الروائي تشارلز ديكينز من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أعظم الأدباء الذين ظهروا في العصر الفيكتوري، إذ صدر عنه مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية التي لاقت شعبية كبيرة بين كافة أرجاء العالم، ومن أكثر الروايات التي اشتهر بها هي رواية بارنابي رادج أو ما تعرف باسم حكاية من شغب الثمانين، وقد تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية وحققت نسبة مبيعات عالية، كما تُرجمت إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.
نبذة عن الرواية
تم تصنيف الرواية من قِبل الأدباء والنقاد على أنها رواية تاريخية، وقد قام المؤلف في البداية بنشرها من خلال دورة أسبوعية قصيرة المدى تحمل عنوان ساعة السيد هامفري، وقد تناولت الرواية في مضمونها الحديث حول موضوع أعمال الشغب التي حدثت سنة 1780م، وقد كان من المقرر أن تكون الرواية المشار إليها هي الرواية الأولى للكاتب، لكن لعدة أسباب تم تأجيل إصدار الرواية، وقد دارت أحداثها في زمن الثورات.
رواية بارنابي رادج
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية أثناء أمسية كان يتجمع بها شخص يدعى جون وهو كان صاحب نزل يعرف باسم ميبول ومجموعة من أصدقائه وعددهم ثلاثة حول موقد نار في النزل والذي كان يقع في قرية تشيغويل، كان الطقس في تلك الليلة سيء جداً، وقد أشار الكاتب إلى أن الأحداث كانت تدور في القرن السابع عشر، وفي تلك الأمسية يسرد أحد هؤلاء الأصدقاء الثلاثة ويدعى سولومون قصة محلية معروفة لدى الجميع حول رجل غامض أشعث يقيم في النزل، حيث أن أحداث تلك القصة كانت تدور حول جريمة قتل شخص يدعى روبن.
وقد كانت تلك الحادثة قد وقعت قبل ما يقارب ربع قرن في تاريخ هذا اليوم، حيث أن روبن كان يمتلك عقار محلي تحت اسم وارن، والذي في الوقت الحاضر يعيش فيه شقيقه الذي يدعى جيفري برفقة ابنة روبن والتي تدعى إيما. وفي اليوم الذي وقعت به الحادثة اختفى كل من البستاني والخادم الذين يعملون لدى روبن بعد وفاته، وعلى أثر ذلك كانا الاثنين ضمن قائمة الأشخاص المشتبه بهم في ارتكاب الجريمة وبعد مرور فترة من الوقت عثر عناصر الشرطة على جثة الخادم، ومن هنا بدأت تتوجه أصابع الاتهام نحو البستاني.
وفي أحد الأيام تحدث مشدة كلامية بين ابن مالك النزل والذي يدعى جو مع أبيه جون، وقد كان السبب خلف تلك المشكلة هو أن جون كان على الدوام يعامل ابنه على أنه ما زال طفل صغير، على الرغم من أنه قد أصبح في عمر العشرين، وعلى أثر ذلك يعزم جو على مغادرة النزل والمدينة بأكملها؛ وذلك لأنه كان يشعر بأنه قد حظي بمعاملة سيئة بما يكفي، ومن هنا يقرر أن يتوجه إلى التسجيل في الجيش، وبالفعل ذهب في البداية إلى وداع محبوبته والتي تدعى دوللي والتي كانت ابنة الشخص الذي يقوم بصناعة الأقفال والذي يعرف باسم غابرييل فاردن.
وفي ذلك الوقت يقدم إلى المدينة شخص يدعى إدوارد وسرعان ما يقع في حب وعشق إيما، ولكن حينما وصل الخبر إلى والده سرعان ما همّ إلى وقف تلك العلاقة ومعارضتها، ولم يتوقف الأمر عليه بل كان عمّ إيما في وجه هذه العلاقة؛ وذلك بسبب أن هناك عداوة قديمة بين العائلتين، وهنا أشار والد إدوارد إلى السيد جيفري أن ابنه كاذب وله نوايا سيئة من جراء تلك العلاقة، بينما كان في الحقيقة والد إدوارد يعتزم على تزويج ابنة من فتاة تمتلك ثروة طائلة؛ وذلك كي يتسنى له في سداد ديونه، وعلى أثر ذلك يحدث خلاف بين إدوارد وأبيه، وهنا يغادر المدينة بأكملها ويتوجه نحو جزر الهند الغربية.
