رواية بقايا النهار - The Remains of the Day Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب كازوو إيشيغورو وهو من مواليد دولة اليابان، ولكنه بعد ولادته انتقل مع عائلته للإقامة في مملكة بريطانيا العظمى وأمضى حياته فيها، إلى أن حصل على الجنسية البريطانية، ويُعد من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، وهو من المؤلفين الذين أبدعوا في مجال كتابة وتأليف الأعمال الأدبية، وقد حصل على العديد من الجوائز العالمية على مؤلفاته، ومن أكثر الروايات التي حققت له شهرة واسعة حول العالم هي رواية بقايا النهار والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية.

رواية بقايا النهار

في البداية كانت تسرد وقائع وأحداث الرواية بالاعتماد على ضمير المتكلم، حيث كان تروى من وجهة نظر الشخصية الأولى فيها، وهذا ما كان يميزها عن غيرها من الروايات التي كتبها المؤلف، وقد كانت الرواية المشار إليها من أول الروايات للكاتب التي لم يتم سردها على لسان أحد الشخصيات اليابانية كما اعتاد المؤلف في الروايات السابقة له، كما أنها كانت لا تعتمد على ارتجاع وقائع تشير إلى الحياة العامة في المجتمعات اليابانية.

تناولت الرواية الحديث عن موضوع أحد الشخصيات التي تعود أصولها إلى الدول الإنجليزية، حيث أن تلك الشخصية تدعى ستيفنز وهو يعمل كرئيس خدم محترف وذو خبرة، إذ أن رئيس الخدم ذلك لديه الكثير من الذكريات التي تتوزع بين الفترة التي عاشها مع سيده السابق والذي يدعى اللورد في دار لنغتون، حيث أن ذلك اللورد والذي تعود أصوله كذلك إلى دولة إنجلترا يمتلك تأثير كبير في المجتمع وله نظريات موسعة حول الحياة السياسية، ولكنه جراء نظرياته وتفكيره تم العمل على إقصائه عن الحياة السياسية في المملكة البريطانية.

وعلى أثر تلك النظريات والآراء التي كان يدلي بها توفي وهو مكلل بالعار، إذ أن ذلك اللورد كان يدعم في آراءه ومبادئه المدافعة عن القوات النازية أثناء قيام الحرب العالمية الثانية، وقد كانت تلك الآراء والأفكار للورد لم تبنى على العنصرية أو التعصب بل كانت من حسن نية، وكان كان رئيس الخدم بعد تناوله لذكرياته التي كان يعيشها مع سيده القديم كان يتطرق للحديث عن الحياة التي يعيشها مع السيد الحالي، وهو كان الشخص الذي قام بشراء القصر الفاخر الذي يقوم بخدمته وأصبح مالك له، وقد كان سيده يعود أصله إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويدعى السيد فاراداي.

وفي أحد الأيام تصل رسالة إلى السيد ستيفنز من قِبل إحدى العاملات في السابق معه في القصر وتدعى الفتاة كنتون، وقد كانت تلك الفتاة تعمل كمدبرة للمنزل، حيث أنها حينما كانت تعمل في ذات القصر مع السيد ستيفنز كانت ما زالت في مرحلة الشباب، وفي تلك الرسالة تخبر السيد ستيفز عن حياتها الزوجية التي تعيشها، حيث تلمح له أن حياتها لا تسير على ما يرام، وأنها في تلك الحياة لم تشعر في يوم من الأيام بالسعادة ولا الراحة.

ومن هنا بدأ يفكر ستيفنز أنه في ظل الظروف التي تعيشها هناك أمل في عودتها وانضمامها إلى طاقم الخدم في ذلك القصر، حيث أنه في تلك الفترة كان القصر يعاني من نقص شديد في طاقم إدارة الخدم؛ وقد كان ذلك بسبب سوء الأوضاع المادية السيئة في القصر، وجراء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة في البلاد.

وفي أحد الأيام يعزم ستيفنز على استعارة إحدى السيارات التي تعود ملكيتها إلى حاكم القصر، حيث أن ذلك السيد كان يعزم على ستيفنز مراراً وتكراراً في أن يأخذ السيارة في أي وقت يحتاجها لقضاء حاجياته ومتطلباته، كما وعده بأن يقوم بإعارتها له حين يذهب في رحلته المعتادة لقضاء إجازته في قرى الريف الواقعة الولايات المتحدة الأمريكية، وخلال تلك الرحلة تسيطر الذكريات على تفكير ستيفنز، إذ يستذكر أحداث الحياة التي كان يعيشها وهو في خدمة اللورد دار لنغتون، وكيف أن الحياة كانت أرستقراطية في ذلك الوقت، كما تدور في ذهنه الأحداث التي دارت في وقت وفاة والده، والتصرفات والسلوكيات التي كانت تتحلى بها الفتاة كنتون حينما كانت تشغل وظيفة مدبرة منزل في ذلك القصر.

في نهاية الرواية يتوصل ستيفنز في رحلته إلى المكان الذي تقيم به تلك الفتاة كنتون، وهنا يجد أنها قد تغيرت كثيراً بعد مرور ما يقارب العشرين عاماً، وأنها في هذا الوقت أصبحت تدعى السيدة بن؛ وبما أن تلك الحقيقة كانت غريبة على ستيفنز ولم يحبذها، وعلى الرغم من علمه بكنيتها منذ البداية، إلا أنه فضل أن يبقى يصر على مناداتها بالفتاة كنتون، ومن هنا تبدأ الرواية بالانحناء نحو منحنى يرمز إلى تفكير ستيفنز حينما يدرك أن حياته قد ضاعت هدراً، وبقي المؤلف تاركاً وضع النهاية للرواية بتفسيرات مفتوحة أمام القارئ.


شارك المقالة: