور، ومن هنا توجه الشقيقات الثلاثة إلى دعوتهن ماربل إلى الإقامة معهن في المنزل لبضع أيام، وقد كان ذلك حينما قررت ماربل عدم الرجوع إلى الانضمام إلى الجولة؛ جراء إصابتها بحالة من اليأس لما يحدث، وافقت ماربل على دعوتهن، وعند حلول المساء تسرد لافينيا بعض المعلومات عن الحياة التي كانت تعيشها فيرتي معهن في المنزل أمام السيدة ماربل.
وبعد إجراء العديد من التحريات والتحقيقات حول وفاة تيمبل، قدم أحد الأشخاص وقد كان رئيس الخدم للكنيسة لزيارة ماربل، وأول ما يقابلها أخبرها أنه كان سوف يتزوج كل من مايكل وفيرتي في حفل زفاف سري، وعلى الرغم من أنه كان معارض على أن يكون الأمر سراً وشعر بالقلق من أمر زواجهم بهذه الطريقة، إلا أنه وجدهما يحبان بعضهما حباً عظيماً، وقد أصيب بالدهشة حينما لم يحضر أحدهما إلى حفل الزفاف، ولم يقومان حتى بإرسال رسالة.
وعلى إثر ذلك قررت ماربل البقاء بضعة ليالٍ أخرى مع الأخوات الثلاث، ثم بعد ذلك عزمت على استئناف الجولة التحقيقية، ثم بعد ذلك سافر البروفيسور إلى مدينة لندن عبر القطار في مهمة سرية إلى ماربل، وهنا تعزم كل من بارو وكوك بالقيام بزيارة إلى إحدى الكنائس القريبة من المكان، في وقت متأخر من ذلك المساء، تتحدث ماربل مع الشقيقات حول ما كان باعتقادها أنه قد حدث، وأثناء حديثهن ظهرت كل من بارو وكوك من أجل الحديث مع ماربل في أمر مهم، إذ تبقيان إلى بعض الوقت على باب المنزل، ثم تتم دعوتهن إلى الدخول من أجل تناول القهوة.
وبينما يدور حديث بينهم حول وفاة تيمبل، تشير ماربل إلى أن كل من السيدة التي تدعى جوانا والسيدة الأخرى التي تدعى برايس وهن من العناصر المشاركات في الجولة قد قامتا بدفع إحدى الصخور، وعند سؤالهن حول ذلك الأمر ردا على ذلك أنه مجرد تلفيق، وقد كان ذلك حينما استعدت المجموعة إلى مغادرة المكان، ومع دخول كلوتيلد عليهن الغرفة سرعان ما غيرت ماربل الحديث وأشارت إلى كوك أن القهوة لا تناسبها، حيث أبقتها مستيقظةً طوال الليل إلى أن قدمت لها كلوتيلد بعض من الحليب الدافئ، وفي تلك الأثناء غادرت السيدتان في الحال إلى غرفة مجاورة إلى غرفة ماربل، وقد كان ذلك الوقت في تمام الساعة الثالثة فجراً، وفي غضون ذلك دخلت كلوتيلد إلى الغرفة الخاصة بماربل بشكل خفي، ولكن تفاجأت حينها عندما تضيء ماربل النور.
حيث أخبرتها ماربل أنها لم تشرب الحليب قط، اندهشت كلوتيلد وعرضت عليها أن تقوم بتسخينه من جديد، لكن ماربل أخبرتها أنها لم ترغب في شربه على الاطلاق؛ وذلك لأنها كانت قد أدركت أن كلوتيلد من قامت بقتل فيرتي هانت ودفنت جثتها في حطام الدفيئة؛ وذلك لأنها لم تتمكن من تحمل أن تغادرها فيرتي من أجل شخص آخر، كما اكتشفت ماربل أن كلوتيلد قامت بقتل نورا برود بطريقة وحشية؛ وذلك لأنهم أخطأوا في التعرف على جثتها واعتقدوا أنها فيرتي، وهذا ما جعل الشكوك تدور حول مايكل، كما أن كلوتيلد هي ذاتها من قامت بقتل تيمبل كذلك، وبعد تصريح ماربل لها بكل ذلك تقدمت كلوتيلد باتجاه ماربل، لكن ماربل نفخت في صفارة، وسرعان ما حضرت كوك وبارو للدفاع عنها، وفي النهاية شربت كلوتيلد الحليب المسمم، وحين سردت ماربل القصة إلى وزير الداخلية، أوعز بإطلاق سراح مايكل.