وفي تلك الأثناء كان بطل الرواية والذي يدعى بارنابي يتنزه في الأراضي الريفية مع غُرابه الأليف، تستقبل والدته زيارة من شخص أشعث وغامض وقد كان ذاك الشخص ذاته المقيم في النزل، وهنا تشعر بأنها ملزمة بأن تقدم له الحماية الكاملة، لكنها بعد تردد الرجل الغامض إلى منزلها في أكثر من مرة، تعزم على مغادرة المدينة واصطحاب ابنها دون تقديم أي تفسير، محاولة الفرار من ذلك الزائر غير المرغوب فيه، كما أنها تنازلت عن كافة الأموال التي كانت تتلقاها من جيفري شقيق روبن للمساعدة في تربية ابنها وتلبية احتياجاته.
ومنذ تلك اللحظة يمضي الكاتب في الرواية إلى ما بعد خمس سنوات حتى يعود إلى تلك أمسية، حيث يلمح سولومون ولكن ليس بشكل مباشر إلى أن هناك شبح يلف حول الساعة المتواجدة على برج الجرس في الساحة التي تقع بها الكنيسة، وقد كان ذلك الوقت في الذكرى السابعة والعشرين من قتل روبن، ويبدأ الحديث أكثر فأكثر حول ذلك الشبح، وعند سماع صاحب النزل بهذا الحديث رأى أنه يجب على السيد جيفري أن يسمع تلك الحادثة، وفي تلك الأثناء يغادر صاحب النزل بصفته دليل برفقة شخص يدعى هيو وهو سائس الخيل في قرية ميبول أثناء عاصفة شتوية.
وبينما كانوا في طريقهم يلتقون بثلاثة من الرجال الذين كانوا في ذلك الوقت يبحثون عن الطريق التي توصل بهم إلى مدينة لندن أثناء طريق عودتهم إلى ميبول، إذ أنهم عزموا الرجال على الوصول إلى أقرب مأوى لهم يأووا إليه خلال الليل بعد أن اكتشفوا أن لندن ما تزال على بعد أميال، وهنا ينظموا إلى الأسر في القرية.
وفي النهاية يتبين أن هؤلاء الزوار هم لورد يدعى جورج وسكرتيره الخاص الذي يدعى غاشفورد، وخادمه الخاص الذي يدعى جون غروبي، وفي تلك الأثناء يقوم اللورد بإلقاء خطاب يتخلله الحماس ومفعم بالمشاعر التي تعادي البابوية ويقول أنه في القريب العاجل سوف يتم السماح للكاثوليكيين الذين تم تجنيدهم في الاتحاد مع شركائهم في الدين المتواجدين في القارة؛ وذلك من أجل تنفيذ هجوم على دولة بريطانيا، وبعد انتهاء اللورد من ذلك الخطاب يتوجه برفقة رجاله صوب لندن، وهناك بدؤوا بالتحريض وإبراز المشاعر المعادية إلى الكاثوليكية في محاولة منهم إلى تجنيد المتطوعين البروتستانتيين خلال مسيرتهم.
وهنا يقع اختيارهم على شخص يدعى نيد دينيس وهو كان عبارة عن جلاد مقيم في مدينة تيبرن، وشخص آخر يدعى سيمون وهو ما كان تلميذ لدى غابرييل فاردن صانع الأقفال؛ وذلك من أجل أن يكونا قائدين للمسيرة، وفي تلك الأثناء يجد هيو كتاب متروك في نزل ميبول، وعند قراءته هذا الكتيب الصغير يندفع إلى الانضمام إلى الحشد البروتستانتي والذي وصفه المؤلف على أنه عبارة عن منثور هنا وهناك على أيدي المتعصبين الذين يتميزون بالسذاجة دون أي شك، لكنه في الغالب ما كان ينطوي على حثالة ومنبوذي من الشعب المتواجدين في لندن، والذين كانوا ينضمون إلى السجون الفاسدة وقسم سيء من عناصر الشرطة.